من حارته الحلبية القديمة "جب القبة" وبتشجيع وثناء من مدرسيه بالمرحلة الابتدائية ورعاية خاصة من والده خريج كلية الآداب- قسم الحضارات، كانت انطلاقة الموهبة الغنائية لـ"مجد الأصيل" من خلال غنائه لون المطرب العملاق "وديع الصافي" مثل "الليل يا ليلى" وأغنية "على الله تعود بهجتنا" وغيرها... كل ذلك وضع والده أمام خيار تسجيل ابنه بالمعهد العربي للموسيقا. كان ذلك في عام ١٩٨٣، ليخضع "مجد" لاختبار قاس من مدير المعهد المدرس "هاشم فنصة" تكلل بالنجاح، وفتح الطريق أمامه لمتابعة مشواره الدراسي لمدة خمس سنوات تعلم خلالها أصول الغناء مع الصولفيج والإيقاعات والمقامات على يد المدرسين في المعهد "انترانيك كيرغوسيان-أبراهام كوستانيان - نديم الدرويش".

رَائِدٌ فِي الغِنَاءِ

ومع الاستمرار والمواظبة في الدراسة حاز "مجد" ولأربعة أعوام متتالية على المرتبة الأولى كرائد في مجال الغناء على مستوى القطر بأغنية الطفل العربي وأغنية أخرى للفنان "وديع الصافي" وغناء بعض القدود والموشحات، وبعد الطلائع تابع "مجد" مشواره بالغناء في أنشطة شبيبة الثورة لينال أيضاً ولثلاث مرات جائزة أفضل صوت واعد في مهرجان الشباب العربي بمدينة "دمشق" وغناء موشح "زارني المحبوب ياعيني" و"أفديه ظبي" وليغني بعدها ولعدة مرات حفلات على المسرح الجامعي.

طَرِيقُ النُّجُومِ وَالأُغنِيَةُ السُّورِيَّةُ

نال "مجد" المرتبة الأولى في برنامج "طريق النجوم" في عام ١٩٩٠ على شاشة التلفزيون السوري لاكتشاف المواهب الغنائية مع المطربة "عتاب العيسى"، ونال أيضاً جائزة أفضل صوت بمهرجان الأغنية السورية الثالث، وشارك بمهرجان الأغنية السورية للطفل بأغنية "عصفورة قلبي" من كلمات "غالب زراع" وألحان "أحمد زكور" وشاركته بالغناء في بداية ظهورها المطربة "شهد برمدا".

1- الفنان مجد الأصيل بعدسة مراسل المدونة

السَّفَرُ وَالغِنَاءُ لِلجَالِيَاتِ العَرَبِيَّةِ فِي "أَمِريكَا" الجَنُوبِيَّةِ

سافر "مجد" في عام ٢٠٠٠ إلى "فنزويلا" للغناء هناك للجاليات العربية وبقي حتى عام ٢٠١٣ أقام خلالها مئات الحفلات، وسافر إلى دول "البرازيل" و"كولومبيا" و"تشيلي" غنى خلالها قصائد خاصة بالقضية الفلسطينة والعربية.

2- صانع الأعواد المهندس إبراهيم سكر

وتعلم وأجاد الغناء باللغة الإسبانية، ونال وسام استحاق من الدرجة الأولى من الرئيس الفنزويلي "تشافيز" لمناصرة القضية الفلسطينة، وعلى أثر ذلك الوسام تم تكريمه في بلاده عن طريق وزارة الثقافة.

مِن مَدرَسَةِ "وديع الصافي"

وعن ذلك يقول المطرب "مجد الأصيل" لـ"مدونة الموسيقا": رغم شغفي وحبي وتعلقي بغناء الموال والقدود الحلبية والموشحات وهذه سمة وكليشة خاصة بالمطربين الحلبيين، إلا أنني معجب حتى الثمالة بصوت العملاق الكبير "وديع الصافي" وحفظت وغنيت لونه الغنائي في الكثير من حفلاتي، وذلك بسبب قرب وتشابه طبقة صوتي من صوته، فضلاً عن كونه مطرباً عربياً من طراز العمالقة الكبار وصاحب قامة فنية قد لا تتكرر. كما ساهمت بتأسيس فرقة شيوخ وشيخات الطرب اللبناني في عام ٢٠٠٤، ونلت جائزة أفضل صوت في مهرجان الأغنية العربية في "دار الأوبرا" بـ "القاهرة".

3- الباحث الدكتور أيمن سيد وهبة

عَتَبٌ وَلَومٌ وَالبَدِيلُ المَحَبَّةُ

4- الباحث الدكتور محمد قجة

يختم المطرب "مجد الأصيل " حديثه للمدونة بتوجيه اللوم والعتب لغياب المحبة بين بعض الفنانين في مدينة "حلب" بلا مبرر وظهور الشللية السلبية بين الكبار وانتقالها لمعاداة المواهب الصاعدة التي تحبط الأصوات الناشئة، وإذا أردنا التألق والصعود من جديد لا بديل لنا جميعاً عن التعاون وعودة الوئام والمحبة بيننا بعيداً عن التكتلات التي تؤخر ولا تقدم.. و"حلب" مدينة عريقة بالفن والغناء وكل موجبات النهضة الفنية متوفرة، وعلينا جميعاً احترام التاريخ الفني لهذه المدينة التي أنجبت وصنعت كبار الفنانين المحليين والعرب وأفضالها علينا.

شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ

الباحث "محمد قجة" قال: المطرب "مجد الأصيل" فنان حقيقي متمكن من عدة جوانب، أهمها أنه يمتلك الصوت النقي والقوي، وصوته يشبه صوت المطرب الكبير "وديع الصافي" ونطقه لمخارج الحروف سليم جداً، ويمتلك حضوراً وكاريزما حلوة فوق المسرح وأمام المايكريفون، وكنا في "جمعية العاديات" سبّاقين وأول من شجعه ودعمه.. وكان عن حسن ظننا به كمطرب ناجح ومتألق.

5- الفنان مجد الأصيل مع الراحل صباح فخري

الدكتور الباحث "أيمن سيد وهبة" أثنى على المسيرة الفنية الناجحة للمطرب "مجد الأصيل"، وأضاف: صوته قوي وموفق جداً بأغاني المطرب وديع الصافي.. صقل موهبته بالدراسة الموسيقية وهو يأتي في مقدمة مطربي المدينة.

العازف "إبراهيم سكر" قال: معرفتي بالمطرب "مجد" قديمة. صوت قوي وجميل يمتع الحاضرين بحفلاته. يجيد الغناء الصحيح بعدة ألوان. واثق من نفسه وإمكاناته الفنية. محبوب في تعامله مع زملائه والوسط المحيط به. يتمتع بروح وأخلاق الكبار.

بقي أن نذكر أن المطرب "مجد الأصيل" هو من مواليد مدينة "حلب" لعام ١٩٧٢.