سارع الفنان هاني خضور لتعلم الموسيقا والعزف على آلة العود بشغف مليء بالطموح والإرادة، وهو لا يزال يحلم إلى اليوم بتحقيق نجاحات باهرة في مجاله، عبر سعيه لدخول موسوعة غينيس لأطول فترة عزف ممكنة، متحدياً الإعاقة البصرية بتمنية موهبته في العزف السماعي ومتخطياً بها كل الحواجز والحدود لتحقيق هذا الطموح

العَزفُ المُنفَرِدُ

يرى "هاني خضور" عازف العود أن فاقد البصر في الحقيقة بصيرٌ لأن الله عوّضه الرؤية بالعين، بالرؤية بالبصيرة، وذلك حسب تعبير الفنان هاني في حديثه إلى "مدونة الموسيقا" وتابع بالقول: "بداياتي في الاهتمام بموضوع العزف عندما كان عمري 9 سنوات حيث تلقيتُ بعضاً من الدروس عند أحد العازفين الموسيقيين، حيث علّمني العزف لفترة معينة، إذ إن موسيقاه ما تزال ترنّ في أذني حتى الآن، وكنت أعزف فقط على آلة عود، ومستمر بالعزف عليه حتى الآن، فهو سيد الآلات الموسيقية ومجاله واسع، حيث يمكن من خلال التعلم على العود إمكانية العزف على أي آلة موسيقية أخرى، ومازلت ملتزماً حتى اليوم في هذا المجال، ومنذ الصغر أدركت عائلتي الموهبة التي أمتلكها وشجعوني على إطلاقها بما يتناسب مع قدراتي؛ وبالفعل تمكنت من اقتناء العود، ونجحت بأن أكون عازفاً منفرداً على آلة العود، واستطعت تقديم عدة أغانٍ منها ما يتعلق بالتراث الشعبي الساحلي، وعزف أغانٍ لبعض المطربين منهم كعبد الحليم حافظ وفيروز.

مُسَاعَدَةُ أَصحَابِ الهِمَمِ

هدفه هو تشجيع ذوي الهمم وفاقدي البصر على حب الموسيقا والعزف، حيث كان العمل التطوعي هدفاً للعازف هاني خضور دفعه لتعلم وتعليم المزيد عن أهمية الموسيقا بالنسبة للإنسان وأضاف قائلاً: "كوني متطوعاً في جمعية التنمية الاجتماعية أعملُ على مساعدة فئة الأطفال من ذوي الهمم، وبتأقلمي مع موضوع الإعاقة وتحت إطار العمل الإنساني توجهت لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات، حيث التقيت معهم كمتطوع في الجمعية، وأحاول إغناء موهبة كل طفل، وأعمل على فكرة أن يكون لهم منظور جديد ومختلف في الحياة، وبدأت التمس النتائج الإيجابية تدريجياً وذلك بمساعدة ذويهم وأصدقائهم ومعلميهم في المدرسة، ما عزز عملي بالجمعية بشكل أكبر وأجمل عما سبق، وفي كل نشاط أعزف لهم أغاني متنوعة من اختياري أو اختيارهم، وفي آخر كل نشاط أعطي كل طفل العود لكي يعبر عن أفكاره وموهبته بالموسيقا والألحان.

1- هاني خضور مع أطفال الجمعية

طُمُوحُ "غينيس"

2- العازف الكفيف هاني خضور

أحاول أن أعزف على العود ألحاناً متجانسة عذبة وبشكل اجتهادي مني -يتابع هاني خضور- ويقول: موسيقاي يعجب بها كل من يسمعها، لأن العود هوايتي، لأعبر فيها عن أفكاري، واكتشفت بالمقابل أنه يمكن بالعود أن أتعلم العزف أي آلة مهما كان نوعها، وأعطاني كل الحافز للاستمرار بالعزف، وحالياً وبكل اهتمام أطمح للحصول على الدعم لدخول إلى موسوعة "غينيس" كأطول فترة ممكنة للعزف الموسيقي، لأني استطعت سابقاً إحياء حفل متواصل مدته 24 ساعة، وكانت عندي القدرة على العزف ساعات أكثر وبوجود المستمعين، وبالرغم أن الله وهبني نعمة سماع وعزف الموسيقا، لكنني أسعى لتحقيق ذاتي بشكل أوسع عبر موهبتي وأسعى أيضاً لحث غيري من ذوي الإعاقة حتى يقدموا أفضل مالديهم موسيقياً، وأنا على استعداد لأي اختبار عملي في هذا المجال لتحقيق الدخول لهذه الموسوعة، أما مجال العزف فاخترته لأنه مرن وضمن البيئة المحيطة بي، أحب الأغاني شعبية وأعمل على تطويرها بأسلوبي الخاص، صحيح أن هناك الكثير من العازفين المحترفين، لكنني قادر أن أعزف أطول عزف منفرد من دون أي تعب كان.

شَعبِيَّةٌ كَبِيرَةٌ

"يستطيع هاني الاستمرار بتدريبات الكورال لـ 4 ساعات يومياً في الجمعية".. هكذا تقول "سوزان معروف" زميلة هاني في جمعية التنمية الاجتماعية وتضيف: هاني لديه شعبية واسعة بين الأطفال وكذلك بالنسبة لشعبيته الكبيرة بين الكبار، فهو يمتلك قدرات موسيقية بالعزف والتنقل بين المقامات الموسيقية بشكل كبير ومرن، إضافة لقدرته على تلحين أغلب الأغاني التي يسمعها عزفاً وغناء، فهو يستطيع عزف أي أغنية لمجرد سماعها من أول مرة، وقد بدأ الكورال بعشرة أطفال عام 2016 ومع بداية عام 2017 أصبح يوجد 3 مجموعات كورال غنائي، تحوي فئات عمرية مختلفة، وبالطبع هاني إنسان لديه صبر وحب للهواية، وذاع سيطه ليس فقط على مستوى محافظة طرطوس بل أصبح معروفاً في مناطق أخرى كمدن حماة ودمشق.