موهوب، حساس، نشيط ومبدع وواحد من عازفي الكمان السوريين المميزين

يصفُه المايسترو "حسين نازك" -في مداخلة خاصة لـ"مدونة موسيقى"- بأنه موسيقي موهوب، حساس، نشيط ومبدع. عمِلَ معه في سنٍ مبكرة بتزكية من المايسترو "ميشيل عوض"، وكان واحداً من عازفي الكمان المميزين مثل "أبان زركلي"، "محمد حنانا"، "ظافر سعيد" وغيرهم من أهم العازفين الأكاديميين، اختارَه لأداء العزف الحرّ المنفرد (الصولو) لأنه تلمّس روحَ أداءه وتميّزه الموسيقي.

هو المايسترو "نظير موّاس"عازف الكمان الذي بدأنا حوارنا معه حول علاقته بآلة الكمان فقال: إنه يعتبرها علاقة روحية خاصة، كأنها علاقة شخص بآخر، فالكمان ليس مجرد قطعة خشبية بل آلة واسعة جداً دخلت في كل المجالات الموسيقية، وهي قريبة من الصوت البشري وأهم آلة موسيقية في العالم، وتختلف عن آلات لم تستطع الدخول في كل المجالات الموسيقية، فالبيانو مثلاً يتواجد بشكل قليل في العزف الشرقي الكلاسيكي.

1- نظير موّاس

تهميش على المستوى الإعلامي

2- نظير مواس

المايسترو موّاس –الذي بدأ الاحتراف عام 1990 وحصل على تصنيفه في نقابة الفنانين في "سورية" كعازف كمان عام 1994، ورئيس فرقة موسيقية شرقية عام 2000، وعمل قائد فرقة موسيقية في دار الأسد للثقافة والفنون، وشارك في مهرجان الموسيقا العربية السنوي- يحدّثنا عن الاهتمام الذي تحظى به الموسيقا في سورية قائلاً:

«لا تحظى الموسيقا باهتمام مجتمعي نهائياً، وهناك نوع واحد يُسلّطُ عليه الضوء هو الموسيقا الشعبية، أما باقي الأنواع مخفيّة، رغم أن التلفزيون السوري يحتوي على أرشيف ضخم منذ أيام السيدة "فيروز" وقبلها هذا ما يتعلق بالغناء، أما بالنسبة للموسيقا لا يوجد اهتمام بالموسيقا والموسيقيين من الناحية الإعلامية هناك عازفين كبار مضوا لا نشاهد عنهم تقريراً مصوراً ولا يتحدث أحد عنهم مثل أمير البزق "محمد عبد الكريم" وغيره، وكذلك آخرين رحلوا إلى مصر منهم "سامي الشوا"، "جميل عويس" كانوا يعزفون مع الموسيقار محمد عبد الوهاب».

ويتابع كلامه بأن الشعوب الشرقية تحب الكلمة المغناة أكثر من الموسيقا، وأننا شعب يؤمن بالكلمة ويفضل سماع الأغنية على الإصغاء لسيمفونية موسيقية، عدا قلة تحب سماع الموسيقا وتفضل حضور السيمفونيات الموسيقية، لذلك يأخذ المطربين الأولوية جماهيرياً أكثر من الموسيقيين.

الموسيقا وليدة الروح

فيما يتعلق بأهمية الموسيقا بالترويح عن النفس البشرية يعتبر الموّاس -الذي أسس فرقته الموسيقية عام 2004 من خمسين عازفاً- أن الموسيقا عضوٌ من أعضاء الجسم البشري توجد لدى كل الناس لكن بعضهم ينمّيها ويغذيها وبعضهم لا ينتبه لها، مثل الشخص الذي لا يهتم بصحته! وهي جزء من تكوين الإنسان لأن منبعها الروح تولد منها وتعبر عنها سواء أكانت سامية أم مصابة بأمراض فكرية، اجتماعية، نفسية.

