تغلّبت الموسيقية "ريم إسماعيل" على قسوة الحياة عبر اختيارها طريق الفن والغناء، فالتحقت بكلية التربية الموسيقية في مدينة حمص، لتثبت جدارتها في ترسيخ موهبتها وتقديمها للناس ما أعطاها المزيد من الحماس والإصرار لتمضي قدماً لتحقيق المزيد من التقدم النجاحات.

تَحَدٍّ وَاستِمرَارٌ

كانت عائلتها مهتمة بالموسيقا والغناء والعزف ما جعل عندها حافزاً قوياً لأن تُكمل طموح ومسيرة هذه العائلة بكل إصرار ونجاح، وتحقق حلم والديها الذين فقدتهما باكراً على وجه الخصوص فكان تشجيعهما -لاسيما والدها- يتركز على حفظ النوتات والأغاني تقول المغنية "ريم إسماعيل" لـ"مدونة الموسيقا" وتتابع: «تعلمت الموسيقا وأحببتها منذ طفولتي وطورتها من خلال مشاركتي بالنشاطات المدرسية في منطقة حماة "مصياف" وتأثرت بهذه المشاركات كثيراً وصقلتها من خلال التمرين في المنزل وكانت الموسيقا هي لغتي الأولى، فحفزت حاسة السمع عندي من خلال اطلاعي على آلات مهمة مثل العود، وكان هذا الاهتمام المبكر بالموسيقا ارتباطاً لما أنا عليه اليوم، وجهني أولاً المدرس "أنور زينو" على أهمية العزف على أنغام هذه الآلة الجميلة، وأكاديمياً قررت دراسة الموسيقا والغناء بشكل جدي وأن أشق طريقي بنفسي لإكمال شغفي وتعليمي في هذا المجال وكان ذلك عند التحاقي بكلية التربية الموسيقية بجامعة "البعث" قسم الغناء كاختصاص، وبقي العود مرافقاً لي في أمسياتي ونشاطاتي الموسيقية الحالية».

مُشَارَكَاتُهَا المُوسِيقِيَّةِ

بالنسبة للمشاركات الفنية مؤخراً كانت عديدة تتابع المغنية "ريم إسماعيل" وتضيف بقولها": «أهم المشاركات كانت بِبرْنامج مَواهب بدَار الأوبرا "أَصوات" بوجود فَنانِين كِبَار في البرنامج ومنهم الرَّاحلة مَيَّادة بسيلِيس والممثِّل حُسَام تَحسين بِيك، فكانتْ أَولَى التجارب عندما كنت لا أزال طَالِبة في السنَة الأُولى، كما أحييت عدة حفلات كَعازِفة عود بِالمركز الثَّقافيّ بمصياف وحفلَات المسرح المدرسي، وشاركت فِي ملتقى مع فرقَة التُّراث بمصياف، عدا عن مشاركتي بالغنَاء الجَماعِي بمهرجان القلعة والوادي بِالإضافة لِحَفل على مسرح تدمر بقيادة مدير ثَقافَة حمص المايسترو "حسان لَبَاد".

1- الفنانة الشابة ريم إسماعيل

كما كان لي مشاركة بمجال الغناء الجماعي مع مشروع "تناغم" وذلك بدار الأوبرَا بِدمشق بِقيادة المايسترو "غَادَة حَرب" كما سجلت أول "COVER" خاص بي بفضل الأستاذ الكبِير "عَبد القادر عَوْف" وهي أُغنِية "مَشاعِر" للفنَّانة شيرين، أما الثَّاني كان ترنيمة "كَيف لي" للفنَّانة "عبير نعمة"، حَيْث تمَّ تصويره على طَريقَة اَلكلِيب، وهو من إِنتاج "زِيَاد شقواي" مِن "تونس" ويتم التَّحضير الآن لإنتَاج عمل جديد من كلمات الأستاذ "وليد ملحم"».

طُمُوحٌ كَبِيرٌ

إن الإحساس العميق بالتفاصيل الموسيقية هي الملهم الأكبر والحافز الأهم لمواصلة الدرب تقول المغنية "ريم" وتتابع:«بالرغم من الظروف الصعبة المحيطة والأحداث الكبيرة التي توالت علينا جراء الحرب مازالت أتابع طموحي بشكل أوسع والمهم الآن هو تخرجي من الكليكلية التربية الموسيقية، فأنا الآن في السنة الثالثة ولن يكون هناك ملجأ لي بعد عائلتي سوى الغناء والموسيقا وبالرغم من وجود بعض العقبات التي أواجهها على صعيد العمل من حيث التمويل والدعم الفني، إلا أني بقيت أحاول تقديم الأفضل مع الاستمرار في الغناء بعزيمة قوية من دون أن يصل بي اليأس من الواقع، وطموحي بعد التخرج هو السفر لإثبات موهبتي أكثر عزفاً وغناء».

2- ريم إسماعيل ومشاركتها في إحدى الحفلات

أَدَاءٌ جَمِيلٌ فِي مَجَالِ الأُوبِرَا

3- ريم إسماعيل مع آلتها المحببة العود

هي إنسانة مجتهدة ومثابرة يقول عنها المدرس في مادة الغناء الأوبرالي "إبراهيم بيطار" في جامعة البعث ويضيف قائلاً: «ريم إنسانة راقية بشخصيتها وصبورة قبل أن تكون موسيقية أو مغنية تتابع بكل جدية واهتمام جميع الفعاليات الموسيقية بالجامعة وتولي اهتمامها في السعي لتكون استثنائية في العزف والغناء، ودائماً هي في حالة تطور مستمر كي تكون بأعلى مستوى مطلوب، فهي تملك صوتاً جيداً جداً في الغناء الأوبرالي وإحساساً عالياً ومتفاعلاً بالموسيقا الغربية».

4- الأستاذ إبراهيم بيطار مدرس مادة الغناء الأوبرالي