أحبَّ آلة التشيللو مصادفة، لكنه أتقن العزف عليها رغبة بها، وكانت سبباً في دراسته في المعهد العالي للموسيقا، وأسس بوعد من الراحل "صلحي الوادي" وهو في سنة الثانية معهد فريد الأطرش بالسويداء، وقاد العديد من الفرق الموسيقية مقدماً المعزوفات على المسارح العالمية العربية والأجنبية.

يذكر الموسيقي "معين نفاع" لـ"مدونة الموسيقا" أنه من مواليد قرية "امتان" بتاريخ 13/تشرين الثاني/ 1965 ضمن أسرة إبداعية، والده الشاعر الشعبي "سلمان نفاع" الذي ارتجل الشعر لمرات، وله قصائد ما زالت تردد في الأوساط الشعبية لغاية اليوم، وأشقاؤه الأربعة يعزفون على مختلف الآلات الموسيقية والغالبية على آلة العود الشرقية، وبعد أن نال الشهادات الإلزامية متنقلاً بين قريته "امتان" ومدينة "صلخد، والسويداء" ليدرس معهد إعداد معلمين بدمشق للتربية الموسيقية، وصدفة دخل إلى إحدى غرف التدريب وجد آلة التشيللو مركونة، وكونه يعزف على الكمان أراد العزف عليها، وعلى الفور بنى علاقة بينه وبينها، ورغم أنه لم يتعلم دوزانها بالشكل العلمي الصحيح، إلا أنه وأثناء مثوله أمام لجنة القبول للمعهد العالي للموسيقا عزف على التشيللو، ولأن هذه الآلة ليس من السهل العزف عليها بإتقان، أصر على دخوله الراحل "صلحي الوادي" لأنه الوحيد في الدفعة الراغب في التعلم على التشيللو، درس المعهد العالي للموسيقا ويعتبر من الدفعة الأولى التي تخرجت من المعهد العالي عام 1995 على آلتي "التشيللو وباسون" وخلال دراسته عمل على التوزيع الموسيقي، أعد عملاً للأوركسترا السيمفونية بقيادة الموسيقار "صلحي الوادي"، وقام بقيادة الفرقة الشرقية للمعهد العالي في مهرجان خاص للموشحات في لبنان "اليونسكو" بحضور الدكتورة "رتيبة الحفني".

وبين "معين نفاع" أنه وفي السنة الثانية بالمعهد وعده الراحل "صلحي الوادي" تأسيس معهد للموسيقا بالسويداء، وبعد تخرجه طالبه بوعده وبالفعل بدأ بالمعاملات، ولكن كان القدر بالمرصاد للموسيقار "الوادي" وبدأ يعمل على خطين، متابعة إحداث معهد فريد الأطرش للموسيقا بالسويداء، وتدريس لآلة الباسون ومدرس أساسي للموسيقا الحجرة في المعهد لأكثر من عقد من الزمن، وخلال عمله في المعهد قاد فرق موسيقية في العديد من البلدان العالمية والعربية أولها كان في افتتاح دار الأوبرا بدمشق، وفي مكتبة الأسد، ومؤتمر الخامس للموسيقا في الشرق الأوسط، وفي الدول الأجنبية في هولندا، واليونان، والصين، وبكين، وألمانيا، وتركيا"، وقاد فرق شرقية مع كبار المطربين العرب أمثال سيد مكاوي، وهاني شاكر، وفهد بلان، ووديع الصافي، وصباح، عصام رجي، وعبادي الجوهر.. وغيرهم الكثير.

1- معين نفاع مديراً لمعهد فريد الأطرش

إحداث معهد فريد الأطرش بالسويداء

2- الموسيقي سمير نور الدين مدرس في معهد فريد الأطرش في السويداء

بعد المتابعة والإصرار لدى الدوائر والجهات المانحة لإحداث المعهد، صدر قرار من وزارة الثقافة برقم 1841 /و تاريخ 8/11/2008 المتضمن إحداث معهد عرض للموسيقا في السويداء يسمى معهد فريد الأطرش للموسيقا، وبناء على القرار رقم 1331/و تاريخ 14/9/2009 تم تكليف الموسيقي معين نفاع مديراً للمعهد.

ونوه "نفاع" ما إن صدر قرار بتكليفه بإدارة المعهد حتى بدأ يحضر الإجراءات الإدارية اللازمة، وتأمين الكوادر التدريسية من الموسيقيين واستقدام خبراء روس من المعهد العالي للموسيقا بدمشق، وانطلق المعهد حتى بات اليوم معلماً ثقافياً وفنياً، وخلال سنوات العمل منذ الإحداث إلى تاريخه، تجاوز عدد الطلاب 800 طالب ولأن سنوات الدراسة هي 11 سنة منها سنة تحضيرية وعشر سنوات دراسة، بحيث يتقدم سنوياً حوالي 500 راغب لدراسة المعهد ويتم انتقاء حوالي 120 طالباً وفق حجم وعدد غرف المعهد وتوفير الكوادر لهم.