وعند سؤالنا له ما الذي ينقص المواهب السورية لتلمع أكثر أجاب: «لاشك أن المواهب السورية مميزة بالغناء والعزف لا ينقصها سوى تسليط الضوء عليها أكثر، وأن يُفتَحَ المجالُ الإعلامي للفنانين والموسيقيين الذين يغنوا غناءً سورياً حقيقياً يحمل ثقافات متعددة أو مختلفة في كل مناطق سورية، كما يفتح البثّ التلفزيوني لـ"الموسيقا الشعبويّة"، فلدينا قامات ضخمة جداً، ومواهب شابة أخرى تحاول إثبات نفسها دون دعم.

لاشك أن الموسقيا الشعبية جزءٌ هام من الثقافة السورية الموجودة في كل المناطق في الساحل، والجبل، والسهل، وفي كل المحافظات ومنها السويداء، حمص، دمشق، اللاذقية، والجزيرة السورية، لكن هناك أيضاً الموشحات والقدود والألحان المعاصرة وهنا يُطرَحُ سؤال "لماذا التركيز فقط على هذا النمط من الفن الشعبويّ)؟

رحلة ثرية

الموسيقي "مواس" اكتشف موهبته منذ سن الثالثة حيث بدأ بعزف مقاطع موسيقية بسيطة، وتتلمذ على يد كبار الموسيقيين مثل "رعد خلف" و"رياض سكر"، انتسب لفرقة "زنوبيا" عام 1990 بقيادة الموسيقار "حسين نازك" وشكلت محطة هامة بالنسبة له، كما عمل مع السيدة فيروز منذ عام 1996 وحتى عام 2008 وأضافت له هذه التجربة الهامة مع الرحابنة خبرة مميزة يقول عنها: «تربينا على صوت السيدة فيروز، وفنُّ الرحابنة يسري في عروقنا، وعندما عزفتُ معهم تعرفت عن قرب إلى طريقة عملهم. من خلال البروفات تعلمنا الطريقة والشكل اللذين يعملان بهما والتفاصيل التي يركزون عليها، والأشياء التي يهتمون بها، والمقاطع التي يكررونها ليظهر المقطع بالشكل الموسيقي اللائق. هذه التفاصيل لا يستطيع المرء تفهمها إلا إذا كان ضمن البروفات وكيف كنا نعيد المقاطع ولماذا نعيدها، وأن نجرب الطريقة نفسها التي كانوا يعملون بها».

حيث كان "المواس" عازف الصولو العربي الوحيد في المجموعة الوترية لمدة ثلاث سنوات من عام 1996 حتى 1999، ثم قام بتشكيل مجموعة وترية شرقية بطلب من المؤلف "زياد الرحباني" لتنضم إلى المجموعة الوترية من أرمينيا، وكان هو قائد الوتريات وقام مع السيدة "فيروز" بجولات في "أميركا"، "كندا"، "أوربا" ومهرجانات بيت الدين في لبنان.

قناة فضائية

ويطمح الموّاس لحل المشكلات التي تحدث عنها، وأن يتم إعادة عرض الحفلات التي أحياها بدار الأوبرا حيث أن بعضها عرض لمرة واحدة فقط مثل حفل تكريم "نجاح سلام" وغيرها من الحفلات التي قدم من خلالها فنّاً رفيعاً وصل للجمهور بشكل أوسع عن طريق صفحات "فيس بوك".

يتابع: «أطمح لأن تكون هناك قناة فضائية لكل العباقرة في سورية بكل المجالات الإبداعية في الفن، الرسم، المسرحيات، الموسيقا، الأدب... وغيرها، فإذا تم الاعتناء بالموسيقا أسوة بالتمثيل والدراما عندها يصل الفن السوري إلى العالم»، مؤكداً أن الناحية التجارية تلعب دوراً كبيراً لدرجة أن الفنان الطربي أصبح يذهب للغناء الشعبي ليواكب السوق ويحقق جماهيرية.

يذكر أن الموسيقار "نظير مواس" من مواليد "حمص" عام 1973

قام بتدريس آلة الكمان الشرقي بالمعهد العالي للفنون الموسيقية عامي 2008 و 2009

تم انتخابه عضو لجنة تحكيم الانتساب إلى نقابة الفنانين عام 2008 من الأعمال التي قدمتها الفرقة مهرجانات "المحبة"، "بصرى"، "قلعة الحصن" إضافة إلى المشاركة في مهرجانات دولية مثل "قرطاج"، "جرش" ليالي "دبي" وحفلات مع كبار المطربين في الوطن العربي.