"كوّن كيانك الخاص في مؤسسة كيان"... شعار دوراتها التدريبية الموسيقية والفنية لتحقيق رسالة إنسانية مجتمعية

"كوّن كيانك الخاص في مؤسسة كيان". هكذا تعلن المؤسسة على صفحتها الرسمية على "فيس بوك" عن دوراتها التدريبية الموسيقية والفنية التي تسعى من خلالها إلى تحقيق رسالة إنسانية مجتمعية حيث تنقسم نشاطاتها إلى قسمين مجّاني متاح لأبناء الشهداء وفاقدي الرعاية، ومأجور متاح للجميع صغاراً وكباراً.

بدأت المؤسسة العمل على الأرض في 15 من شهر كانون الثاني عام 2021 بحسب المحامي "لؤي عزام" رئيس مجلس الأمناء الذي يحدثنا في زيارة قامت بها "مدونة الموسيقا" لمقر المؤسسة بتاريخ 26 تموز 2021 عن أهدافها قائلاً: «يعتبر الأب "الياس زحلاوي" الرئيس الفخري لمؤسسة "كيان" الثقافية الموسيقية التي تهدف إلى تطوير مهارات الأفراد وتمكينهم بما يسهم في رفع كفائتهم لإيجاد فرص عمل مناسبة بما يسهم بالتعافي المجتمعي عبر تطوير برامج التعليم المهني، والمساهمة في صقل المواهب الفنية وتقديم الدعم النفسي باستخدام الفن للفئات المستهدفة من الأطفال والشباب ليبني كل إنسان كيانه الخاص المختلف عما كان قبل الحرب».

1- المدرب أديب القضماني في جلسة صولفيج مع أطفال مؤسسة كيان

تقدم المؤسسة دورات تدريبية تأهيلية موجهة لطلاب لدخول كليتي المعمارية والفنون الجميلة والمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الفنون التطبيقية، وأخرى محاسبية كدورة المحاسبة، ومهنية كتعليم النحت والتمثيل والموسيقا للكبار، إلى جانب دورات الصولفيج والعزف، الروبوتيك، الزومبا، التمثيل، الغناء الجماعي والجمباز للصغار.

وبحسب "عزام" تستعد المؤسسة لإطلاق دورات تدريبية في جوانب مهنية أخرى حسب اتفاقيات يتم العمل عليها مع وزارتي الثقافة والتربية وهيئة مدارس أبناء الشهداء.

2- المحامي لؤي عزام رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة كيان

يتكون فريق العمل في المؤسسة من مدربين لكل الآلات الموسيقية والصولفيج، التدريب المهني، العلاقات العامة والسكرتارية ويوضح "عزام" أن ترخيص المؤسسة يشمل مدينة "دمشق" وريفها وحالياً تنشط في العاصمة وستتوسع لاحقاً إلى المناطق المنكوبة في الريف.

ويكمل "عزام" عن تعليم الموسيقا بقوله: «يتم تأهيل المتدربين للدخول إلى معهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا حيث نستقبل جميع الأعمار ولم نحدد عمر معين لأننا بعد عشر سنوات من الحرب نريد إفساح المجال لكل من فاتته الفرصة بالتعلم المهني، الفني والموسيقي سواء أكان صغيراً أو كبيراً، ورسالتنا هي دعم نفسي باستخدام الفن لإطفاء نار الحرب التي بداخلنا».

3- المدرب أديب القضماني والموسيقيّة سعده الحكيم من مؤسسة كيان

موضحاً أن باكورة مشاريع المؤسسة كانت إعادة إحياء أغنية "رفعوا تاج النصر" بمشاركة مطربة الأجيال "ميادة حناوي" تأليف "إيلي شويري" وألحان "الياس الرحباني" التي شارك في أدائها حوالي ستين طفلاً وطفلة من المؤسسة وقدمت بمناسبة الانتخابات الرئاسية في دار الأوبرا.

وفي تصريح خاص لـ"مدونة الموسيقا" بين "عزّام" أنه يتم العمل حالياً على فكرة إحياء أغنية "خلي الأمل" المسجلة بصوت الفنانة الراحلة "ميادة بسيليس" تكريماً لها حيث ستتم إعادة توزيعها ليغينها أطفال المؤسسة.

