لمعت ميري ميكائيل خريجة المعهد المتوسط للموسيقا مع سنابلها في كورالهم على خشبة المسرح المدرسي الذي أثبت حضوره من خلال استقطاب المواهب الفنية لأطفاله وتكريسها عزفاً وغناءً، وهي إلى جانب كورالها خريجة الترجمة الإنكليزية. تقدمت لمسابقة تشغيل الشباب وعينت مدرسة للموسيقا عام 2012 وندبت إلى المسرح المدرسي لصالح مديرية التربية في اللاذقية عام 2014.

رِحلَتُهَا مَع المَسرَحِ المَدرَسِيِّ

المايسترو ميكائيل تحدث لـ "مدونة الموسيقا" عن بداياتها مع المسرح المدرسي كانت عام 2015 كقائد مايسترو للكورال- وكيف "اختارت اسم "سنابل المحبة" لأن أغاني الحفل كانت لكبار الفنانين (زكي ناصيف، فيروز، غسان صليبة) إضافة لأغانٍ وطنية، فشبهت الكورال بالسنابل لأنهم ذوو أعمار صغيرة ويعملون بعشق للموسيقا فاكتسبوا اسم سنابل المحبة".

لكن الأعمال التابعة للمسرح المدرسي توقفت في السنتين الماضيتين نتيجة تفشي وباء كورونا وتابع الكورال في الآونة الأخيرة احتفاله السنوي السابع مع المدربة إيفا عبد الرحمن والمايسترو ميري ميكائيل.

1- المايسترو ميري ميكائيل

بالنسبة للتعامل مع الأطفال، تضيف ميكائيل، كان التعامل مريحاً لأن الطفل محب لما يقدمه ومحب لمدربه، ومتى كانت الراحة موجودة أنجز الطفل أعماله بمحبة، كانوا جميعهم صوتاً واحداً وعزفاً واحداً وغناءً من دون أي نشاز على المسرح، منضبطين كإيقاع وكنوتة وكحضور، يغنون من قلوبهم بكل محبة، فاستحقوا أن يكونوا سنابل المحبة.

يتم انتقاء المواهب، بداية العام الدراسي فيجول مدربو الأقسام الموسيقية والأقسام الأخرى على المدارس لأختيار المواهب. وتكمل ميكائيل حديثها فتوقل: "وفيما يخص القسم الموسيقي، فالأعمار التي تُستقبل من عمر 6 سنوات وحتى 18 سنة، ممن يمتلكون خامة صوت جميل، وعازفون وموسيقيون، وبعد جمع هذه المواهب تقاد إلى صالة مخصصة لتدريبهم، وهي صالة مركز سليمان العجي، وتُدرب في هذه الصالة الموسيقا والفنون الشعبية، التدريب خلال ثلاثة أيام في الأسبوع، كل يوم ساعة ونصف".

2- ميري ميكائيل مع كورال سنابل المحبة

تقوم ميري بتدريب العازفين على حدة والغناء على حدة، "فمن الضروري فصلهم كي تميز أن كلاً منهم يؤدي عمله بطريقة صحيحة، وبعد التأكد من دقة عملهم تجمعهم في بروفا عامة، وهي البروفا الأساسية والتي تأخذ شهراً أو شهرين".

وفيما يخص كورال سنابل المحبة "واجهنا صعوبات بسبب التداخل مع أوقات المذاكرات، ولكن بعد الضغط ببروفا دامت عشرين يوماً خرجنا بنتائج مذهلة".

3-بعض من أطفال كورال سنابل المحبة

في التعامل مع خوف ورهبة الأطفال من المسرح، أشارت المايستور ميكائيل إلى تلك كانت البداية لهم في الصعود إلى المسرح، فكان شعورهم متضارباً بين السعادة والخوف، لكنني وقفت إلى جانبهم ودعمتهم وأعطيتهم إحساساً أن المسرح سيكون سبب نجاحهم في الأيام القادمة، وبمقدار محبتهم له سوف يعطيهم المحبة والأهمية.

تشجيع ومحبة

أعطتهم المايسترو ميري التشجيع والمحبة ونشرت الطاقة الإيجابية بينهم بالكواليس وأثناء البروفات، فكانت هذه الجهود لكسر حاجز الخوف من تلك الخشبة، إضافة إلى قيامها بخطوة فريدة في البروفا ما قبل الأخيرة -والتي جمعت بها أهالي وأصدقاء الأطفال على مسرح صالة سليمان العجي وقيامها بحفل مصغر أمامهم لتهيئة الأطفال على الحفل النهائي- وهذه الخطوة خففت من رهبة المسرح لديهم، وزرعت بداخلهم الثقة في التغلب على خجلهم. وقد تم التعاون لإنجاز المهرجان مع الأستاذة غيدا محمد مديرة المدرسي باللاذقية ومدير التربية الأستاذ عمران أبو خليل ومدير الثقافة الأستاذ مجد صارم.

