نشأ في أسرة فنية، فتعلم الرسم والنحت والغناء مذ كان في الخامسة من عمره، وفي الخامسة عشرة بدأ متدرّباً في "فرقة الرقة للفنون الشعبية" (التي تأسست سنة 1969 على يد الفنان إسماعيل العجيلي، وأصبحت علامة فارقة في قدرتها على استلهام التراث الشفوي لمحافظة الرقة خصوصاً، ولمنطقة وادي الفرات عموماً، وساهم في نجاح الفرقة الكثير من مبدعي الرقة، وكُتّابها، في مقدمتهم الأديب الدكتور الراحل عبد السلام العجيلي الذي كتب للفرقة الكثير من المسرحيات الغنائية، منها على سبيل المثال: صيد الحباري، برج عليا، ليل البوادي، قصر البنات، حصار الثكنة) وأصبح مدرباً في الفرقة ذاتها منذ 2007، نال شهادات تكريم من عدة أقطار ضمن مشاركات الفرقة، وما زال يحمل شعلة الإبداع والتميز داخل "سورية" وخارجها.

طُفُولَتُهُ

"غيث محفوض" من "سلمية"، ومولود في "الرقة" 1983، لعائلة فنية والده "نعيم" رسام وشاعر، و"غيث" الأصغر بين إخوته، ينهل معهم الفن والأدب، فمذ بلغ الرابعة من عمره دعم الأب أطفاله باحتراف الرسم والنحت، وبالإضافة لذلك كان "غيث" شغوفاً بالأغاني ففي الثامنة أدى للسيدة "فيروز" (كتبت إليك من عتبي) بكل مهارة.

دِرَاسَتُهُ

درس في "الرقة" وأنهى فيها الثانوية 2001 ثانوية "ابن خلدون"، وأنهى معهد إدارة فندقية في "حلب" وتخرج منه 2003.

1- فرقة الرقة للفنون الشعبية

بِدَايَتُهُ مَع الرَّقصِ الشَّعبِيِّ

2- المدرب الراقص في فرقة الرقة غيث محفوض

عندما بلغ الـ15 من عمره استهواه الرقص الشعبي، حيث كانت فرقة "الرقة للفنون الشعبية" في أوجها الذهبي، وكان صديقه "علي أسعد" راقصاً فيها فشجعه للتدريب فيها.

التقت "مدونة الموسيقا" مدرب الرقص "غيث محفوض" ليحدثنا عن بدايته في الرقص الشعبي قائلاً: تشكلت فرقة العجيلي عام 1969 بإشراف الأستاذ "إسماعيل العجيلي"، وهي مؤلفة من فسيفساء سوري، فالتحقت بالفرقة عام 1999 وبدأت بتدريبات التحضير حتى منتصف 2001 كانت مشاركتي الأولى مع الفرقة في مهرجان الأغنية السورية أورنينا بـ"حلب"، وحصلت الفرقة على الجائزة الذهبية، وكان الفنان "دريد لحام" مدير المهرجان، ويومها قال المخرج الراحل "مصطفى العقاد" عن الفرقة (لو كانت الإمكانات المقدمة لفرقة كاركلا تقدم لفرقة "الرقة" لكانت هذه الفرقة الأولى على العالم).

3- علي أسعد راقص شعبي في فرقة الرقة للفنون الشعبية

مُشَارَكَاتُهُ

4- مها الأطرش راقصة بالية وراقصة في فرقة الرقة

وأضاف "محفوض": شاركت في المهرجانات السنوية للفرقة منذ 2001 (مهرجان المحبة والسلام، مهرجان "بصرى"، مهرجان "دمشق" الدولي، مهرجان البادية "تدمر" أو طربق الحرير، مهرجان الرواية وهو تكريم للدكتور "عبد السلام العجيلي" في "الرقة"، مهرجان الفرات "دير الزور") ولم نتوقف إلا مع بداية الحرب على سورية 2011.

المشاركات العربية: في "الجزائر" مهرجان الشباب العالمي 2001 مع اتحاد الطلبة، مشاركة في 2002 و2003و 2004 في مهرجان "دبي" للتسوق ضمن فعاليات القرية التراثية وفي الـ2005 مهرجان الشباب العربي في "لبنان" مع اتحاد الطلبة العربي ومقره "دمشق"، وفي مهرجان أسبوع السياحة السوري الكويتي مع وفد وزارة السياحة وفي الـ2006 بـ"أنقرة" بحفل سفارة الجمهورية العربية السورية (أيام سورية الثقافية) وفي الـ2007 بـ"تركيا" "عنتاب" و"ألمانيا" في مهرجان الشرق مع ملتقى الغرب، وفي الـ2008 في "مصر" في يوم التراث العالمي، وفي مهرجان "مسقط" في "سلطنة عُمان" وفي الـ2009 في "قطر" مهرجان الريان التراثي، وفي نفس العام في مهرجان "قرطاج" في "تونس" مع وفد وزارة السياحة السورية وفي الـ2010 تحضيرات لمهرجانات في "سورية" (ليل البوادي) وهذا العمل من توزيع "سمير كويفاتي" وتأليف الدكتور "باسم القاسم".