ولدى سؤالنا له حول عدد المستفيدين أشار إلى أنه لايوجد رقم دقيق لكن يقدر العدد بحوالي مئتين إلى مئتين وخمسين منذ التأسيس حتى اليوم، مبيناً أن المؤسسة تستقبل حالياً أبناء وبنات الشهداء وفاقدي الرعاية بشكل مجاني من خارج هيئة مدارس أبناء الشهداء حيث يتم العمل على اتفاقية للتنسيق معهم، بإمكان أحد أهالي إحضار بيان يوضح أن الأب شهيد ويتم استقبال الطفل مجاناً في بعض برامج المؤسسة وفي البرامج الأخرى التي يتقاضى المتدربين فيها الأجر عن كل طالب تستغني المؤسسة عن الجزء الخاص بها ويحصل على خصم 75 %.

الموسيقية "سعده الحكيم" نائب رئيس مجلس الأمناء وخريجة المعهد العالي للموسيقا التي تدرس الصولفيج للأطفال من عمر سنتين ونصف ولمراحل عمرية مختلفة تحدثنا عن تجربتها في "كيان": «أعمل في مجال تدريس الصولفيج وجاءت الفكرة عندما قال لي أحد الأطفال (لماذا ندرسُ موسيقا إذا أهلنا ماتوا) هذه الكلمات زعزعتْ ما بداخلي من أحاسيس ودفعتني لأقدم أكثر لهؤلاء الأطفال وأغير مجال تفكيرهم لنصنع سورية المسالمة لأننا اليوم نحن بحاجة السلام لبناء المستقبل».

من المدربين التقينا "أديب القضماني" مدرس صولفيج وبيانو. يقول: «بدأت بالعمل في المؤسسة منذ ثلاثة شهور. أُدرّسُ الطلابَ مادة الصولفيج (علم قراءة النوطة الموسيقية والتمكن منها) لفئات عمرية مختلفة بدءاً من مرحلة الروضة نعلمهم عن طريق اللعب باستخدام حاستين معاً حيث لا تكفي حاسة البصر للتعرف على النوطات الموسيقية بل نرفقها مع أشكال أخرى ممكن حركات فيزيائية بالجسم أو غير ذلك ليتمكنوا من حفظها، وبالنسبة للأعمارالأكبر نحاول العمل على الأذن الموسيقية ومهارة الاستماع، التحليل الموسيقي والإيقاع بحيث يستطيع المتدرب أن يكمل بشكل أكاديمي أو كهواية ويستطيع الطالب من خلال التدريب قراءة الصولفيج وتمرين الأذن الموسيقية».

ويضيف قائلاً: «مايميز المؤسسة هو رسالتها الإنسانية إلى جانب المجتمعية فهي ليست كأي معهد خاص يقدم دورات ربحية بل تحرص على ترك أثر مجتمعي ورعاية مواهب الطلاب من مختلف الفئات المجتمعية ليشكلوا لوحة متكاملة بطريقة جذابة بحيث يكون الطالب منسجم مع المدربين والزملاء».

من أهالي الطلاب التقينا "رؤى سليمان" والدة متدربة في الثامنة من العمر التي تقول: «عرفت بالمؤسسة عن طريق بعض الأصدقاء الذين لمسوا نتائج جيدة لدى أطفالهم في تعلم الموسيقا والعزف، تتميز بالإدارة الجيدة وتحقيق نتائج جيدة لدى المتدربين».

"رشا عبد الله" زوجة شهيد ووالدة طفلة عمرها تسع سنوات تقول: «تتبع ابنتي دورات تدريبية في المؤسسة لتعلم الصولفيج وجدت تعاطف ودعم كبيرين كونها ابنة شهيد من الناحية المعنوية والنفسية بالإضافة إلى الناحية المادية، بدأت التعلم خطوة بخطوة حتى وصلت لنتيجة جيدة جداً لمستها من خلال تقييم لها من خارج المؤسسة حيث أثنى اختصاصيين على قراءتها للصولفيج والطريقة التي تتلقى بها المعلومة».

وتكمل: «تنتظر ابنتي مواعيد الدروس بفارغ الصبر هناك دعم نفسي كبير لها ولزملائها من قبل المؤسسة دون تمييز بينها وبين الأطفال الآخرين».

نشير إلى أن "كيان" مؤسسة غير ربحية مرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بقرار رقم 2083 بتاريخ 30/7/ 2019 ويتكون مجلس الأمناء من المحامي "لؤي عزام"، الموسيقيّة "سعده الحكيم"، د."سامر عمران"، "حنان عباس"، "عمار رفاعية"، "مالك الشعار" و"ربال زخم".