ولدت "ميرا مسوكر" بأذن موسيقية مطلقة، وهي التسمية العلمية لحالتها في تمييز الإيقاع من دون النظر للآلة الموسيقية، مذ كانت طفلة صغيرة، آمن والدها بموهبتها، فعيّن لها المعلم "عبدو طنوس" لتتعلم مبادئ الموسيقا على آلة البيانو، وكانت في السابعة من عمرها، وبعد عام بدأت تدريباتها على آلة الكمان مع المعلمة "ميساء حسن"، وتفوقت على أقرانها بمسابقة الرواد وفازت على مستوى القطر، والآن تكمل تعليمها الموسيقي في معهد "نجيب السراج" بـ"حماة" على يد المعلمة "تيماء جمول"، ورافق تميزها هذا تفوقها بمقعد في مدرسة المتفوقين.
طُفُولَتُهَا وَالبِدَايَةُ
تواصلت "مدونة الموسيقا" مع والد الرائدة على مستوى القطر "ميرا"، مهندس المعلوماتية "أمجد مسوكر" ليحدثنا عن طفولة ميرا قائلاً: "ميرا المولودة في "مصياف" 2010، بدأ شغفها بالموسيقا باكراً، فألحقتها وهي في عمر سبع سنوات بدورس خاصة لتعلم أساسيات الموسيقا على آلة البيانو، على يد الأستاذ "عبدو طنوس"، الذي اكتشف أنها تميز العلامات الموسيقية عن بعد من دون النظر للآلة الموسيقية؛ والحقيقة العلمية لمَلَكَتها هذه؛ تدعى أذناً مطلقة!".
رِعَايَتُهَا مِن الأُسرَةِ
ويتابع الأب قائلاً: في عامها الثامن بدأت بالتعلم على آلة الكمان التي أحبّتها وكأنها توءمها، على يد معلمة الموسيقا "ميساء حسن"، وكنت أتابعها بشكل مستمر وأقرأ المقالات المتعلقة بنظرية الموسيقا ومشاهدة الكورسات المتعلقة بتقنيات آلة الكمان، وكانت تتدرب "ميرا" يومياً تقريباً لأن آلة الكمان تحتاج إلى وقت طويل لتحصد ثمار التدريبات، وبعد نيلها الريادة على مستوى القطر تابعت تعليمها في معهد "نجيب السراج" وهي في السنة الثالثة فيه، وكان يرافق شغفها الموسيقي حرصها على متابعة تحصيلها العلمي بتميز أيضاً، حتى دخلت مدرسة المتفوقين في الصف السابع.
فيما قالت "ميرا مسوكر": شجعني والدي على حلم يراوده بأن أعزف منفردة على مسرح دار الأسد، وانطلق منه للعالمية مؤمناً بحدسه وبملكاتي، أن أنافس كل الأطفال الموهوبين حول العالم، فشاركت في مسابقة الرواد من الصف الثالث على مستوى المنطقة، ثم في الصف الرابع على مستوى المحافظة، وأخيراً في الصف الخامس على مستوى القطر ونلت المرتبة الأولى في صيف العام الدراسي 2021، 2022 حيث قدمت مقطوعة storm أحد إبداعات المؤلف العظيم أنطونيو فيفالدي، الحركة الثالثة من كونشيرتو summer من مجموعة الفصول الأربعة.
أَدَوَات التَّحَدِي
وتضيف الرائدة بعزف الكمان "ميرا": كنت أتدرب يومياً وأفضّل عزف المقطوعات المصنفة عالمياً كأجمل وأصعب المعزوفات لأتحدى ذاتي، ومَثَلي الأعلى "إيلون ماسك" و"بيل غيتس" و"جيف بيسوس"، سأتابع هوايتي في العزف فهي مهارة تساعدني في الحياة عندما أكبر.
شَهَادَاتُ مُعَلِّمِيهَا
"ميساء حسن" 1986 معلمة "ميرا" في العزف على الكمان ومديرة المسرح المدرسي في "مصياف" قالت لـ "مدونة الموسيقا": بدأتُ بتدريب "ميرا" بعمر 7 سنوات على آلة الكمان، كانت شغوفة بتعلم الموسيقا وسريعة التلقي للمعلومات ساعدها في ذلك نقاوة سمعها وأذنها المطلقة، وهي ميالة للعزف الغربي، وراعيت ميولها ودعمتها بهذا المجال، فهي مشروع عازفة كبيرة للمستقبل، ومع دعم أهلها بمتابعة كل التفاصيل فهي لا تحتاج أكثر من تدريب 3 ساعات يومياً، إنها تكسر كل الحواجز الموسيقية ولديها فضول تجاه كل شيء جديد وغريب وتحدّ وإصرار للتجربة وتحقيق النجاح.
ومن معهد "نجيب االسراج" معلمتها "تيماء جمول" أضافت قائلةً: ميرا طالبة موهوبة جداً، وملتزمة بالدروس بحب، وهي تتلقى تعليمها عندي منذ سنتين، ولديها طاقة تحدي كبيرة للتمرين، ولا يرضيها أي شيء، فهي تعزف حالياً "كابريس" للمؤلف العالمي "بغانيني" وهذا تحدٍ لذاتها بعمرها الصغير وقدرتها على أداء كونشيرتات صعبة جداً، وهي طموحة جداً، وأثق بقدرتها على الوصول.
يذكر أنه تم تكريمها من السيد محافظ حماة ومن مدرستها، كما شاركت في مهرجان الربيع 2018.