5- المسؤولة الإعلامية لفرقة الرقة بدور الموسى

فِي مَرحَلَةِ الحَربِ عَلَى سُوريَة

مع بداية الحرب 2011 توقفت أنشطة الفرقة بعد تدمير المقر الذي بلغ عمره 50 عاماً بما يحويه من أرشيف كامل (لباس، تجهيزات، إكسسوارات، صور الحفلات، الفيديوهات) وكل ما يحمله من ذكريات، وهُجرنا من "الرقة" فعدت إلى "سلمية".

ولم يلتئم شمل الفرقة إلا لعام 2016 في "دمشق" بدعوة من وزارة الثقافة السورية، وأنجزنا عمل (قمر على الشرق) من تأليف الدكتور "باسم القاسم" والشاعر اللبناني "موسى زغيب" وألحان الفنان اللبناني "شربل روحانا" وتوزيع اللبناني "جوبارود جيان" وكان التعامل الأول مع الفنانة "عبير نعمة" وعرض العمل على مسرح دار أوبرا بـ"دمشق" عام 2016، وفي 2017 (ليل البوادي) وفي 2018 (أصداء وحنين) عرض على مسرح دار الأوبرا بـ"دمشق"، بـ 2019 جولة في المحافظات بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية، وفي عام 2020 مشاركة في "الصين" بالإضافة لمهرجان "بابل" الدولي، مازلت مع الفرقة بجميع نشاطاتها.

ذكرياته

منذ عام 2007 كنت في زيارة للأستاذ "زكي ناصيف" من أجل أغاني للفرقة حيث قمت بالرقص بثمان عدات لرقصة الدلعونة المكونة من 6 عدات وشهد لي الأستاذ "زكي ناصيف" أمام الأستاذ "إسماعيل العجيلي"، وقال: "هذا إبداع"!

التكريمات

شهادات التكريم من "الجزائر" و "لبنان" و "دبي" و "ألمانيا". قالوا عن المدرب "غيث محفوض":

"مها الأطرش" خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الرقص، دراسات عليا بتصميم الرقص، ومدرّسة الباليه الوطنية ومعيدة في المعهد العالي للفنون المسرحية، تقول: أنا راقصة في فرقة (إنانا)، وراقصة في فرقة (جلنار) ومصصمة ومدربة وراقصة في فرقة (آرام) السوري، وشاركت بفرقة "الرقة" للفنون الشعبية منذ 2016 ويعتبر الأستاذ "غيث محفوض" عمود هذه الفرقة، الحافظ للتراث بكل تفاصيله من تصميم الحركة التي حافظت على طابعها التراثي مع الرقص الحديث، تعلمنا منه الإلتزام بالعمل والروح الجماعية واستطاع أن يخلق مني روح حلوة بالفنون الشعبية، وأصبحت قادرة على تصميم العروض معه بشكل شخصي، وهو قائد لديه القدرة على الحفاظ على العمل الجماعي بكل تفاصيله.

"بدور الموسى" من مواليد "دير الزور" 1990 خريجة صحافة وإعلام حدثتنا عن المدرب الراقص "غيث قائلةً: تعرفت على الأستاذ "غيث" منذ عام 2018 أثناء عمل (أصداء وحنين) لفرقة الرقة للفنون الشعبية، حيث كنت مقدمة العرض وقمت بأداء دور الشاعرة البدويّة، ومسؤول إعلامي للفرقة، إن "غيث" ليس فقط مصمم رقص وكريوغرافر؛ بل هو أيضاً مخرج رائع يهتم بالتفاصيل من صوت وإضاءة وحركة وتعابيرالممثلين والراقصين على المسرح، ولم يكن من السهل نقل تراث المنطقة الشرقية عن طريق الرقص لكنه استطاع ببساطة لأنه ولد فيها، ولم يسمح لأي خطأ أن يحدث على المسرح لأنه أمين على نقل هذا التراث، فكنا نستمر بالبروفات لأكثر من عشر ساعات، ونشعر بالتعب بينما كان هو لا يشعر بهذا التعب، بل يحثنا على الاستمرار من أجل لحظات المسرح التي لا تعوض، في بعض الأحيان كنت أتلعثم بسبب صعوبة اللهجة إلا أنه كان يجلس معي بالساعات كي أطل على الجمهور بأفضل صورة، إنه يمنح الراقصين طاقة رائعة على المسرح ويشاركهم في الصولو والدبكة الجماعية، لقد عملت مع الكثير من مصممي الرقصات والمخرجين إلا أن تجربتي مع "غيث" هي المميزة والأفضل.

وحدثنا "علي أسعد" 1983 (خريج معهد فندقي، وراقص شعبي في فرقة الرقة) قائلاً: المدرب "محفوض" مصمم وراقص مبدع، فهو موهبة نادرة، ولد الفن والرقص المسرحي بروحه، وهو إنسان خلاق، ترجم الأحاسيس والمشاعر بطاقة إيجابية مميزة، وهو رفيق عمري ودراستي ورفيق المسرح المميز بالعطاء، كان يتدرب 8 ساعات دون كلل أو ملل، وظهرت بصمته كمصمم في عملنا (قمر على الشرق) وقام بتعديل الكثير من اللوحات دون المساس بالطابع الفلكلوري البدوي، وتجميل الحركات بلمسة كلاسيكية ومنها كانت إنطلاقته في تصميم الرقص واللوحة كاملة مع اللباس والديكور، وهو عضو نقابة فنانين منذ2006، وهو الذي يتحفنا بكل جديد.