إيماناً منه بأهمية الفنون في بناء الإنسان، أسس المايسترو "إياد حنا" مشروع تجمع "البيكار" الفني الذي بدأ مع معهد "البيكار" في منطقة "المالكي" في "دمشق" لتعليم الموسيقا للصغار والكبار إلى جانب الرسم والفنون، وتوسع حالياً ليشمل مركزين آخرين أحدهما في "المزة"، وآخر في منطقة "وادي النصارى".

أَهدَافٌ ثَقَافِيَّةٌ

"مدونة الموسيقا" التقت المايسترو "إياد حنا" مؤسس ومسؤول تجمع "البيكار" الفني المرخص من نقابة "الفنانين" في الجمهورية العربية السورية الذي يقول: «تأسس المعهد منذ ثلاث سنوات ودفعني لتأسيسه إيماني المطلق بأن الفنون هي أساس بناء سلوك الإنسان المتوازن، المنتج، الوطني، المفكر والمبدع، وهدفه العمل أولاً لأنه يصب في مجال عملي ودراستي وثانياً نشر ثقافة الفن والموسيقا، والمشروع يساعد على تنمية مجالات الموسيقا بمجالاتها النظرية والعملية لدينا كل الآلات الموسيقية، النفخية، الوترية، الإيقاعية، النحاسية، الغناء، العزف المنفرد، والعزف الجماعي، وكوني موسيقياً لم أحصر تنمية المواهب بالموسيقا، لأنني أؤمن بأن الفنون الأخرى لها دورها أيضاً، فالموسيقا تساعد على تنمية الدماغ وأغلب العلماء كانوا موسيقيين ابتداء من "الفارابي" وحتى "آينشتاين" عازف الكمان الموسيقي وعالم الفيزياء.. أؤمن أن الرسم، النحت، الخط والأوريغامي فنون تُنمّي خيال الإنسان وتحرضه على الإبداع وابتكار شيء جديد».

المُوسِيقَا أَوَّلَاً

تعليم الموسيقا للأطفال بالدرجة الأولى يعتمد على الحالات الفردية وحول ذلك يقول "حنا": «من الخطأ أن نضع منهاجاً عمومياً للجميع، لأن كل طفل لديه قدرة استيعاب موسيقية مختلفة وقدرة تدريب وتنفيذ لما يتعلمه بشكل مختلف، لذلك لا يوجد منهاج واضح لكافة المستويات فهناك طالب يستطيع إنهاء كل الكتب بسنة واحدة، وآخر يمضي العام بمعزوفتين أو مقطوعتين موسيقيتين، ومراحل تعلم النوتة تتوقف على استيعاب الطالب، هناك دروس جماعية لتأدية الكورال وهي مادة إلزامية، إضافة إلى قراءة النوتة والأشكال الإيقاعية، وفي كل درس عزف يتم تخصيص عشر دقائق للنوتة».

1- الأستاذ إياد حنا مع طلاب معهد البيكار

صِغَار وَكِبَار

2- المايسترو إياد حنا مع أحد طلاب معهد البيكار

يقول "حنا": «الفئة المستهدفة هي جميع الأعمار منذ سن ثلاث سنوات أو أي طفل لديه قدرة على الاستيعاب حتى لو كان عمره سنتين وفئات أخرى بأعمار كبيرة منهم أساتذة جامعات، موظفون، كبار السن، إضافةً إلى الأطفال أي نستهدف جميع الأعمار، وعدد فريق العمل يبلغ حوالي خمسة وعشرين شخصاً جميعهم أكاديميون خريجو كلية التربية الموسيقية، المعهد العالي للموسيقا بالنسبة لتعليم الموسيقا وخريجو كلية الفنون الجميلة، الهندسة المعمارية بالنسبة للرسم والفنون الأخرى».

