"آخر أيام الصيفية" أمسية موسيقية نظّمها الملتقى الثقافي اليسوعي في دير الآباء اليسوعيين في "حمص" لتكون بمثابة وداع فني للموسم الصيفي، وشهدت حضوراً من محبي الطرب والموسيقا، قدّمت خلالها الفنانة "ميسا أبو ديب" مجموعة من الأغاني المتنوعة، وتميزت في اختيارها للألوان الغنائية الأصيلة وأدائها العذب، مما أضفى أجواءً من الحنين والبهجة على المكان.
أجواء السلام والفرح
التقت "مدونة الموسيقا" بالمغنية "ميسا أبو ديب" للحديث عن أجواء الحفل وكيفية التحضير له، قالت: »أردنا أن نختم الصيف بأمسية تُدخل البهجة إلى قلوب الناس، ليعيشوا أجواء السلام والمحبة والفرح، وقد استغرق التحضير للحفل أسبوعاً فقط، نظراً لتعاوني السابق مع عازفي العود والإيقاع مما جعل العمل أسهل، وجاءت الأغاني متنوعة بين الطابع العربي والموشحات، مثل: "يا زائري" للسيدة فيروز، و"مستنياك" لعزيزة جلال، و"يوماً ما" لجوليا بطرس، و"حلوين من يومنا والله" لسيد مكاوي، إلى جانب أعمال طربية وشرقية أخرى«.
وتشير إلى أن الحضور كان متحمساً، »أدهشني تفاعله الكبير وانسجامه مع الأغاني، خاصة أن جمهور حمص معتاد على هذا النمط من الحفلات، وهذه الأمسية الثانية لي في المكان نفسه بعد مطالباتهم بإعادتها، وكانوا سعداء جداً«.
وعن مسيرتها الفنية وأعمالها القادمة قالت: »أقوم بتدريس الموسيقا البيزنطية وأدرّب كورال أطفال "مدرسة الغسانية الأرثوذكسية" بحمص، كما أنني عضو في جوقة "القديس رومانوس" للموسيقا البيزنطية، وأشارك دائماً في الأمسيات البيزنطية مع كورال "القديس إليان الحمصي"، إضافة إلى حفلات موسيقية متنوعة، ولدي أغانٍ خاصة بي، وأخرى لا تزال قيد التحضير أسعى قريباً لتقديمها إلى الجمهور، كما أحضّر حالياً لحفلة عيد الميلاد إضافة إلى حفلات كورال المدرسة التي تقام بشكل دائم، خصوصاً مع بداية العام الدراسي«.
دعم المواهب الفنية
منسقة الملتقى الثقافي اليسوعي، "كاترينا حلواني" قالت: »نحرص دائماً أن تكون الأمسيات الموسيقية طربية، مع انتقاء مغنّين متميزين مثل "ميسا أبو ديب" لتقديم تجربة موسيقية شاملة، ومع ختام الصيف، نظمنا مبادرة لأهل المدينة لزرع الأمل والفرح بقدرات بسيطة، وللتأكيد على الروابط الاجتماعية في هذا المكان المفتوح للجميع«. موضحة أن هذا العام كان غنياً ومتنوّعاً بالأنشطة التي أقامها الملتقى، فكانت هناك العديد من الأمسيات الثقافية والفنية، بما فيها الفعاليات الموسيقية والطربية التي تناسب جميع الأجيال، مؤكدة استمرار حضور الجمهور وتزايده عاماً بعد عام.
وتلفت إلى أن الملتقى يقدم أيضاً أمسيات شعرية ومعارض فنية، إضافة إلى ورش موسيقية وكورال لأبناء المنطقة، تشمل التدريب على كافة الآلات الموسيقية بأسعار رمزية، بهدف دعم الأطفال والشباب وتنمية مواهبهم الفنية، وتخفيف الأعباء المالية مقارنة بالمراكز الخاصة، موجّهة رسالة محبة للشباب تقول فيها: »آمنوا بأنفسكم، واهتموا بمواهبكم، واعملوا على تحقيق أحلامكم، فأنتم نبض الغد وروح المستقبل«.
الأغاني الطربية
عازف العود "فادي كاشي" تحدث عن مشاركته في الأمسية قائلاً: »كانت أمسية مميزة من حيث التوقيت والموضوع، خاصة في آخر أيام الصيف، لتذكير الناس بجمال دورة الحياة وتعاقب الفصول، ونحن نحتفل بكل المواسم ونسعى من خلال الموسيقا إلى نشر رسالة المحبة والسلام لجميع الناس«. ويشير إلى أنه سبق وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية، فهو يعزف الأغاني الطربية والقديمة دون أي تعديل على لحنها ومقامها، لتبقى محافظة على أصالتها، يقول: »أقوم أيضاً بتدريس العود والإيقاع والمقامات الشرقية في الملتقى الثقافي اليسوعي، ونسعى دائماً للاهتمام بالشباب الواعد ونشر ثقافة الفن والموسيقا والنغم الأصيل«.
أما عازف الإيقاع "كمال فركوح" فأوضح أنه بدأ عزف الإيقاع منذ ثلاث سنوات بجهد شخصي منه، ثم تعلّم على يد الأستاذ "فادي كاشي"، وعن مشاركته في الحفل قال: »شاركت في الأمسية لما تحمله من طرب ونغمٍ أصيل، وكان هناك تناغم جميل بين العزف وصوت الفنانة "ميسا أبو ديب"، وسبق لي المشاركة معها في عدة حفلات«. ويرى "فركوح" أن الإيقاع يضفي جمالاً خاصاً على الحفل من خلال انسجامه مع كافة الآلات، وخصوصاً أثناء وجود "الصولو"، فهو أساس الأداء ويحدد السرعة والوزن بشكل عام. كما أعرب عن سعادته بتفاعل الجمهور الكبير وانسجامه مع الأداء، مما أضفى جمالية خاصة على الحفل.
ومن جمهور الحفل تحدث "زاهر أوزون"، وهو متابع دائم لحفلات الملتقى، معرباً عن إعجابه بالأغاني القديمة، وأن أمسية "آخر أيام الصيفية" كانت موفقة وجذبت الجمهور بأجوائها الرائعة، خصوصاً بمشاركة "ميسا أبو ديب" بصوتها الدافئ وأدائها المميز.