من منا لم يعش آثار الزلزال المدمر الذي ضرب سورية (بتاريخ 6 شباط) والتي ستبقى محفورة في قلوب كل السوريين بجميع أطيافهم، وستظل جزءاً من ذاكرة أتعبها الحزن والأسى، فلم يعد هناك ما تبقى إلا نخوة السوريين ومساندتهم لبعضهم في أوقات المحن، وهذه هي الرسالة التي وجهها الموسيقي والعازف محمد شحادة الذي شارك أهله أسوة بغيره من الفنانين الكثر الذين وقفوا وقفة الضمير الحي منذ اليوم الأول للكارثة

أُمنِيَةٌ وَأَمَلٌ

«تأثرت كثيراً لأوضاع الناس الذين فقدوا بيوتهم وأمانهم، وانتابني يقين أن الأحياء الناجين من ويلات الزلزال ليسوا بأفضل حال من الذين ذهبوا ضحيته تحت الأنقاض»... يقول الفنان "محمد شحادة" لـ"مدونة الموسيقا" ويتابع: «أتمنى أن تكون مأساة الزلازل هي نهاية للحرب على سورية، لكن ما يعزينا حالياً هو الشغف والدم السوري الذي عبر عن مدى حبنا ولهفتنا على بعضنا البعض خصوصاً في أوقات الأزمات الشديدة، نتمنى أن تكون نهايةُ الأزمة نافذةً لحياة جديدة».

مُصَابٌ وَاحِدٌ

«تأثرت بنخوة السوريين، وآلمت قلبي هذه النخوة..» يقول الفنان محمد ويضيف: «حتى هذه اللحظة لم أتمكن من سماع أي موسيقا حزينة، ولست قادراً أن أتناول آلتي الموسيقية لأعبّر فيها عن مدى حزني، فالأجواء العامة ما زالت صعبة جداً».

1- عازف الإيقاع الموسيقي محمد شحادة

ويكمل: «بعد كل ما مرت به بلادنا من حرب وفقر وأوبئة وغيرها من المحن الصعبة.. لم تغير فينا شيء فالحب والنخوة موجودة بقلوب الجميع ولا أعتقد أن هناك شعباً مثل الشعب السوري حيث المنكوب يساعد المنكوب، وعلى مستوى مدينتي مصياف بالرغم من الظروف السيئة والقاهرة التي تعيشها المدينة المعونات كانت تجمع بشكل جداً طوعي من الجميع، ويداً بيد، ولا يوجد مساعدات إلا من خلال أولاد البلد الذين كانوا مستعدين رغم الجراح والآلام لتأمين أي شيء ولمساعدة كل من هم على قيد الحياة ولو برغيف خبز، وبالتأكيد الجميع رأى المواطن "صالح مصطفى" الذي ذهب ليوزع جزء من "مونة" بيته المتوفرة عنده، قسمها جزء منها لأهل بيته وجزء آخر لأهله المنكوبين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم جراء الزلزلال.. هذا الإنسان من مصياف، وكل أهالي مصياف يشبهون هذا المواطن السوري، ومن ضمن المعونات التي حاولنا جمعها ضمن الإمكانات المحدودة جداً هناك الكثير من أهالي القرى ذهبت خصيصاً إلى مصياف لتتبرع، وحقيقة أنا شخصياً فخور بهذا العمل الذي يدل على النخوة والحب على مستوى المدينة ككل، ونحن جميعاً أهل وأقرباء بالنهاية وفي كل مكان لسنا غرباء عن بعضنا، فأنا أتبرع لصديقي أو لأحد من أقربائي الموجود في اللاذقية أو حماة أو حلب أو أي مكان.. فالمصيبة واحدة، والحزن واحد، والحداد عام».

هَدَايَا عِيدُ الحُبِّ مُختَلِفَةٌ هَذَا العَامِ!

ويقول الفنان "محمد": «تحدثتُ في بث مباشر لي (في صفحتي على الفيسبوك) وقلت نحن نمثل كموسيقيين الحالة الموسيقية بأهم الأماكن فقد ألغينا عدة حفلات كبرى سابقاً تخص عيد الحب هذا الشهر لأن الأوضاع لا تسمح بذلك، وأتمنى أن يكون هناك احترام كبير للموت الكبير وعدد الضحايا التي خسرناها بالزلزلال، فالمصاب جلل، والذين قضوا هم أهلنا وإخوتنا وحقيقة لايوجد أي طاقة لنحيي أي حفلة، ولا أشعر أنني بحاجة إلى العزف أو تقديم عمل يخص الحفلات ضمن أجواء من الفرح أو الغناء بالوقت الحالي، كما ناشدت كموسيقي إيقاف الحفلات الموسيقية وإيقاف حفلات عيد الحب لأن هذا العيد اليوم وهدايا العيد مختلفة جداً، فهدايا العيد هذا العام تتمثل فقط بمساعدة بعضنا البعض في ظل هذه الأيام العصيبة التي يمر بها بلدنا الغالي».

2- بعض صور الزلزال...وصورة العمّ صالح مصطفى على موتوره لتقديم المساعدة للمنكوبين