تُعدُّ آلة العود من الآلات التي تتميز بها الموسيقا الشرقية، ومن أقدم الآلات الموسيقية، لذا وقع اختيار "مجد سلوم" عليها ليتقن العزف عليها ويسبر أغوار هذه الآلة الشرقية المميزة، ولم يكتف بذلك بل واظبَ على العزف عليها حتى بعد انتقاله إلى ألمانيا لينشر ألحان هذه الآلة في المجتمع الغربي.

البِدَايَةُ فِي المُوسِيقَا

نشأ "مجد سلوم" ضمن محيط يهتم بالموسيقا والفن لذا كان له أثر كبير في الانخراط مع الألحان والأنغام الموسيقية، وعن هذه المرحلة يقول لـ"مدونة الموسيقا": «نشأت في بيئة فنية منسجمة الأطياف من رسم وموسيقا، كنت مستمعاً ومتذوقاً للموسيقا في البداية، ثم بدأت أتعرف أكثر عليها من خلال الضغط على مفاتيح البيانو المتواجد عند أحد أصدقاء عائلتي، وفي عمر الست سنوات قمت بشراء عود صغير الحجم من سوق دمشق القديمة، وكان مجرد لعبة وليس بآلة حقيقية، لأصبح عاشقاً لهذه الآلة التي لم تعد تفارقني حتى اليوم، بدأت في عمر الثامنة رحلة البحث عن مدرّس أو معهد لدراسة الموسيقا، وكانت البداية من معهد السيد درويش حيث تدربت تحت إشراف العديد من أستاذة العود، ثم انتقلت إلى معهد أورنينا وتبناني موسيقياً الأستاذ سامر عرابي الذي درسني منهاج منير بشير ونصير شمة، إلى أن وصلت إلى المعهد العالي للموسيقا بعد الثانوية وبدأت رحلة الدراسة الاكاديمية في عام 2006 لأتخرج عام 2012».

اِختِيَارُ آَلَةِ العُودِ

منذ الطفولة وقع اختيار "مجد" على تعلم العزف آلة العود من بين الكثير من الآلات الموسيقية وعن سبب انتقائه هذه الآلة يقول: «تعتبر آلة العود من أقدم الآلات الموسيقية، ويعود تاريخها للعصر البابلي، وبالنسبة لي كانت آلة العود هي الوصل بيني وبين هذه الحضارات القديمة والعريقة، لكن عندما كنت طفلاً لم يكن اختياري مبنياً على تحليل عقلي ومنطقي، بل كان تواصلاً روحياً إن صح التعبير، كما أن آلة العود تتميز بأنها أصل كل الآلات الوترية التي نعرفها ونسمعها اليوم».

1- عازف العود الموسيقي مجد سلوم
2- جلسة مع عوده...العازف مجد سلوم

أَهَمُّ المَحَطَّاتِ

لم تتسم مسيرة "مجد" الموسيقية برتم واحد بل تخللها العديد من المحطات التي ترك فيها بصمات مميزة، وتركت فيه أثرها المميز وأعطته المزيد الخبرة والمعرفة، وعنها يتحدث: «كانت أول المحطات المهمة في حياتي لقائي مع الأستاذ سامر عرابي، ودخولي للمعهد العالي للموسيقا، فقد أخذني سامر عرابي من مستوى الهاوي إلى مستوى الاحتراف، وبالتالي اختياري أن أكون موسيقياً محترفاً مدى الحياة كانت تتويج للعمل مع هذا الأستاذ الفاضل، أما المحطة الثانية عندما قدمت أول أمسية موسيقية لي كعازف عود صولو على مسرح المركز الثقافي العربي في كفرسوسة والتي كانت انطلاقة للعديد من الأمسيات الموسيقية في المستقبل، لأعزف بعدها على العديد من المسارح في سورية ولبنان ومن أهم هذه المسارح مسرح المدينة في بيروت عام 2013، والمحطة التالية انتقالي إلى ألمانيا وتقديمي أول أمسية موسيقية لي في عام 2015 وكانت بداية لعشرات الأمسيات والفعاليات التي شاركت فيها، إضافة لمشاركتي بالعديد من المهرجانات في كافة أنحاء المانيا، فيما كانت المحطة الرابعة في عام 2018 حيث قمت مع أصدقائي بتأسيس جمعية موسيقية تحت اسم Musikalische Akzente aus Syrien e.V كان الهدف منها مساعدة الأطفال على الاندماج في المجتمع الألماني من خلال الموسيقا والمشاركات في مختلف الفعاليات الفنية الممكنة، والجميل أننا حصلنا على جائزة جمعية العام في سنة 2022».

الوُقُوفُ عَلَى خَشَبَةِ المَسرَحِ

تختلف رهبة الوقوف على المسرح بين مكان وآخر، ويختلف العزف أمام الجمهور الذي تختلف ثقافته من مجتمع إلى آخر، وعن الوقوف والعزف على المسرح يقول "مجد": «يمتلك المسرح نفس الرهبة في كل مكان، وبالنسبة لي لا أرى أي اختلاف بين مسرح وآخر من حيث رهبة التواجد عليه، أما بالنسبة للجمهور المستمع فالاختلاف موجود بسبب اختلاف الذائقة الفنية بين الشرق والغرب، فلكل مجتمع ذوقه الخاص، ولكن هذا لا ينفي بالضرورة قدرة وتذوق المستمع الغربي أو الألماني لآلة العود، فكل إنسان يستطيع تمييز وتذوق الفن بغض النظر عن خلفيته الثقافية».