برزت موهبة "جهاد جذبة" بحب الفن والموسيقا باكراً من خلال التصاقه بوالده "أحمد حلمي جذبة" عازف الكمان الذي كان مولعاً بحب وسماع الطرب السوري بشكل عام والحلبي بشكل خاص، ومن خلال الحفلات العائلية الخاصة التي كانت تقام في منزله.
البداية والانطلاقة
"جهاد جذبة" من مواليد "حلب ١٩٨٥"، تعب كثيراً على ذاته، وصقل وطور موهبته الموسيقية من خلال دراسته بعدة معاهد موسيقية وختمها بتخرجه من المعهد العالي للموسيقا، كما أعاد توزيع الكثير من المقطوعات الموسيقية وشارك في الحفلات والمهرجات وفرض اسمه كعازف كمان متمكن. عزف مع أغلب المطربين المحليين واللبنانيين، وشارك كـ "عازف أول" و"عازف منفرد" مع أكثر من فرقة وأوركسترا. ومع بداية الحرب في "سورية" سافر واستقر في مدينة "بريمن" في "المانيا"، وتحدى ظرف الهجرة وقهر الغربة، متابعاً مشواره في العزف على آلة الكمان.
رحلته الفنية الطويلة في بلده وبلد الاغتراب تحدث عنها لـ "مدونة موسيقا" قائلاً: «نظراً لحبي لآلة الكمان سجلني والدي بمعهد "حلب" للموسيقا ودرست الكمان على يد المدرس "وانيس كوستانيان" ودرست الموسيقى النظرية بإشراف الأستاذين "ماهر نعناعة" و "نهاد الفرا"، وطلب مني الموسيقي الراحل "مصطفى الدرويش" حينذاك الانضمام إلى الفرقة الشرقية للمعهد حيث كانت هذه الخطوة هي الأولى لي في تجربة العزف الجماعي ضمن فرقة، وبعدها انتقلت للمعهد العربي للموسيقا بحي "السبيل" وتابعت مشواري الدراسي على يد العازف الروسي "أيميل تشالباش"، واستمرت دراستي بالمعهد لمدة ست سنوات متواصلة بدون انقطاع». وعلى هامش دراستي الموسيقية في تلك المرحلة، نلت المركز الأول على مستوى القطر عندما كنت طالباً في المدرسة وتم إيفادي ببعثة طلابية إلى "تونس" حيث لم يكن عمري يتجاوز العشر سنوات.
ويضيف: «بعد حصولي على الشهادة الثانوية توجهت إلى العاصمة "دمشق" وتحديداً إلى المعهد العالي للموسيقا، وبعد إجراء اختبارات القبول كنت في المقدمة، وتخرجت منه بدرجة جيد جداً، وأذكر تماماً مدرسي "علي مختار باباييف" من "أذربيجان" الذي أضاف لي الكثير في مشواري الموسيقي».
عازف ومؤلف وموزع موسيقي
نتيجة ظروف الحرب التي مرت بها بلادنا توجه "جهاد" عام "2013" إلى "المانيا"، تابع هناك مشواره الموسيقي والتحق بجامعة "هيلدسهايم" ودرس لمدة عامين حول موسيقا الشعوب في بلدان العالم، ولم يكمل بسبب جائحة كورونا.
شارك "جهاد" بصفته "عازف كمان منفرد" أو بصفته "مؤلف وموزع موسيقي" في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية والحفلات، ومع عدد كبير من المطربين العرب والعالميين، وعزف في العديد من البلدان "إنكلترا وهولندا والدانمارك والسويد وبلجيكا وتركيا" وعدد كبير آخر من الدول.
له مشاركة بالعزف مع عازف التشيللو العالمي "يويو ما"، ومحلياً عزف مع " ميادة الحناوي وشادي جميل وأصالة ونور مهنا وجورج وسوف وحمام خيري"، وعربياً مع فرقة "السيدة فيروز وزياد الرحباني ومروان خوري وعبير نعمة ومارسيل خليفة وماجدة الرومي"، وله العديد من التسجيلات كعازف منفرد، وأعاد توزيع الكثير من المقطوعات الموسيقية بقالب جديد وتشكيلات أوركسترالية متنوعة، وفي سجله العديد من نشاطات وورشات العمل الموسيقية في أوروبا مع الخبرات العربية لتبادل المعرفة الموسيقية الشرقية والغربية وإلقاء المحاضرات عن الموسيقا الشرقية.
وعن سبب اختياره العزف على آلة الكمان دون غيرها يجيب: «هناك سببان، أولهما وجود الآلة في منزلنا حيث كان والدي يعزف عليها، وثانيهما لأنني رأيت بـ "الكمان" آلة مرنة جداً ويمكن من خلالها أداء جميع الأنواع الموسيقية، كما أنها تجذب الجمهور». ويضيف: «عالم الموسيقا لا حدود له وفي كل يوم هناك جديد يمكن أن نتعلمه من تجاربنا الموسيقية، والحفلة التي أعتبرها مميزة لدي هي الحفلة التي يكون لي فيها بصمة، كتأليف أو توزيع موسيقي أو أداء مميز، ولكن بشكل عام لكل حفلة خصائصها».
آراء فنية
تحدث المطرب "حمام خيري" لـ "مدونة الموسيقا" عن عزف "جهاد جذبة" قائلاً: «هو شريكي الدائم في جميع حفلاتي التي أقيمها في أوروبا، هو عازف كمان متمكن من طراز رفيع متفهم لمهامه بشكل جيد، ملتزم بالمواعيد وحريص على نجاح أي عمل موسيقي يشارك به».
أما عازف القانون "زياد خوام" فتحدث عن زميله قائلاً: «"جهاد" من أفضل العارفين السوريين على آلة الكمان في "ألمانيا"، هو متمكن وواثق من قدراته الموسيقية وصاحب أخلاق عالية، يهمه تقديم مستوى راق قبل التفكير بالجوانب المادية"».