شغف بالفن والعزف في فترة مُبكّرة من عمره، لازم الآلة الموسيقيّة حتى وقتنا هذا، لا يفارقها ولا تفارقه، يجد فيها الأنيس والصاحب، يعتبرها خير صديق في ظل الظروف الصعبة والمرهقة، تعلّم عليها من دون معلّم، يتقن العزف على عديد الآلات الموسيقيّة، له عشرات الأغاني، يبدع غناء ولحناً باللغتين الكردية والعربيّة، أخذت الموسيقا جزءاً كبيراً من اهتمامه، يعطيها المساحة الأكبر وبشكل يومي، حتّى أصبح أحد أبرز الأسماء الفنية على مستوى منطقته، ولأنها كانت زاده وزوّادته اليوميّة الفنان "عبد الباقي عبد الله محمّد"، فهو يكتب الأغاني، إلى جانب العزف والغناء.

الفنان "عبد الباقي" يملك مشواراً طويلاً في عالم الفن، ما انتهى حتّى تاريخه، حسب كلامه لـ"مدونة الموسيقا"، ويضيف: «منذ الصغر كان لدي شغف باتجاه الفن، موهبتي الربانية دنيا الموسيقا، أُدين بالفضل لدعمي معنوياً ومساعدتي في البدايات لأخي "عبد الكريم"، ولأن ولادتي كانت في الريف، لم أجد آلات موسيقيّة، ومدرسي الموسيقا، لزمني الأمر للاعتماد على ذاتي، كنتُ أصنع آلات موسيقية من توالف الريف والطبيعة، أعزف عليها، بقي الوضع هكذا حتّى عام ذهابي لبلدة "عامودا" لإكمال دراستي الإعدادية عام 1984، أُولى خطواتي الفنية في البلدة كانت شراء طمبور، أعلّم نفسي وأطور إمكاناتي بشكل ذاتي، طبعاً كانت الأولوية الاهتمام بدراستي، وجلّ الوقت الآخر يكون للعزف والغناء، سواء مع نفسي أو للأصدقاء والمحبين والأهل، وجدتُ الدعم والتحفيز والتشجيع المعنوي، من الأشخاص الذين يسمعون ويشاهدون عزفي وغنائي، خاصة أنني تعلمّت العزف على أكثر من آلة موسيقيّة وهي (البزق، العود، طمبور)، والعزف عليها بإبداع واتقان».

اقتدى بأسماء فنيّة كبيرة، كان يسمع أداءهم الفني بشكل يومي، يعتبر أحد أهم أسباب نجاحه وتميزه، يضيف: «اقتديتُ بفناين أكراد كبار أمثال: محمد شيخو وسعيد يوسف، والفنان العالمي: ارام ديكران، كما كان لديّ اهتمام بأصوات الفنانين الكبار "فريد الاطرش، عبد الحليم حافظ" وأنا صغير استمع لتلك الأصوات، طورتُ نفسي بناء على غنائهم، وخلال دراستي في معهد إعداد المعلمين، اهتمامي المضاعف وجهتها إلى مادة التربية الموسيقية، استفدت منها كثيراً خاصة ما يتعلق بالمقامات الموسيقية والصولفيج وغيرها من العناوين المهمة في عالم الفن والموسيقا».

1- الفنان عبد الباقي محمد

يملك مشواراً طيباً في عالم العزف والغناء، له عديد الحفلات الفنية، وكثير اللقاءات الإعلاميّة، وأغان تعد بالمئات، يقول عنها: «لدي كاسيت واحد أنجزته عام 2007 ضمنه سبع أغان خاصة لي، الكاسيت بعنوان (بري زاده) اسم علم مؤنث، وظروف الحياة والأمور المادية منعتني من إنجاز أي كليب، طبعاً لديّ أكثر من 115 أغنية، من ألحاني وعزفي، مثل "نازكم، تعني (جميلتي)، و"افينا دل" تعني (حبيبة القلب)، وغيرها الكثير والكثير».

الفنان "عبد الباقي محمد" من مواليد 1968 قرية "خرزة" التابعة لبلدة عامودا تبعد عن مدينة القامشلي 20 كم، يؤمن بأن الفن غذاء الروح، وإنه دواء الجروح، وصديق من لا صديق له، وهو الرفيق في زمن الوحشة والقهر، لذلك لا يفارق الآلة الموسيقيّة، وهي ملازمة له حتّى تاريخه حسب قوله.

2- عبد الباقي مع آلة البزق