اختارت المطربة "سهر أبو شروف" أن توصل بصوتها الأصيل رسالةً سامية تعبر عن حجم المأساة الجماعية بسبب زلزال "سورية"، واستطاعت بإحساسها الصادق التعبير عن الألم بالموسيقا.
مِن القَلبِ
"مدونة الموسيقا" تواصلت مع المطربة "سهر أبو شروف"، فحدثتنا عن أغنية "من روحي لسورية" التي صدرت بعد وقوع كارثة الزلزال بأسبوعين، تقول: «اخترت أغنية دراما هادئة تعبر عن شعوري في هذه الكارثة ومرتبطة بها لأنها تحكي عن حالات الحب بين أفراد العائلة وفقدانهم بالموت، اخترت عنوانها لأنني شعرت به من أعماق قلبي، وجاءت بالتنسيق بيني وبين "ولاء سكر" مصممة الفيديو، الأغنية هي للكبيرة الراحلة "وردة الجزائرية" من فيلم "ليه يا دنيا" عندما تفقد زوجها بالفيلم وتصور هذه الحالة وهو في غرفة الإنعاش، تم التحضير لها ثم تسجيلها وتنفيذها مع الموزع "رواد زيدان" الذي شاركني العزف أثناء الغناء، وتم تسجيلها في استوديو "ماجيك نوت"».
مَرَارَةُ الفُقدَانِ
وتعبر الفنانة "أبو شروف" عن اختيارها اللهجة المصرية بقولها: «هي قريبة جداً إلى قلبي، كنت سأغني هذه الأغنية بالذات وأهديها إلى روح والدي، ووجدت أن إطلاقها في هذا التوقيت الذي عانى بسببه الكثيرون من فقدان أقاربهم وأحبائهم بسبب الزلزال الذي حدث في "سورية" مشابه لشعوري عندما فقدت والدي».
ولدى سؤالنا لها عن موقفها من التعبير عن الألم بالموسيقا، رأت "أبو شروف" بأنه على الرغم من حجم الكارثة الكبير جداً والتي فقد معظمنا أمامها القدرة على النطق أو التعبير عن مشاعره ومرورها بحالة نفسية صعبة، إلا أنها استطاعت بعد مرور أسبوعين تسجيل الأغنية، فهي لا ترفض فكرة التعبير عن الألم بالموسيقا لأن الفنان على حد قولها كتلة من الأحاسيس عليه أن يوصل بفنه رسالة سامية تعبر عن حجم المأساة الجماعية.
وترى "أبو شروف" أن خسارتها لبيتها في "حلب" بسبب الزلزال صغيرة أمام أرواح الذين قضوا بسبب هذه الكارثة وتقول: «عند وقوع الزلزال نزلت إلى الشارع فجراً، وعشت لحظات من الحزن والخوف والترقب وعانيت كما عانى الجميع، وعند إطلاق الأغنية قررت مع المخرجة "سكر" عدم التركيز على الصور التي تجرح مشاعر المشاهد للابتعاد عن استثمار ألم الآخرين، أردت فقط تقديم عمل يعبر عن الحزن كواحدة من الناس عاشت المعاناة قبل أن أكون مطربة، لاسيما أن المشاهد على الأرض أشد قسوةً وألماً».
فِيديُو الأُغنِيَةِ
من جهتها "ولاء سكر" مخرجة ومصورة وغرافيك ديزاينر التي سبق وقامت بإخراج فيديو كليب أغنية "بغيبتك" للمطربة "أبو شروف" تشرح لنا عن الفيديو قائلةً: «يمر المونتاج بمرحلة تخيل لمشاهد خيالية، ومرحلة الاستماع الطويل للكلمات والأغنية بدقة، بالإضافة للمقاطع الموسيقية فهي تعطيني تصوراً مبدئياً ورؤية لمشاهد الأغنية التي قد تكون مأخوذة من مشاهد منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أو أخرى أصنعها عبر برامج المونتاج، وهذه المرحلة دقيقة ومهمة جداً من ناحية البحث عن الفكرة وتصورها وبالتالي تنفيذها وإضافة كلمات الأغنية بالتنسيق مع الموسيقا».
وتشير "سكر" إلى أن كلمات هذه الأغنية تشرح عن نفسها بنفسها فهي تحكي عن الفراق والفقدان، ومن الطبيعي أن تكون الصور المختارة لحالات مثل أب فقد أطفاله أو زوجة فقدت زوجها وتبين أنه تم تقديم هذه الفكرة في الفيديو بطريقة خجولة نظراً لهول الكارثة مع الابتعاد عن المباشرة في تسليط الضوء على وقائع الزلزال.
نشير إلى أن الفنانة "سهر أبو شروف" ابنة مدينة حلب، لها عدة ألبومات غنائية وشاركت بعدة لقاءات تلفزيونية على فضائيات سورية وعربية.