يعتبر الموسيقي "سمير نور الدين" واحداً من الموسيقيين الذين ساهموا في بناء الحركة الفنية الموسيقية في السويداء، وحصراً في مدينة "شهبا"، إذ لم يكن ليصل لولا شغفه وحبه للإبداع بالموسيقا، بحيث تجاوز العزف التقليدي نحو الاحتراف العلمي، وعمل على تأسيس فرقة موسيقية بعد التحصيل العلمي المناسب ونقل فرقته إلى عالم الإبداع.

وَقفَةٌ تَأَمُّلِيَّةٌ

المتتبع لأعمال ومنهج الموسيقي "سمير نور الدين" والمتأمل في رسم خريطته بمسالك طرق الموسيقا يشعر بقيمة تجاوزه لصعوبات التدريب والدراسة العلمية للوصول إلى تكوين رؤية لنفسه خرج بها من عتبة المعهد العالي للموسيقا إلى عالم اللاوجود أثناء عزفه، هذا ما أكده لـ"مدونة الموسيقا"، وتابع بالقول: لعل مدينتي "شهبا" المتميزة بتاريخها تفرض من خلال موقعها ومكانتها جواً خاصاً بها في البحث عن مكنونات الإبداع الفني بحيث يستطيع الموسيقي أن ينهل من إيقاع نسائمها والهارموني الخاص بها بأنغام ذات علاقة بالاستمرار لمكونات الوجود الإنساني، بل تستطيع أن تمتزج بين العزف الموسيقي والفضاء الأرحب في تأمل وصمت مرين، فأنا منذ صرختي الأولى لاستقبال الحياة عام 1973 أي ولادتي كونت لدي خصوصية انتمائية للمكان، بحيث كان هذا الشغف الموسيقي الذي تشكل لدي نتيجة لطبيعة وجودي ضمن فضائها الأرحب.

ونوه نور الدين: عشت بين عائلة تتذوق الموسيقا، كما كان لممارسة عدد من إخوتي العزف على آلة العود، وبشكل خاص أخي الأكبر "جدعان نور الدين"، الذي كان من أوائل العازفين ودارّسي آلة العود في مدينة "شهبا"، والمتميز بالأثر الأكبر لتوجهي نحو تعلم العزف ببدايةً على آلة الكمان على يد الموسيقي المعلم "سعيد حرب" الذي كان له فضل كبير عليّ وعلى كل من أحب تعلم العزف في تلك الفترة، وفي اتجاه موازٍ بدأت بتعلم العزف على آلة العود وسعيت نحو التميز بالعزف على هاتين الآلتين.

1- المايسترو سمير نور الدين
2- الأستاذ معين نفاع مدير معهد فريد الأطرش في السويداء

المَعهَدُ العَالِي

وأشار الموسيقي "سمير نور الدين": نتيجة لرغبتي الجامحة في دخول عالم الموسيقا تقدمت لامتحان المعهد العالي للموسيقا عام 1992/1993 على آلة العود، تجاوزت الامتحان وتم قُبولي، وبعد دراسة علمية وتكوين منهج علمي في رفع سوية تقانة العزف، شاركت مع فرقة الموسيقا الشرقية في مهرجان الموسيقا العربية بمصر بحفلين في القاهرة والإسكندرية عام 1997 أي قبيل تخرجي من المعهد العالي.

وأكد "نور الدين": بالإضافة لاستمراري بالعزف على الكمان، وفي السنة الثانية للمعهد بدأت بالعزف على آلة الفيولا، وقد لاحظ عميد المعهد آنذاك المايسترو "صلحي الوادي" مستواي، وضمني إلى الفرقة الوطنية السمفونية عازفاً على الفيولا. شاركتُ مع الفرقة الوطنية السيمفونية خلال دراستي وبعد تخرجي الذي كان في عام 1998، بالكثير من الحفلات ضمن القطر وعلى أكثر من مسرح في لبنان وضمن مهرجان بابل في العراق لسنتين متتاليتين 2000 و 2001 وتابعت مع الفرقة لعام 2007.

كما تابعت العزف على آلة الكمان ضمن عدة فرق منها فرقة التلفزيون وفرقة زنوبيا وجوقة الفرح، وشاركت في العديد من الحفلات في "سورية ولبنان والأردن"، وبعد عودتي للاستقرار في مدينة "شهبا"، بدأت العمل في معهد فريد الأطرش بالسويداء كمدرس لآلة الكمان والفيولا، ورئيساً لقسم الوتريات في المعهد منذ تأسيسه، في العام 2014 شكلت "فرقة موسيقا الحجرة" في معهد فريد الأطرش وقمنا بالعديد من الحفلات في المحافظة والتي لاقت استحساناً ونجاحاً، كان آخرها حفل في شهر نيسان الماضي، من ناحية أخرى ساهمت ضمن "جمعية تنمية المجتمع المحلي" بتشكيل "فرقة يوتوبيا" وتدريبها وقيادتها، وأقمنا العديد من الحفلات في "السويداء ودمشق وحمص".

شهادة

الموسيقي "معين نفاع" مدير معهد فريد الأطرش للموسيقا أوضح لـ"مدونة الموسيقا": تميّز الموسيقي "سمير نور الدين" بأنه يعمل في صمت وهدوء، ويضع منهجاً لنفسه وطلابه، وتراه عند كل حفلة من حفلاته يصر على خلق شيء جديد، في التوزيع وانتقاء المعزوفات والبروفات والاهتمام بعمله على حساب صحته ووقته، والأهم إخلاصه مع الطلاب منذ تأسيس معهد فريد الأطرش للموسيقا إلى يومنا وهو يترأس قسم الوتريات، عمِلَ على تطوير علاقة الطلاب بالآلات الموسيقية من خلال الإشراف وانتقاء الأغاني في حفلاته ويشعرنا أننا أمام موسيقيّ مُطوِّر للحركة الفنية الموسيقية في السويداء.".