تعلق بالأغاني القديمة الفلكلورية، جعلها زاده ووجباته اليوميّة، يسمع لها في أغلب أوقاته، حتّى أصبح مغنياً للفلكلور والأغاني التراثيّة القديمة، يعد أحد فناني المنطقة ممن يغنون تلك الأنواع من الأغاني فقط، كان أميناً بالحفاظ عليها ونقلها من جيل إلى جيل، ويحافظ عليها حتّى تاريخه.

الفنان "جمعة باجو كجل" تحمّل مهمة نقل الأمانة الفنية والفلكلورية، فهو اليوم يسرد أغاني عمرها عشرات السنين، مؤكداً أن الأمانة ثقيلة والحفاظ عليها أولوية وضرورة، فالمنطقة تكاد تخلو من فنان يحفظ تلك الأنواع والألوان من الأغاني الكرديّة.

"كجل" يُوثّق في ذاكرته أغاني قديمة قدم المنطقة، وله أيضاً عديد الأغاني التي تشبه وتشاطر فلكلور منطقته "المالكيّة" يقول لـ"مدونة الموسيقا" عن علاقته بالفن والغناء من بداياته: "ارتبطتُ بهذا العالم الجميل، عالم الطرب والفن وأنا صغير، لم أكن أفارق جلساته، ومجالسه الفنيّة، لازمتُ سماع الأغاني الفلكلورية مُطوّلاً وأنا في ذلك العمر، أحد أكثر الفنانين في عالم الفلكلور على مستوى منطقتنا "سلو كورو" لازمته وجالسته وسمعته بشكل يومي، حتّى اليوم وهو مفارق الحياة أسمع له وأغني ما غنّاه، حتى لا يُنسى ما قدمه، اعتبر الوحيد من يحفظ ويتابع اللون الذي منحه، كما أنني الوحيد في المنطقة يواظب على تقديم اللون الكردي التابع لمنطقة "المالكية"».

1- جمعة كجل أحد جامعي التراث الكردي السوري

الفنان الكردي "جمعة كجل" انطلق للغناء في فترة الشباب، عندما وجد دعماً كبيراً من حوله، تلّقى تحفيزاً وإعجاباً من كل من سمع صوته، انطلق بجرأة وثبات، وبات اليوم أحد أشهر وأهم من يغني اللون الفلكلوري.

يعدّ "جمعة كجل" أحد أبرز من يجتهد ويواظب للحفاظ على اللون التراثي الكردي، يبذل جهوداً كبيرة في سبيل ذلك، يتابع حديثه: «أثناء الرعي والذهاب للبرية وأنا شاب كنتُ أقضيها في غناء ذلك اللون، تابعتُ ذلك لسنين طويلة، ومستمر بذلك حتّى تاريخه، ما فارقتُ الغناء، لهدف واحد، حتّى لا يُنسى، ألّفت كثير الأغاني، رددتُ أغاني الفنان والشاعر الكردي المعروف "سلو كورو" لأنه أحد أهم المراجع الفنية للون الفلكلوري الكردي، خاصة أغاني منطقتنا، غنيتُ في مناسبات وجلسات خاصة، يطلبها مني الأهل والأصدقاء ومن يحب هذا اللون، فضلتُ الغناء في حفلات مصغرة على الغناء في الأعراس وغيرها من المناسبات الكبيرة، هذا هو حالي مع هذا اللون، منذ أن كنتُ شاباً حتّى اللحظة، هناك الكثير وبشكل دائم من يطلب لأغني في سهراتهم ومجالسهم، إنهم يفضلون هذه السهرات على عديد الأمور».

2- جمعة كجل في جلسة خاصة

يشير "جمعة" إلى تركيزه على كل أغاني من سبقوه ومن غنى تراثاً وفلكلوراً وبشكل خاص إلى أغاني الغزل والحب، وذات التوجه كان من قبله يضيف عن ذلك: «هناك أغانٍ أقدمها اليوم عمر بعضها 100 سنة وأكثر كما أغنية "محبوبة" للفنان "سلو كورو" تروي بشكل رائع الحب والعشق، في الأغنية يحكي عن الوعد الصادق ومن الجانبين، للعاشق والمعشوق، في إحدى كلمات الأغنية يقول "يا ريتني كنت على خصرك وياريت بعدها أسجن سبع سنوات في قرية خان الجبل، المهم أحقق حلمي" ويضيف في أغنية "يهمني سماع صوتك عند الفجر، كي يكون أول صوت يعانقني" في أغنية أخرى والتي تسمعونها أيضاً "سلو كورو" بعنوان "جاني" أيضاً حوار بين شاب وشابة عن العشق والعهود، يخبرها بأن تخرج لخارج المنزل ولو نصف ساعة حتى يرتوي منها، إذا كانت صادقة بحبها، لكنها ترفض وتعتبر ذلك غير وارد، لكنهما يثبتان الحب المتبادل بين الطرفين، أمّا أغنية "ديرسم" هي فلكلورية وتسمعونها أيضاً، الاسم "ديرسم" اسم شاب، يقول "اصبعي تجعني، جيبي مرهم بسرعة" يريد دواء من حبيبته، ومن شدة شوقه لها يقول "ياريت تكوني عندي وتحلبي الأغنام" يذكرها بمرحلة الشباب، فقد كان الشباب في سهراته دائماً، اليوم يكبر ويفتقد لتلك السهرات".

"جمعة" مستعد لتأليف أغنية خلال لحظات، ومجرد مشاهدته لموقف من المواقف، كما كان الحال عندما أحبّ شريكة حياته، فقد ألفّ لأجلها أغنية باتت في قلبه وذاكرته ولسانه حتّى تاريخه، وقد غناها عبر "مدونة الموسيقا"، يقول بعض كلماتها: "كاني لبر كاني" وتعني النبع عند النبع، أحدثها وأغازلها وأنا على نبع القرية، أقول من هو راعي المنزل، أجاوب بأن الشاب هو راعي المنزل، ثم أقول من هو العريس، أجاوب الولد هو العريس، كل ذلك لألفت نظر من أحبها".

يعدُّ الفنان "جمعة كجل" أحد أبرز من غنى ويغني فلكلوراً، وأحد أهم من يحافظ عليه، يملك حنجرة رائعة، أداؤه طيب، وتقطيع الكلمات والجمل وترتيبها بشكل مثالي، يشد السامع، ويلفت كل من حوله لروعة حضوره، هذا جانب مما قاله الفنان "علوان عبدي" من فناني منطقة "المالكية".

"علوان" يقول: إن "جمعة" مرجعية وأرشيف لأغاني الماضي، والرجوع إليه مكسب للحافظ على التراث، فهو يدوّن بحب وعشق وأمانة.

"جمعة كجل" من مواليد قرية "خان الجبل" في ريف "المالكية" المولود عام 1965.