اقتبس حب الموسيقا من والدته التي كانت تجيد العزف على العود، ودخل الأجواء الفنية والموسيقية مبكراً، تعلم العزف على آلة الكمان خلال فترة دراسته بمعهد دار المعلمين من خلال نصيحة أستاذه الموسيقار والملحن الراحل "نهاد الفرا" لتكون هذه هي نقطة البداية الحقيقة له نحو دخول عالم الفن والموسيقا بشكل أوسع وأشمل، ومن هنا شق لنفسه طريقاً طويلاً بهذه الهواية الصعبة والسهلة معاً، حيث صقلها بالدارسة المعمقة تارة، وبالمشاركات والحفلات مع مطربين محليين على خشبات المسارح والسهرات والنقابات تارة أخرى.

الكَمَانُ بِسِعرِ ١٢٠ لَيرَةً

ويستذكر العازف "نديم ناطور" -لـ"مدونة الموسيقا"- بداياتِه وحبه لهواية الرسم الكاريكاتيري الساخر إضافة للعب كرة القدم بجانب شقيقه مدرب "سورية" المعروف الراحل "زكي ناطور" قبل دخول أجواء الموسيقا، ومن ثم تحوله وتعلقه بحب العزف على آلة الكمان تحديداً دون غيرها من الآلات الموسيقية، وكيف بقي لمدة شهرين حتى جمع سعره البالغ ١٢٠ ليرة سورية، وكيف امتلكته الفرحة عندما أصبحت الآلة بحوزته وملكه الخاص وكم بقي من الأيام والليالي وهو يتمرن عليها حتى وصلت إليه الشكاوي من جيران أهله.

دَورَاتُ تَعَلُّمٍ وَصَقلٍ

يقول العازف المخضرم "ناطور": التحقت بدورة مكثفة بالجمعية المتحدة للفنون والآداب بمقرها السابق فوق كراج الانطلاق "بباب جنين" ودفعت رسوم اشتراك خمس ليرات، وفيها تعلمت عزف الأغاني والسلالم الخفيفة. وبعد عودتي من أداء خدمة العلم تدربت على عزف مقطوعات وبعض الأغاني القديمة "لسيد درويش" و"عبد الوهاب" لدى العازف الماهر "خير الدين مهتدي" وشاركت بحفلات على مسارح دار الكتب الوطنية ونقابة الفنانين ومدرج "الباسل" بالجامعة.

1- عازف الكمان نديم ناطور

دُخُولُ أَجوَاءِ الفَنِّ

2- عازف القانون الدكتور أحمد آغا القلعة

وبعد الفترة التدربية السابقة التي قضاها، كما يروي "ناطور"، ودخوله القفص الزوجي، بدأ يبحث عن عمل مأجور لتحسين وضعه المادي فتم التواصل معه من منظمي الحفلات الشعبية للمشاركة مع مطربين محليين مشهورين أمثال "أبو حسن حريتاني" و"محمد أبو سلمو" و"حسن حلاق" و"عقيل قدور" وفيما بعد "عبود بشير" و"صفوان العابد" و" أحمد لبابيدي" والراحلان" مصطفى سرميني" و"وضاح الشبلي" وغيرهم وبعض أجور الحفلات السابقة لم تكن لتتجاوز مئة ليرة سورية. وبعدها تفرغ للفن بشكل كامل من خلال إشرافه على تدريب المواهب بمنظمة طلائع البعث ولمدة ٢٢ عاماً ومن أهم الذين تم اكتشافهم المطربة الشابة "شهد برمدا" و"لؤي نصر" و"يزن رشيد".

مُشَارَكَاتٌ فَاعِلَةٌ

شارك "ناطور" بحفلة مهرجان نقابة الفنانين بعزف مقطوعات موسيقية بعام ٢٠٠٥ بمدينة "دمشق" حيث حازت "حلب" المركز الأول وكذلك بعدة حفلات متلاحقة "ببيروت" وبفرقة "جمعية العاديات".

3- عازف العود المهندس إبراهيم سكر

سَهَرَاتٌ رَمَضَانِيَّةٌ

ويتابع: لاشك أن الموسيقار والعازف يرتقي بعزف أغاني التراث والفلكلور والموشحات والقدود والموال، وكذلك أغاني شيوخ الطرب المصريين والعرب عكس الأغاني الهابطة التي تؤذي الذوق العام، وعن أجواء وحفلات السهرات خلال شهر رمضان المبارك يقول ناطور: الحفلات الحلبية القديمة بشهر رمضان كانت مميزة ومشهود لها بنكهتها وطقوسها الخاصة. حيث يتم التحضير لها ببروفات وتدريبات عملية قبل حلول الشهر بأيام. وبعد صلاة التراويح يجتمع المطربون والعازفون والمنشدون والراقصون وتغنى فيها القصائد والمدائح النبوية مع رقصات السماح والمولوية. وتقام هذه الحفلات في إحدى البيوت العربية أو أحد المساجد، ويتم التفاعل من الحضور الجماهيري لهذه الحفلات بشكل كبير.. ونحن كعازفين نقوم بتقديم تقاسيم رمضانية من عدة مقامات وأوزان تتناسب مع أجواء هذا الشهر الفضيل.

شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ

عازف القانون الدكتور "أحمد آغا القلعة" قال: عازف الكمان "نديم ناطور" يعتبر من أقدم وأمهر العازفين في المدينة على هذه الآلة. تشاركنا معاً بتقديم عدة حفلات ويعتبر بمثابة قائد للفرقة الموسيقية بما يمتلكه من خبرة وعلوم موسيقية، وهو يلقى الرضا والقبول من جميع المطربين والجمهور.

أما عازف العود المهندس "إبراهيم سكر" فأشاد بقدرة ومكانة "الناطور" وبتاريخه الفني، ما جعله في طليعة عازفي آلة الكمان في المدينة، وله مشاركات وحفلات ناجحة، ويمكن الاستفادة من خبرته في تعليم الموسيقا وتدريس المواهب الشابة.