تصدح في أرجاء منزل صغير أنغامٌ موسيقية ناعمة، تصدر عن كمانٍ صغير وبيانو مركون في أحد زواياه، "ملاك وبشارة" لم يملؤوا المنزل ضحكاتٍ فقط، بل أنغام موسيقية رقيقة أيضاً.

التقت "مدونة الموسيقا" مع "ملاك وبشارة ناشد" للحديث عن موهبتهما الموسيقية، فحدثتنا "ملاك ناشد": "بدأت الموسيقا في عمر أربع سنوات بالغناء مع الكورال وشاركت في العديد من الحفلات، وكانت والدتي تعزف على آلة الأورغ، وابن خالتي أيضاً، الأمر الذي دفعني إلى الاهتمام بتلك الآلة والرغبة بتعلم العزف عليها، خاصة بعد أن تعلمت بعض الأساسيات من ابن خالتي، ومع افتتاح معهد العجان في اللاذقية، سارعت بالتقديم إليه وبدأت بتعلم الموسيقا أكاديمياً".

وعن دراستها للموسيقا في معهد العجان ومشاركاتها الموسيقية، تقول "ملاك": "بدأت بعد دخولي معهد العجان بتعلم أساسيات العزف على البيانو، ومع كل عام كنت أتعلم شيئاً جديداً، فاخترت آلة الكلارنيت، وتعلمت العزف على الأورغ الشرقي والغربي، وبذلك تعلمت الموسيقا أكاديمياً والعزف على عدّة آلات، لأشارك بعدها بالعديد من الحفلات التي أقامها المعهد، ولأن آلة البيانو قليلة الوجود ضمن الفرق الكبيرة فكانت مشاركتي قليلة، لكنها تنوعت بين عزف منفرد أو مرافقة مع آلة ثانية، فشاركت بأمسيتين موسيقيتين كانتا مخصصتين لآلة البيانو، واحدة منهما كانت برفقة أخي "بشارة" الذي عزف على آلة الكمان، كما شاركت مع طلائع البعث، والشبيبة، وأحرزت المركز الأول على مستوى الجمهورية في رواد الطلائع في الصف السادس".

1- ملاك وبشارة ناشد

وعن الموسيقا المفضلة لديها والتوفيق بين دراستها والعزف تقول "ملاك": "أعزف المقطوعات الشرقية والغربية ولكنني أفضل العزف الغربي وخاصة مقطوعات شوبان، وأعتبر الموسيقا هي السبيل لتخفيف الضغط الدراسي، ففي أوقات الفراغ أقوم بالعزف، لأعود للدراسة بنشاط أكبر، لذا أعمل دائماً على التوفيق بين الدراسة والعزف والأولوية لدراستي بالتأكيد".

أما "بشارة ناشد" فقال لـ"مدونة الموسيقا": "كانت البداية بمشاركات بكورال الغناء لأنتقل بعدها لتعلم العزف على آلة الكمان بعد أن شاهدت مقاطع لعازفين كمان مشهورين، أحببت العزف أكثر من الغناء، وبالرغم من أنني واجهت بعض الصعوبات في البداية كوني بدأت وأنا في الصف الأول، لكن الاستمرار بالتدريب وشغفي ساعداني على اتقان العزف. تدربت مع الأستاذ رشيد الصباغ في البداية وتعلمت الأساسيات، لأنتقل بعدها إلى معهد العجان وتدربت مع الأستاذ غزوان العبدو والأستاذ زياد الغربي لأتعلم أكثر عن الآلة، وأتعلم الكمان الشرقي والغربي، كما تعلمت العزف على آلة الفلوت وتخرجت سنة خامسة من معهد العجان، وأسعى لتعلم العزف على آلة أخرى العام القادم كوني مشغولاً بشهادة التعليم الأساسي".

2- مع الأستاذ زياد العجان

ويعمل "بشارة" على التوفيق بين الدراسة والعزف لينجح في المجالين إلا أنه يعطي الأولوية لدراسته، وتحدث عن مشاركاته والمقطوعات التي يفضل عزفها: "شاركت مع الكورال في العديد من الحفلات، وفي بعضها كان عزفٌ جماعي، وعزف إفرادي، كما شاركت بحفلات باسم معهد العجان ومع الأساتذة الذين تدربت معهم، إضافة إلى مشاركات مع الطلائع والشبيبة، وبالنسبة للمقطوعات فأنا أعزف المقطوعات الشرقية والغربية ولا يمكنني تفضيل إحداها على الأخرى لأن كل مقطوعة لها طابعها الخاص والمختلف عن غيرها".

شهادات

وعن موهبة "ملاك وبشارة ناشد" يتحدث الأساتذة الذي أشرفوا على تدريبهما، فيقول الأستاذ غزوان العبدو: "في عيونهما عطش شديد لغرف المزيد من التعلم والبحث بين ثنايا الموسيقا وخفاياها، لذا حرصت على سقايتهما بأصول الموسيقا الشرقية ومقاماتها ولفت انتباههما إلى كل ما هو جميل فيها، فهما يتميزان بسرعة استقبال المعلومة والاهتمام بها، ويتمتعان بالإحساس الموسيقي العالي الذي ترجماه بعزفهما، حيث استطاعا تطويع آلاتهما الموسيقية لتروي لنا ما بداخلهما من إحساس جميل، إضافة إلى أنهما جديران بالثقة لأداء ما هو مطلوب منهما بأي عرض يشتركان به، فيمكن الاعتماد على "ملاك" بعزف الخلفيات الموسيقية اللازمة المرافقة لأي جملة موسيقية، أما "بشارة" وثقت به أكبر ثقة حين كلفته إحدى المرات أن يتولى قيادة أوركسترا حلم لطلائع البعث، حيث تفاجأ جميع الحضور عند فتح الستار بأن بشارة من يقود الأوركسترا بدلاً مني، وذلك برهان على ثقتي به، حيث كنت دائماً أناديه بلقب المايسترو، ملاك وبشارة مثال يحتذى به بالتفوق بالمجال العلمي والموسيقي وجديران بالثقة لتكليفهما بأي مهمة لأنهما مواظبان دائماً على التدريب واستكشاف كل ما خفي عنهما موسيقياً".

3- مع الأستاذ غزوان العبدو

فيما قال الأستاذ حسين سلهب: "يتميز ملاك وبشارة منذ بداية تعلمهما للموسيقا بالإصرار والسعي للتطور والنجاح بأي عمل موسيقي يكلفان بأدائه، وإصرارهما أيضاً على التفوق بالامتحانات سواء كانت النظريات الموسيقية أو امتحانات الآلة، كما يتمتعان بالإحساس العالي ولديهما ميزة الإحساس الفني والتذوق الموسيقي الذي يساعدهما على تفصيل أي عمل موسيقي يعملان على إنجازه، وهذه النقطة مهمة جداً وضرورية خاصة في فترة التدريب الأولى، لأنها ستكبر وتتطور معهما وهي التي سترسم لهما هويتهما الموسيقية، كما يمتلكان شخصية موسيقية تتميز بالهدوء والاستماع الجيد، وتنفيذ ما هو مطلوب بدّقة، وخاصة أثناء مشاركتهما بفرق العزف الجماعي".

4- مع الأستاذ حسين سلهب