يستمر معهد "شبيبة الأسد" للموسيقا بدمشق في دعم وتبني للمواهب الفنية لدى الموهوبين والمحبين للموسيقا وذلك مع تقبل ذوي الطلاب وبشكل متزايد على تعلم أطفالهم الموسيقا وبالأخص للفئة العمرية الصغيرة جداً، بهدف إعدادهم موسيقياً وأكاديمياً بالمعهد وفق أحدث طرق من خلال ربط الفن بالتعليم وإحياء قيم الموسيقا والتحدث بلغتها ومفاهيمها وذلك لتأهيل الطلاب من مختلف الأعمار موسيقياً إلى المراحل الأكاديمية القادمة.

الهَيكَلِيَّةُ العِلمِيَّةُ

منذ حوالي سنة عززت إدارة معهد "شبيبة الأسد" للموسيقا والذي كان يعمل بشكل جميل خلال السنوات الماضية بالتعاون ما بين الطلاب بشكل عام والأطفال خصوصاً مع ذويهم، في بناء الذكاء الموسيقي من خلال تمكين الطلاب في المعهد بتعلم الحصاد السمعي، ومن بعدها مرحلة التطبيق العملي على عدة آلات موسيقية منها البيانو، والأورغ... يقول مدير المعهد "إيهاب القطيش" ويتابع حديثه لـ"مدونة الموسيقا" قائلاً: «يتعلم الأطفال الموسيقا برفقة أحد الوالدين اللذين يشاركانه الحصص التعليمية ما يساعده على التكيف الاجتماعي والانضباط، بالإضافة للتعلم على الأغاني، وذلك من خلال تطبيق برنامج في المعهد يساعد على تحفيز قدرات الأطفال وتنميتها (الموسيقا للجميع) أو ”nabuti method” حيث ينفذ وفق محطات ومعايير محددة والذي يبين أن اكتساب الطفل للذكاء الموسيقي في سنٍّ مبكرة يساهم كثيراً في تطوير المهارات والقدرات المتبقية لديه بشكل أوسع، وعندما يصبح الطفل بعمر 6 سنوات تقريباً، يصبح بمقدوره اختيار الآلة الموسيقية التي تناسبه ونساعده في ذلك على الاختيار، وتعمل إدارة المعهد على تأسيس فرقة تدعم الحياة الموسيقية فيه من خلال المتابعة وتطوير مواهب الطلاب في صفوف الكورال والصولفيج ضمن المعهد، كما نركز بشكل أساسي على أسلوب التمرين المتبع لتعليم الموسيقا والأغاني للطلاب أو الأطفال الموجودين، وتعمل الإدارة على تقديم الإرشاد والنصح في كيفية سماع الطلاب للموسيقا بشكل مستمر بالإضافة للمقطوعات الموسيقية وتحفيزهم على ضرورة العزف الجماعي والاهتمام بالإيقاع الموسيقي من خلال التوازن بين الايقاع مع النظر والقراءة الأولى للنوتة الموسيقية، ثم يبدأ بعدها التمرين وبشكل تدريجي لتحقيق أفضل النتائج وبشكل جيد».

الأَطفَالُ ثَروَةُ المَعهَدِ

إدارة المعهد توجه كل جهودها لتعليم وتدريب الأطفال وتعميق شغفهم بالموسيقا، والأطفال هم ثروة حقيقية للمعهد وهم الركيزة التي نسعى من خلالها لإنشاء جيل موسيقي واعي وأكاديمي، يقول مدير المعهد "إيهاب القطيش".

1- صورة لأطفال المعهد مع المدير إيهاب القطيش

مضيفاً: «بالنسبة للمناهج يتمّ تأمينها للطالب بما يتوافق مع قدرات الأطفال وحسب أعمارهم المختلفة، بالإضافة لتعليمهم الغناء الشرقي والغربي وذلك ضمن منهجية معينة متبعة منذ الصغر حتى الوصول إلى أفضل درجات الاحتراف الموسيقي والغنائي، ويوجد في المعهد الكثير من الطلاب والأطفال الموهوبين، حيث نعمل على توفير كل متطلباتهم من خلال توفير الأمكنة المناسبة لمتابعة تدريبهم أو حتى للعزف بشكل إفرادي أو مع مجموعة، ومن خلال توفير جميع أنواع الآلات، وذلك بهدف المحافظة على التمرينات وتنمية الحس الموسيقي، حتى بالنسبة للأساتذة يتعاونون مع كل الطلبة سواء داخل المعهد وحتى خارجه من خلال تواصلهم واهتمامهم الدائم بمتابعة تدريبات وأسئلة الطلاب وأهاليهم الذين هم قدوة لأبنائهم في هذا المضمار، ما يشجعهم ذلك على صقل قدراتهم حتى وهم في منازلهم، وأي مساعدة لأي طالب الإدارة على أتم الاستعداد لتوفيرها، لأن كل أستاذ في المعهد هو بمثابة قيمة معنوية للطلاب وقيمة أكاديمية ترافقهم وتبقى في ذاكرتهم مدى الحياة».

مَنَاهِجٌ مُطَوَّرَةٌ بِأُسلُوبٍ بَسِيطٍ

الآلية التي نقدمها في معهد "شبيبة الأسد" للموسيقا هي بالمختصر دراسة أكاديمية بسيطة -يقول العازف والأستاذ في المعهد "ماهر الآغا"- ونعتمد الطرق البسيطة لإيصال المعلومة الموسيقية للطلاب المنتسبين للدراسة والتدريب مع اعتماد إدراج المناهج المختارة من معاهد خارجية عالمية، إضافة إلى تقديم ميتودات (نوتات موسيقية) تحوي أشهر الأعمال لمؤلفي الموسيقا الغربية والعربية الكلاسيكية وغيرها، وبالنسبة إلى الطلاب تتفاوت القدرات لدى بعضهم، منهم طلاب تتابع الكورسات لوقت أطول والبعض نظراً للظروف الدراسية قد يصعب عليها المتابعة بانتظام، لكن في النهاية الغاية هي تقديم الأفضل للطالب في المعهد، وذلك بالتوافق مع إمكانيات وساعات التمرين عنده، وهنا نستقبل كل الفئات العمرية ونعمل على مساعدة أي طالب في اختيار ما يحبه من معزوفات، عدا عن تدريبه على التحليل والتذوق الموسيقي من خلال دراسة المناهج بالإضافة لإنعاش الذاكرة الموسيقية المحلية والشرقية بالإضافة للغربية لتكون محط اهتمام ومتابعة عند الجميع».

2- العازفة على آلة الغيتار لين عيسى من طلاب المعهد
3- الأستاذ ماهر الآغا
4- الأستاذ إيهاب القطيش مدير معهد شبيبة الأسد للموسيقا
5- طلاب المعهد في إحدى جلسات التدريب