تَطوِيرُ العَمَلِ

يوضح "حنا" أن حفلات "البيكار" الموسيقية كانت في شهر كانون الأول 2021 وفي شهر أيلول 2022 والحفل القادم بنهاية "أيار"، وعدة معارض الرسم كان آخرها في المركز الثقافي "الميدان" ويقول: «أتابع العمل بشكل أسبوعي لألمس التطور، ولدينا فرق هي أوركسترا الغيتار بإشراف الأستاذ "بشار نظام"، أوركسترا الوتريات بإشراف الأستاذ "زياد حنا" وهو المدير الإداري والفني للمعهد، وحالياً نؤسس فرقة عزف شرقية تشمل العود، القانون، والناي والبزق، وأثناء الحفلات تندمج الفرق معاً وتصبح أوركسترا "البيكار"، وحالياً يتوسع مشروع المعهد من منطقة "المالكي" لمناطق أخرى حيث نعمل على تأسيس فرع آخر في منطقة "المزة"، وآخر في "الحواش" وسيتم افتتاحه بتاريخ 15 أيار 2022، وتم التجهيز له بشكل احترافي وحتى اليوم انتسب له أكثر من ثمانين طالباً في منطقة "وادي النصارى" واستهدفنا هذه المنطقة لأنها كبيرة ولا يوجد فيها مركز يعلم بشكل احترافي، ومتفائل لتعميم التجربة وسيتم عمل ورشة عمل تجمع أساتذة المعهد في "دمشق" مع أساتذة "الحواش" وهم من محافظة "حمص"، "طرطوس"، "تلكلخ" والمناطق المحيطة بالوادي مع أساتذة "البيكار" في "دمشق" لضمان التعليم بطرق حديثة للصولفيج، النحت والرسم، وكيفية إدارة الوقت بالنسبة للأطفال وبالتالي يتم التعاون بين المركزين لتطوير العمل».

3- طالبة من طلاب معهد البيكار
4- جانب من الفعاليات الفنية التي يقيمها تجمع البيكار

رَأيٌ مُوسِيقِيٌّ

الموسيقي وعازف التشيللو "أثيل حمدان" يقول: «الموسيقي "إياد حنا" صديق ورجل يعيش من أجل الفن أعطى كل حياته للموسيقا يساعد مشروع "البيكار" بتكوين فئة شابة جديدة من الموسيقيين والفنانين التشكيليين بإمكاناته الشخصية، مشروع شجاع يساعد على رفد الحياة الموسيقية السورية في ظل التحديات الكبيرة التي يعيشها البلد، قام بإنشاء أوركسترا وترية، كورال، أوركسترا الغيتار وصفوف الرسم والنحت هي خطوة شجاعة من موسيقي، أحترم الخطوات الفردية التي تهدف لبناء الوطن عن طريق المنهج الثقافي الذي يبقى أهم الروافد الإنسانية، دوماً أتابع نتائج عمل أصدقائي بالبيكار، وأتمنى أن يتطور عملهم أكثر وأكثر، وأعتبر نفسي جاهزاً لتقديم الدعم لهذه الفكرة القوية التي تجمع ثلاثمئة طالب في مؤسسة واحدة فعالة في الحياة السورية».

آَرَاءُ بَعضِ أَهَالِي الطُّلَّابِ

من أهالي الطلاب المستفيدين التقينا "خلود السراج" والدة الطفل "أحمد سيف الدين" ١٠ سنوات و"نايا سيف الدين" ٥ سنوات اللذين انتسبا للمعهد منذ شهرين وحول تجربتهما تقول: «حققا فائدة كبيرة أصبح لديهما شغف بتطوير مهاراتهما، أبدع "أحمد" بالرسم بعد انتسابه للمعهد الذي ساهم في بناء الشخصية من خلال التواصل مع الأطفال الآخرين وبناء حوار واستيعاب اختلاف الفئات العمرية، ولازالا يتعلمان المبادئ في مجال الموسيقا ولم يتخصصا بآلة محددة بعد، يشاركان بكل الدورات لأن كل دورة مفيدة ومتممة لتنمية مهاراتهما».

من جهتها "نهى نصري" والدة الطفلة "فيفيان" خمس سنوات ونصف تقول: «انتسبت "فيفيان" لمعهد "البيكار" منذ حوالي سنتين ونصف، استفادت بشكل كبير من ناحية بناء الشخصية وأصبحت قادرة على التعبير عن رأيها، وتطور عزفها على آلة البيانو كثيراً وأصبحت قادرة على قراءة النوتات والعزف الفردي وهي مشاركة في دورات العزف، الكورال والرسم».

نشير إلى أن مايسترو "إياد حنا" حاصل على ماجستير في التربية الموسيقية، جامعة دمشق، كلية التربية عام 2016، وعلى إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا قسم الأوبرا عام 2013، حاصل على مجموعة شهادات خبرة ودبلوم عالمية في الأعوام من 2009 وحتى 2016.