4- بعض من الأطفال العازفين في كورال سنابل المحبة

المسرح المدرسي يقسم إلى: فنون جميلة، فنون شعبية، مسرح، تمثيل وموسيقا، وكل قسم يقدم نتيجة عمله خلال ثلاثة أشهر، ولدينا -تضيف ميكائيل، خطة عمل تقدمها الإدارة المركزية بدمشق ونعمل عليها، ويفترض أن نقدم تقريباً ٢ إلى ٤ عروض في السنة، فمثل هذه الفعاليات تساعد في توجيه الطفل وتمنحه ثقة كبيرة وحافزاً للمثابرة على الاجتهاد وتدعم موهبته، لأنه يعلم بالنتائج الجميلة إضافة إلى التكريمات من دائرة المسرح المدرسي ومديرية التربية لكل طفل مشارك.

مَوَاهِبُ أُخرَى

حسب ما ذكرت ميري ميكائيل أنها صديقة البيانو، حيث تعلمت العزف عليه منذ عمر خمس سنوات وتدربت على يد والدتها سمر ميكائيل خريجة المعهد الموسيقي في دمشق، وتابعت عند العديد من الأساتذة لحين دراستها الأكاديمية في المعهد لمدة سنتين، في مجال تدريس البيانو درست (مكفوفين- متلازمة داون- أطفال التوحد).

5- الأستاذة غيداء محمد رئيس دائرة المسرح المدرسي في اللاذقية

وأضافت: إن النتائج التي تلقيتها من عالم أطفال التوحّد كانت نتائج مذهلة ومن الضروري أن نكون قريبين منهم وأن نعطيهم كماً هائلاً من المحبة ليستطيعوا إعطاء النتائج المطلوبة، فالمحبة والراحة النفسية هي سبب النجاح الأول للطالب والأستاذ.

ميري ميكائيل هي مدربة غناء vocalizeوتقدّم كورسات latin Dance مع الكوتش محمد بركات، وحاصلة على جوائز من latin festival Dance ، تعزف على البيانو وتدرس صولفيج vocalize وغناء منذ 2009، انتسبت هذا العام لنقابة الفنانين عن فئة مطرب.

مُشَارَكَاتٌ أُخرَى

وكانت لميري مشاركة بفيلم وثائقي "ديكو دراما" مع المخرج الياس الحاج عن القضية الأرمنية بعنوان (وليد الكلمات).

تقول: "كانت تجربة مهمة وممتعة لكوني أنا بنت الطائفة الأرمنية، وكنت أوثق الجرائم والمجازر التي افتعلت بحق الشعب الأرمني. كما شاركتُ بمهرجان قيثارة الروح بدار الأوبرا غناء عام 2010 عن أغنية صرخة سلام وحصدت جائزة الجمهور مع أستاذي بالبيانو خالد صفية، وشاركت بحفلات كورال (كورال الألفين) ضمن اللاذقية وخارجها كان من أروع وأهم التجارب والخبرات الفنية التي اكتسبتها من المايسترو كرم شكور ومن الأستاذ حسام الدين بريمو، إذ تشجعت من خلالها لمتابعة الدراسة الأكاديمية، كما اتبعت دورات مهمة بقيادة الأوركسترا قدمتها لنا مديرية المسرح بدمشق مع الأستاذ الياس زيات.

شهادة

الأستاذة غيداء محمد رئيس دائرة المسرح المدرسي في اللاذقية تقول عن المايسترو ميري: "إنها فنانة من الطراز الرفيع، صاحبة خلق عال، وشخصية لطيفة محببة ومتفاهمة ومستوعبة للجميع، لها حضور آسر على المسرح فهي تشدك للنظر إليها، وهي فنانة ملتزمة بأعمالها وتطلب الكمال في أي شيء تحاول عمله، صاحبة روح جميلة تطير برقة ونعومة مع السلم الموسيقي ونغماته الجميلة التي تعلمها للاطفال وتصل إلينا بكل شفافية ورقي. لا تشعر بالوقت عندما تستمع إلى صوتها العذب وهي تغني بل تشعر بالظمأ للمزيد، جميلة ومثقفة وطموحة وموهوبة".