بدأت في عمر التاسعة بالعزف على آلتي الكمان والبزق، ولكن آلة البزق بصوتها الشجي وألحانها الحنونة جذبتها ودخلت قلبها وعقلها.. امتلكت حضوراً موسيقياً لافتاً بالرغم من صغر سنها، وكان لعائلتها الدور الأساسي بتنمية شغفها الموسيقي.
رِحلَتُهَا المُوسِيقِيَّةُ
الموسيقا بالنسبة لها حالة تعبر من خلالها عن مكنوناتها وهواجسها، هذا ما بدأت به حديثها العازفة "روان المشرقي" عندما التقتها "مدونة الموسيقا"، وتابعت: أحببت الموسيقا منذ الصغر، وكان لعائلتي الفضل الأكبر في تنمية مواهبي الموسيقية وتشجيعي بشكل كامل على التوجه نحو الموسيقا في حياتي المستقبلية القادمة، فوالدتي كانت ترافقني بكل خطواتي أثناء التدريب والفعاليات التي شاركت فيها، ولتطوير ملكتي الموسيقية بطريقة أكاديمية انتسبت إلى معهد "نجيب السراج" في مصياف وتعلمت الصولفيج والعزف على آلة الكمان على يد الموسيقية "ميساء حسن"، وشاركت في تلك الفترة بالعديد من الفعاليات الثقافية مع فرقة المسرح المدرسي "فرقة سوناتا" بمهرجان الربيع "بحماة" بالعزف على آلة الكمان، ومع فرقة أنغام الطفولة بقيادة الموسيقية "عزة السيجري" بالمركز الثقافي بحماة، بعام 2019، والعديد من المشاركات بالمركز الثقافي بمصياف، كما شاركت مع منظمة طلائع البعث ضمن مسابقة رواد الطلائع بالعزف على البزق وحصلت على المركز الأول وتم تكريمي من المنظمة بعام 2018.
عَلَاقَتُهَا مَع البُزُقِ
أما بالنسبة لآلة البزق فقد بدأت رحلتي معها عندما اقتنتها والدتي بهدف العزف عليها كونها تحب ألحانها ونغماتها، فبدأت بالعبث بها والدندنة على أوتارها، فمنحتني والدتي الآلة وشجعتني على العزف عليها، ولم أجد أي صعوبة كونها من الآلات الوترية باعتباري عازفة كمان، فبدأت بالعزف على البزق والكمان معاً لثلاث سنوات، ولكن آلة البزق هي التي سحرتني وشدتني إليها لأتابع مسيرتي الموسيقية بها، فبدأت بتعلم البزق مع الموسيقي أزين الحاج يوسف، حيث بدأ بتدريبي على البزق في حماة، وعندما انتقلت إلى دمشق تابعت مع الموسيقي "كنان أبو عقل" بمعهد "صلحي الوادي"، وشاركت بعدة فعاليات بدمشق كمهرجان البزق العاشر بخان أسعد باشا، ومهرجان البزق الحادي عشر بمسرح "القباني"، بالإضافة إلى المشاركة بالاحتفالية التي أقيمت بدار الأوبرا بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس معهد صلحي الوادي ضمن فرقة "أوركسترا صلحي الوادي"، وأطمح بدخول المعهد العالي للموسيقا لمتابعة شغفي وحبي بهذا المجال.
رَأيُ المُوسِيقِيِينَ الَّذِينَ دَرَّبُوهَا
الموسيقية ميساء حسن التي دربتها على آلة الكمان قالت عنها: "روان" عازفة موهوبة بامتياز تتميز بنقاوة السمع عندها، نسميها في عالم الموسيقا حالة أذن مطلقة، هذه الميزة موجودة بنسبة قليلة بين الموسيقيين، وروان من العازفين الذين امتلكوا هذه الخاصية، بالإضافة إلى الأساس الموسيقي بعائلتها، "روان "شابة كاسرة للحواجز تعزف على أي آلة يمكن أن تمسكها وهذا ما يميزها، وخصوصاً أنها عزفت على الكمان والبزق بنفس الوقت وامتلكت مفاتيح الآلتين ومهارتيهما في العزف بالرغم من صغر سنها، وخصوصاً أن الآلتين من الآلات الصعبة في التعلم، فهي مشروع عازفة ناجحة.
وعنها قال أستاذها على آلة البزق الموسيقي "كنان أبو عقل": "روان" شابة متميزة وتعتبر من المتفوقين والمتميزين في صف البزق ضمن معهد "صلحي الوادي" وأنا سعيد جداً بوجود روان ضمن مجموعة طلابي بالمعهد، وأرى بشكل واضح مستقبلاً مشرقاً لها، وخصوصاً أن "روان" هي واحدة من الأجيال الطموحة التي تسعى بكل جهدها لتتعلم هذه الآلة العربية "البزق" بشكل احترافي وأكاديمي، وخصوصاً أن آلة البزق ليست من الآلات السهلة في العزف والتعلم، كما أن المجال الموسيقي هو في غاية الصعوبة وتقع على عاتق العازف مسؤولية كبيرة بتقديم الأفضل والأدق دوماً، ولكن أثبتت "روان" القدرة على التميز، ويعود ذلك لموهبتها والتدريب الجدي الذي تبذله يومياً، بالتأكيد هناك فضل كبير يعود لعائلة "روان" الذين يحاولون بأقصى جهد ممكن أن يجعلوا من ابنتهم عازفة بزق محترفة رغم العديد من الصعوبات، في النهاية أتمنى لها الأفضل في حياتها عامة والموسيقية خاصة.
وختم حديثه "أبو عقل" ببطاقة شكر وامتنان لاهتمام المدونة بالمواهب الموسيقية الشابة في "سورية"، الأمر الذي يعتبر دافعاً كبيراً ليكونوا على درجة عالية من المسؤولية تجاه الموسيقا وتجاه أنفسهم كعازفين محترفين بالمستقبل بهدف الحفاظ على هذا المجال الثقافي الذي نسعى جميعاً للحفاظ عليه عبر توارثه جيلاً بعد جيل.