"جورج حسون" أستاذ موسيقا، وهو الأكاديمي الوحيد في قرية "بري الشرقي" منذ نشأتها، حاصل على شهادة معهد إعداد مدرسين للموسيقا من "دمشق"، تفانى ثلاثين عاماً في تعليم الفن الراقي لأن رسالته في الحياة أنّ كل شيء يذهب إلا الإحساس فهو باقٍ. تقاعد في 2020 بعد أن ساهم في تغطية جميع المناسبات الرسمية في مدارس المنطقة، وشكل فرقة من الهواة لنشر التراث.

ثلاثون عاماً من التعليم

"جورج حسون" المولود في بلدة "بري الشرقي" التابعة لمنطقة "سلمية" 1967، عاش في عائلة تحب الأغاني التراثية، بحكم طبيعة قريته التي تقع بين "سلمية" وبادية البلعاس، ودرس في مدارسها مراحل تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي، وبعدها التحق بمعهد إعداد مدرسين للموسيقا بـ"دمشق" وتخرج منه عام 1990، ومارس مهنة التعليم في ريف "حلب" من عام 1990 وحتى 1997، ثم عاد لمسقط رأسه في "بري الشرقي" وعلّم فيها بمدرسة الشهيد "ناجح موسى" وفي قرية "تلجديد" وقرية "بري الغربي"، وبعد أن أمضى ثلاثين عاماً في تحقيق رسالته، افتتح قاعة للموسيقا في قريته بإلحاح من الهواة لتعليمهم أصول الموسيقا والعزف والغناء.

رسالة الفن.. إحساس لا ينتهي

التقت "مدونة الموسيقا" مع الأستاذ "جورج" وحدثنا قائلاً: "تقاعدتُ من التعليم بعد ثلاثين عاماً ولكن تحت إلحاح الهواة بمتابعة تعليمهم الموسيقا، افتتحت قاعة للموسيقا واندفع الأهل لتعليم أطفالهم من سن الـ5 سنوات وتشجع كبار السن ممن بلغ الـ65 عاماً لتعلم أصول الموسيقا، في القرية ومن القرى المجاورة وحتى من مدينة "سلمية"، فالموسيقا رسالتي في التهذيب الروحي ولأنها فن راقي وكل شيء في الدنيا زائل إلا الإحساس باقٍ، فلا يهمني المقابل الماليّ، فأنا لا أتقاضى عن تعليم الهواة إلا أجراً رمزياً جداً. أسست فرقة مكونة من عشرين هاوياً ومنهم على آلة العود "ربيع عبود" و"رند فطوم" و"كريم الضمان" و"محمد زيدان" و"شغف الشعار"، وعلى آلة الغيتار "كندة زيدان" و"شهد حيدر" و"إينانا" وعلى آلة الكمان "سهام الصالح" وعلى الإيقاع "أمير الآغا" وهذه الفرقة لنشر التراث السلموني وإحياء مقطوعات شرقية كالسماعي، وفي عام 2006 أسست لمسرح مدرسي لمهرجان الطلائع ومن تلامذتي المطرب الشعبي "علي الحرك" وعازف العود والمطرب "علي الشعار" وهو كفيف.

1- الأستاذ جورج حسون

هواة وزملاء قالوا في الأستاذ "جورج":

2- ربيع عبود أحد تلامذة الأستاذ جورج

"ربيع عبود" عازف عود مواليد 2007 هاوٍ ومتدرب عند الأستاذ "جورج" حدثنا قائلاً: "منذ عام ونصف وأنا أتدرب عند الأستاذ "جورج" على آلة العود والكمان، تعلمت قراءة النوتة ويستهويني الشرقي شاركت بحفلات المدرسة على آلة العود وأنا عضو في الفرقة التي شكلها الأستاذ "جورج" كعازف آلة العود، أحببت التعلم على يده فهو متفان في ذلك وداعم ومشجع لي دائماً".

أما "أسامة بربور" 1973 حاصل على علوم تربية وماجستير إبداع حدثنا عن الأستاذ "حسون" قائلاً: هو معلمي مذ كنت في الصف الخامس والسادس تعلمت عزف آلة العود على يديه، ولاحقاً أصبحت زميلاً له في المدرسة، هو قائد روحي بإحساسه الصادق وتفانيه في رسالته التعليمية، ليصنع أمة راقية تنهض بذوق وإحساس إنساني. بعد تقاعده من التعليم ألح عليه الطلاب لمتابعة تعليمهم لأنهم عشقوا الموسيقا بهذا المدرب الراقي الذي لا يهمه التحصيل المادي فهو القدوة الحسنة للجميع.

3- الأستاذ أسامه بربور زميل الأستاذ جورج حسون