يعتبر المجتمع "الإدلبي" كغيره من المجتمعات السورية المتمسكة بعادات وتقاليد إرثها الحضاري العريق الذي مايزال متبعاً حتى وقتنا الحاضر، رغم اندثار ما اندثر منه. ومن أهم هذه العادات التي لا تزال متبعة هي عادات "الزواج"

(من أرشيف مدونة وطن/ esyria)

29 كانون الأوّل 2008

الذي حدثتنا عنه الآنسة "فاطمة دحروج" مدرسة التاريخ في ثانوية "معرتمصرين"....

والتي تعد بحثاً تاريخياً عن أهم العادات الموجودة في بلدتها عند لقائنا بها بتاريخ /22/12/2008/ حيث بدأت بالقول: «تتم عملية "الزواج" وفق مجموعة من العادات والتقاليد التي اندثر معظمها وتبدأ من ذهاب مجموعة من أهل العريس إلى بيت العروس ويطلبونها إلى ابنهم ثم يتفقون على المهر المعجل والمؤجل وبعدها يبدأ الاستعداد للعرس حيث يكون قبل العرس بسبعة أيام ويبقى لبعد يوم "الدخلة" كما يقال سبعة أيام».

1- لقطة لفرقة أمية تؤدي العرس السوري على خشبة قصر العظم

في الصباح يجتمع الناس أمام منزله ويأخذون العريس إلى "الحمام" وسط "عراضة" وأغانٍ شعبية وبعد مضي وقت قليل في الحمام يعود بنفس "العراضة" وتتوافد النساء إلى منزل العروسين للتهنئة ويتم تبادل العزائم لمدة سبعة أيام للعروسين من قبل أقربائهم وجيرانهم

وتتابع "دحروج" قائلة": «في اليوم الأول من الاستعداد للعرس تقوم مجموعة من النساء بأخذ العروس إلى الحمام على مدة خمسة أيام متتالية ويأخذن معهن المأكولات الشعبية مثل "الكبة النية" و"السمبوسك" و"السليقة" وغير ذلك وتقوم العروس بسبعة دورات حول بركة في الحمام وتغنى لها بعض الأغاني الشعبية وفي كل دورة تقوم بتبديل ثيابها وفي الليلة الأخيرة أي قبل العرس بيوم واحد والتي تسمى "النقشة" حيث تنقش كف العروس بالحناء مع مجموعة من النساء الحاضرات وفي هذه الليلة يكون الرجال يعدون لحفلة تسمى ليلة "الحناء" حيث ينقش كل واحد منهم إحدى يديه بالحناء.

2- من حفلات فرقة أمية

الآنسة فاطمة دحروج

3- شباب فرقة أمية في مشهد العرس السوري على خشبة قصر العظم

وفي يوم العرس يأتي أهل العريس بالطعام الذي يعدونه في منزلهم لبيت العروس لإطعامها مع زوارها ويبقى قسم منه في بيت العريس ليأكل منه زوار أهل العريس وبعد انتهاء الطعام تذهب حوالي 16 عجوزاً مع بعض الصبايا إلى بيت العروس لإحضارها لبيت العريس حيث توضع في مكان مرتفع حتى يراها كل الناس الحاضرون وفي المقابل يكون هناك مجموعة من الشباب يقيمون حفلة في أحد بيوت الجيران تسمى "التلبيسة" يتم من خلالها مساعدة العريس على ارتداء ثيابه ثم يصحبه مجموعة من أصدقائه إلى منزله ويقسمون إلى مجموعات منهم من يعني بعض "الأغاني الشعبية" ومنهم من يلعبون "بالسيف" و"الترس" ومنهم من يقوم بوخز العريس بالإبر وهو يتجلد أمامهم حتى يصلون إلى منزله فيدخله والده على عروسته وينصرف الناس إلا نفراً قليلاً من أقربائه».

وتضيف "فاطمة": «في الصباح يجتمع الناس أمام منزله ويأخذون العريس إلى "الحمام" وسط "عراضة" وأغانٍ شعبية وبعد مضي وقت قليل في الحمام يعود بنفس "العراضة" وتتوافد النساء إلى منزل العروسين للتهنئة ويتم تبادل العزائم لمدة سبعة أيام للعروسين من قبل أقربائهم وجيرانهم».

الأستاذ مصطفى سماق

أما الباحث التاريخي "مصطفى سماق" عند سؤالنا له عن مدى التشابه بين عادات الزواج في بلدات محافظة "إدلب" أجابنا قائلاً: «هذه العادات كانت متبعة في "معرتمصرين" و"أريحا" و"سرمين" وغيرهما من المدن والبلدات في المحافظة فهناك شبه كبير مع وجود بعض الفروق بأشياء بسيطة وسبب التشابه أن المجتمع "الإدلبي" مجتمع متقارب في الثقافة والأعراف والعادات الاجتماعية وهو مجتمع متجانس إلى حد كبير إلا أن الكثير من هذه العادات قد اندثر