مدينة "حلب" عاصمة الفن وولّادة الأصوات الجميلة على مر الزمان، وما انفكت تلد نجوماً وأسماء موهوبة في عالم الغناء والموسيقا جيلاً بعد جيل للسير على خطا ونهج الأولين القدامى والتزود من علومهم وتراثهم مع الإضافات المدروسة التي تزيد الجمال جمالاً.

دِرَاسَةٌ فَنِّيَّةٌ وَوِلَادَةُ نَجمٍ

يعتبر المنشد الفنان "محمد حمامي" ابن الـ٣٥ عاماً واحداً من أهم الأصوات الشابة المميزة الجميلة والقادمة على ساحة الفن الأصيل بقوة وثبات وبشهادة كبار وشيوخ الطرب، وبما يمتلكه من موهبة وصوت قوي وعلوم موسيقية مشبعة بالدراسة والممارسة العملية التي ساعدته على أداء أصعب الأدوار، ولم يأت ذلك من فراغ بل من مرحلة أعداد وتأسيس طويلة بدأت منذ طفولته برعاية والده الحاج "عمران" الذي ألحقه بالدراسة لمدة عامين بمعهد "نادي شباب العروبة" لتعلم الصولفيج وغناء القدود والموشحات والعزف على آلة العود بالمعهد الموسيقي للشبيبة.

شَهَادَةٌ كَبِيرَةٌ لِلشَّيخِ "صبري مدلل"

ولد وتربى المنشد "محمد" بحي "باب الحديد" الحي الحلبي العريق الذي خرّج كبار مطربي وفناني المدينة، حيث بدأت موهبته الفنية تظهر من خلال مرافقة والده بحضور الزوايا والتواشيح للشيخين "محمد حياني ومحمود علبي" كل تلك الأذكار كان "محمد" يحفظها ويعيد تكرارها بينه وبين ذاته مرات عديدة. وبمساعدة والده الذي كان يشتري له أشرطة حفلات "حسن حفار وأديب الدايخ ومحمد خيري وصباح فخري وصبري مدلل" حتى يتقن الابن "محمد" غناء وأداء الكبار.

1- المنشد محمد حمامي مع فرقته

ولم يخيب "محمد" ظنون والده به وكان عند الموعد، عندما غنى أمام شيخ الطرب "صبري مدلل" وهو بعمر سبع سنوات "هاتيها يا صاح" و"يا فاتن الغزلان" و"يا نور النبي" حيث أثنى عليه ومدحه كثيراً الشيخ "صبري" وطلب من والده الاهتمام به وتدريسه وتحفيظه القرآن، ليكون له شأن ومستقبل فني مشرق.

وهذا ما فعله الوالد، وفي عام ٢٠٠٨ سمعه الراحل الكبير "صباح فخري" في مديرية الثقافة وامتدح أداء صوته كثيراً.

2- الفنان عدنان الجسري

القُدوَةُ المُنشِدُ "محمد خير حلواني"

3- الدكتور الباحث الموسيقي أيمن سيد وهبة

يقول المنشد محمد حمامي لـ "مدونة الموسيقا": بعد انتهاء دراستي "بنادي شباب العروبة" تعرفت على المنشد الراحل "محمد خير حلواني" ورافقته كمردد في حفلاته لمدة أربع سنين، وكان أثناء الحفلات يمنحني بعض الوقت لأداء وصلات قصيرة لتقوية موهبتي، وتعلمت منه أصول الغناء ومخارج الحروف والتنقل بين المقامات والقرار والجواب.. وبحق كان معلماً في كار الإنشاد، لذلك اعترف بفضله على مسيرتي الفنية والإنشادية.

ومن حسن حظي أنني غنيت أمام الفنان "أحمد أزرق ومحمد طحان" وكل هولاء أعطوني التشجيع والدافع للدراسة والتعلم، والفرصة الجيدة لي كانت برفع الأذان لفترات طويلة بجامع "شبارق" بـ"حي الميدان" بحضور الشيخ "إبراهيم البكري" المؤذن الرئيسي للمسجد.

4- الدكتور الباحث الموسيقي محمد البابا

فِرقَةٌ خَاصَّةٌ

وكان لابد للمنشد محمد حمامي من اكتشاف قدراته الفنية وحيداً، حيث عمل على قيادة فرقة إنشادية مؤلفة من خمسة عشر عنصراً ما بين مردد وعازف إيقاعات، يقيمون الحفلات في أنحاء مدينة "حلب" وخارجها بباقي المحافظات السورية، ومن أهمها المشاركة بحفلة دار الأوبرا بمدينة "دمشق" حيث حضرها جمهور غفير ولاقت استحسان الجميع. ويتابع "محمد" مشواره الفني بتدريس الطلاب في معهد الراحل "صباح فخري" أصول القدود والمقامات والموشحات.

حَفَلَاتٌ خَارِجِيَّةٌ نَاجِحَةٌ

سافر وشارك "محمد" لأكثر من عام مع فرقة شيوخ سلاطين الطرب في أحياء حفلات ومهرجانات سنوية بمهرجان "جرش الأردن" و"صفاقس تونس" ودار الأوبرا التونسية.

وعن أسلوبه الفني يقول "محمد": "دراستي الفنية كانت شاملة وواسعة على يد كبار المنشدين والفنانين في مدينة "حلب" ومع تخصصي بغناء الإنشاد أغني الطرب الحلبي القديم والموشحات والقدود وأغاني "أم كلثوم وكارم محمود وعبد الحليم".

مُؤَذِّنُ جَامِعِ سَيفِ الدَّولَةِ

ولجمال وحسن صوته كلف "محمد حمامي" برفع أذان الصلوات من كل يوم بجامع "سيف الدولة"، ما ترك الانطباع الحسن عند المصلين وأهالي الحي والجوار والعابرين الذي يثنون على خامة صوته وتنوعه وبمقامات رفع الأذان.

شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ

الدكتور الباحث "أيمن سيد "وهبة" قال: "لدى المنشد "محمد" إمكانيات فنية كبيرة وصوت جميل يمكنه من أداء أصعب الأدوار والمقامات.. سمعته مراراً غناؤه يطرب الآذان وينعش الروح.. له مستقبل واعد ومشرق.. ويحتاج إلى اهتمام وشركات إنتاح تكون صادقة بالتعامل مع موهبة كهذه".

الفنان "عدنان جسري" قال عنه: المنشد "حمامي" أعرفه منذ البدايات وسمعته كثيراً وتوقعت له مستقبلاً مشرقاً.. صقل موهبته بالدراسة الفنية، يجيد الإنشاد وغناء الموشحات والقدود بشكل جميل.. سلس في القرارات والجوابات، يطربك بإحساس مرهف، خلوق ومحبوب من الجميع.

الدكتور الباحث "محمد البابا" قال: "أبارك للمنشد الشاب "محمد حمامي" هذا الصوت الرصين والأداء المتقن في الإنشاد وغناء القدود والموشحات، حضرت له أكثر من حفلة كان فيها ناجحاً وموفقاً لأبعد الحدود، يحتاج لدعم وتسليط الضوء عليه إعلامياً حتى يبرز على الساحة السورية بشكل أفضل ويسمعه الجميع.