3- الأستاذ معين نفاع مع آلته التشيللو

الموسيقي سمير نور الدين المدرس في معهد فريد الأطرش للموسيقا أوضح العمل في معهد حالة إبداع إذ يستطيع المدرس أن يرى طلابه بعد عشر سنوات وقد تخرجوا من صفوف علمية متقدمة إضافة إلى المنهج الموسيقي العلمي الذي يضعه المدرس نفسه لتطوير قدرات الطالب، وما تم عمله في المعهد من إحداث فرق موسيقية من طلاب المعهد والحفلات التي أقيمت جعلت المعهد يحتل المرتبة المتقدمة بين المعاهد الموسيقية في سورية، وليس بعيداً من أساتذة المعهد أن يعملوا رغبة بالعطاء وأملاً في نشر الموسيقا وثقافتها يقيناً أنها العامل الأهم في النهوض والحضارة، ويبذل الكادر الإداري والفني أقصى درجات العطاء مع مدير المعهد الأستاذ الموسيقي "معين نفاع" لتطوير العمل بالحد الأدنى من الإمكانيات لجعله أنموذجاً ولهذا سنوياً يقبل بالمعهد العالي للموسيقا من طلاب المعهد العشرات إيماناً بالقدرات والمهارات والعلم المكتسب.

لمحة توثيقية:

حصل الموسيقي معين نفاع على إجازة من المعهد العالي للموسيقا بدمشق اختصاص (فيولانسي+ باصون) عام 1995 بمرتبة جيد جداً، وشهادة أهلية التعليم قسم التربية الموسيقية عام 1988، وهو عضو في نقابة الفنانين السورية منذ عام 1989.

أما الخبرات فهو عازف تشيللو في فرقة زنوبية التابعة لوزارة الثقافة لأكثر من عشر سنوات، وكذلك عازف تشيللو مع أكثر من فرقة في الإذاعة والتلفزيون السوري، وعازف تشيللو في التخت الشرقي لأساتذة المعهد العالي للموسيقا، وعازف تشيللو في الأوركسترا السيمفونية الوطنية من عام 1993 حتى 2011، ومدرس لمادة التربية الموسيقية في محافظة السويداء، ومدرس مساعد لآلة باصون في المعهد العالي للموسيقا عام 1997، أجاد في التوزيع الأوركسترالي منذ كان طالباً في المعهد العالي للموسيقا، وعمل قائداً للفرقة الشرقية التابعة للمعهد العالي للموسيقا، وقائد وموزع لفرقة التخت الشرقي النسائي (عزة الميلاء)، وقائد وموزع لفرقة جمعية أصدقاء الموسيقا في السويداء، ومدير معهد فريد الأطرش للموسيقا التابع لوزارة الثقافة منذ عام 2009 حتى تاريخه، ومدرس لآلة التشيللو وقائد الفرقة الموسيقية في معهد فريد الأطرش.

له العديد من المشاركات مع فرقة زنوبيا في عدة حفلات داخل سورية ولبنان ومصر وقبرص، ومع المسرح القومي مؤلف وعازف الموسيقا التصويرية لمسرحية كاليفولا عروضاً في سورية ولبنان وتونس، والعديد من المهرجانات مع كبار نجوم الوطن العربي في سورية ولبنان وعُمان والأردن، والعديد من الحفلات الرسمية مع فرقة التخت الشرقي لأساتذة المعهد العالي، وقاد الفرقة الشرقية للمعهد العالي في مهرجان للموشحات في لبنان، كذلك فرقة التخت الشرقي النسائي (عزة الميلاء) في المؤتمر الخامس لموسيقا الشرق الأوسط في هولندا وحفل رسمي في اليونان ثم في الصين نشراً للثقافة السورية وحفل في ألمانيا ضمن فعاليات معرض الكتاب ثم في تركيا مهرجان أزمير للشباب ومحلياً في حفل افتتاح دار الأوبرا السورية والعديد من الحفلات الرسمية، مع الأوركسترا السمفونية السورية أهمها بدار الأوبرا دايدو وأنياس مع المايسترو صلحي الوادي، وحفل مع بلاسيدو دومينغو- أبو ظبي ضمن فعاليات تعليم بلا حدود 2007، وحفل مع الأنيا– قصر الأمارات –أبو ظبي 2009، وحفل في القاهرة مع المايسترو صلحي الوادي، وجولة بتركيا ضمت أنقرة وأزمير بقيادة ميساك باغبودريان 2006، وورشة عمل مع ريكاردو موتي بدار الاوبرا بدمشق 2004، وإضافة إلى العديد من الحفلات المقامة في سورية لبنان العراق الأردن بقيادة المايسترو صلحي الوادي والمايسترو ميساك باغبودريان والمايسترو وليد غلميه.