أكثر ما يهم الفنان "عبد القادر خلف" هو التركز على تراث وفلكلور الجزيرة السورية بشكل عام، وما يخص فن بلدته "الدرباسية" بشكل خاص. أدّى ذلك في عديد المناسبات الفنية على مدار السنوات الماضية، محافظاً على الجلسات التراثية في زمن الحرب، أحب آلة العود كثيراً، تعلّق بها، وحافظ على حضوره الفني وحمل آلته (محبوبته) منذ قرار انضمامه إلى الساحة الفنية حتّى تاريخه.

أكثر اهتماماته تكمن في مجال الغناء الفلكلور وتراث المنطقة، خاصة الغناء المارديني، ودائماً ما يروي قصّة حصوله على أوّل عود، فهي تدخل في عناوين الحزن والفرح معاً حسب وصفه، يحدث "مدونة الموسيقا" عن ذلك فيقول: "بدأت عزفي وغنائي في الثمانينيات، لم أكن حينها أملك ثمن شراء عود، كان رجائي وأملي أن أحصل عليه بأي طريقة كانت، تصدى لذلك شقيقي، فقد كان يخدم خدمة العلم، انتظرت إجازته بفارغ الصبر، جاء موعد زيارته، انتظرته على الطريق، عندما لمحته، اتجهتُ إليه من دون وعي وإدراك، سحبت العود من يده، وركضت للمنزل، من دون أن أسلم إليه أو أهنئه بالسلامة، من شدّة عشقي لتلك الآلة واصلت العزف لعدد من الساعات، ونسيت أخي وأنه صاحب الفضل وهو في إجازة، طبعاً أسمع أغلب الآلات الموسيقية، لكن عزفي وشغفي مع آلة العود".

تعلّم الفنان "عبد القادر خلف" على آلته باجتهاد ذاتي من دون معلّم، فقد عنّون حياته الفنيّة في يومها الأول، بأنه فنان سماعي، ويبحث عن نفسه بنفسه، وأشار إلى عدم وجود معاهد موسيقيّة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى قلّة وجود الفنانين الذين كانوا يعزفون على آلة العود حينها، لذلك كان قراره أن "اعتمد على نفسي".

1- العازف و المغني عبد القادر خلف

مع مرور الزمن، طوّر إمكاناته أيضاً ذاتياً، قال عن تلك الخطوة: في وقت مبكر وقفتُ على خشبة الغناء، في إنجاز حفلات دور التربية، بعدها مباشرة في إحياء المهرجانات الفينة بالمراكز الثقافية، أكثر من 25 سنة أشارك في تلك المهرجانات، طبعاً في مختلف مدن وبلدات المحافظة، لدي كاسيت واحد تحت عنوان "مسافر" ضمنه عديد الأغاني الخاصة بي منها: (مريت أنا عالدار، مسافر لا ترجعوني)، طبعاً شاركت في إحياء برنامج فني "إحياء التراث المارديني"، حتّى قصص وحكايات ماردين أحولها إلى أغان، أغني الأولان التالية: مارديني وكردي وعربي وعراقي، كما وجّه وشجّع ابنته لتكون على ذات النهج الفني، فقد باتت إلى جانبه تشاركه الغناء، يبحث عن تتويجها بمراكز متقدمة في مجال العزف والغناء، يعلّمها ويعدل من أخطائها، لتكون رائدة في هذا المجال الفني، وحسب "عبد القادر" لم يمنعه مرضه من حمل العود والغناء في جلساته وسهراته وحفلاته، لم يمنعه من الحفاظ على التراث، يقول عن ذلك: "عانيت من والدي في الفترة الأولى، ومن نظرة المجتمع في ذلك الزمن بأن الغناء والعزف أمر معيب، لم أكترث لذلك، ولم أتأثر حتى بمرض في أذني، أجد نفسي في قمّة السعادة بأن أخدم وأقدم تراث منطقتي متحدياً كافة الظروف الصعبة".

وآخر ما يقول الفنان "عبد القادر خلف" لـ"مدوّنة موسيقا": "عندما أسمع بوجود مريض، أحمل عودي وأزوره، لأخفف من وجعه، وأعطيه جرعة طاقة إيجابية، هذا أكثر ما يريحني ويسعدني".

2- مع ابنته التي يشجعها على الغناء ومرافقته

الفنان "عبد القادر خلف" من مواليد بلدة الدرباسية 1965