تمكّن العازف الشاب سميح كور ابن مدينة حلب الشهباء، من التعبيرعن موهبته الموسيقية عبر الحفاظ على رسالة التراث الفني الأصيل والتمسك بالإرث الجميل الذي ورثه عن أجداده الموسيقيين الكبار من خلال انطلاقته الموسيقية الخاصة، وعزفه العديد من الألحان التي أبدعت وأحييت من جديد آذان محبي الموسيقى الراقية والملتزمة.

ورث حب الموسيقى عن جده

بتشجيع من والدته أستاذة الموسيقى "هالة مصري" وهي ابنة عازف العود والمؤلف الموسيقي الحلبي الراحل المؤلف الموسيقي "نديم مصري" أو كما عُرف باسمه الفني "نديم الدرويش" الذي ترك خلفه إرث من الألحان العظيمة، هكذا يقول عازف العود والطبيب سميح كور في حديثه لـ"مدونة الموسيقا" ويتابع: «بدأت دراسة الموسيقى في معهد صباح فخري للموسيقا "المعهد العربي" سابقاً، وفي الحقيقة لم تمنعني مهنة طب الأسنان من أن أكون عازفَ عود وملحن وأستاذ موسيقي بذات الوقت، ولدت في مدينة حلب عام 1997 وترعرعت في حي السريان، وعشت ضمن أجواء موسيقية بتشجيع من العائلة، وفي الثامنة من عمري قررت أن أتابع مسيرة جدي الموسيقية الرائدة والتي كانت أصداء ألحانه لاتفارق زوايا المنزل، وأن أكمل طريق العزف على آله العود بطريقتي الخاصة، فعمدت لدراسة الموسيقى بكل شغف وإصرار عند أساتذة موسيقيين كثر، وصممت أن أنهل منهم الكثير من العلم وبعدها كونت شخصيتي الموسيقية تدريجياً، وطورت من خبرتي من خلال العلم والدروس التي اكتسبتها وصقلتها بالتمرين والاجتهاد الطويل حتى وصلت إلى مرحلة بنظري لا بأس بها من الاتقان في أصول العزف على آلة العود».

مشاركات محلية وخارجية

لكن حتى اللحظة ما زلت أعتبر نفسي غير مكتمل من الناحية الموسيقية، يضيف العازف "سميح" ويتابع: «مازال ينقصني شيء جديد لا زلت أبحثت عنه ربما هنالك بعض الصعوبات لأن أكون مثالياً بالعزف لكن سأسعى للوصول إلى أقصى درجات التميز الموسيقي يوماً ماً، فبعد أن أتممت دراستي الموسيقية في المعهد تخرجت بدرجة امتياز منه، وبالفعل بدأت في العام 2017 بتدريس آلة العود لمجموعة من الطلاب الموهوبين ونتعاون جميعاً على تقديم أجمل الألحان أفضل ما يمكن موسيقياً، وما زلت مستمراً حتى اليوم ، وهذا دافع قوي بالنسبة لي لأن أقدم المزيد عن موهبتي وعزفي للجميع، وبالنسبة لمشاركاتي كان لي عدة فعاليات أحييتها في العديد من المسابقات الموسيقية على مستوى سورية وعلى مستوى الوطن العربي بالمجمل، حيث تقدمت في عام 2009 لمسابقة ملتقى العازف العربي الصغير، في مدينة صفاقس التونسية، وحصدت وقتها على المركز الثاني على مستوى الوطن العربي ضمن الفئة العمرية ( 12 - 14 ) سنة».

1- عازف العود سميح كور

مشاركات تركت أثراً

2- سميح كور في إحدى جلسات العود

العود هو صديق الدرب وأسعى لإيصال رسالة الموسيقى للجميع عبر الألحان التي ألفتها يشير العازف "سميح كور" ويضيف: «لم أستطع أن أنشر شيء من المؤلفات بسبب الظروف التي تعرضت لها حلب خلال السنوات الماضية، ولكن الأمل ما زال موجود وأعمل على أن تبصر النور قريباً، في الوقت الحالي آمل أن أغرس حب الموسيقى والفن الراقي في طلابي وأمنحهم كل ما تعلمته من أساتذتي الأفاضل، كما كانت لي مشاركات عديدة في أعمال فنية ترك بصمة خاصة لدى الجمهور وتحمل طابع الموسيقا الرمضانية بعنوان "قواعد العشق" ومن تلك الأعمال: "أتطلب ليلى"، "حبك في قلبي"، "منزلتي في الحب"، "بلغ الوجد" وغيرها من الأعمال الأخرى، وعلى صعيد الدراما السورية كان لي مشاركة في مسلسلين هما "فوضى" و"عندما تشيخ الذئاب" من خلال مشاركتي بالموسيقى التصويرية، وفي العام 2018 قدمت مع فرقة دوزان التي كنت من أحد مؤسسيها حفلاً موسيقيّاً على مسرح نقابة الفنانين في مدينة حلب، حيث لقي الحفل قبولاً وإعجاباً شديداً من الجمهور والذي أعتبره حفلاً مهماً في مسيرتي لأنه كان بمثابة تحدٍ لنا أنا وأصدقائي أعضاء الفرقة الموسيقية بأن نقوم في إحياء هكذا حفل في فترة الحرب المريرة والظروف القاسية التي مرت علينا في مدينتي حلب».