يعدّ معهد "محمود العجان" في محافظة اللاذقية حاضنة لكثير من المواهب التي تمنح الناس طرباً وشجناً تسمو به الروح.

عَن المَعهَدِ

يعود تأسيس معهد "محمود العجان" إلى عام 2013 ويتبع إلى مديرية المعاهد الموسيقية والباليه، وفي لقاء مع "مدونة الموسيقا" تحدثت الأستاذة "شذى محمد" مديرة المعهد عن تاريخه وسنوات الدراسة فيه: «تأسس معهد محمود العجان عام 2013 في محافظة اللاذقية وكان اسمه تكريماً للمسيرة الفنية الثرية التي قدمها الموسيقي الراحل "محمود العجان"، ويهدف المعهد إلى دعم المواهب الموسيقية وصقلها لتقديم موسيقيين مختصين بالعزف على العديد من الآلات الموسيقية المختلفة، وتعليم الموسيقا وفق أسس أكاديمية من نظريات الموسيقا والصولفيج والغناء الفردي والجماعي، والاهتمام بالذائقة الموسيقية والنهوض بالحركة الموسيقية».

وتتابع الأستاذة "شذى" الحديث عن آلية الدراسة في المعهد: «يتم قبول الطلاب من عمر سبع سنوات وحتى الثانية عشرة من العمر، بعد الخضوع لامتحان موسيقي وفق أسس محددة يجب أن تتوافر لدى الطالب، يضعها مختصون بالموسيقا، وبعد القبول يبدأ الطالب الدراسة في المعهد وفق ثلاث مراحل، وهي المرحلة التحضيرية وتتضمن "الصف الاختياري، والصفوف الأولى والثانية والثالثة"، تليها المرحلة المتوسطة وحدّها الأدنى أربع سنوات يدرس فيها جميع الآلات الموسيقية الشرقية والغربية بالإضافة إلى مادة الصولفيج والنظريات والتذوق الموسيقي، وتنتهي بالمرحلة المتقدمة وحدّها الأدنى سنتان يحصل الطالب بعدها على شهادة علمية تؤهله الدخول إلى المعهد العالي للموسيقا».

1- طلاب معهد محمود العجان في اللاذقية

أَقسَامُ المَعهَدِ

2- طلاب معهد العجان في إحدى حفلاتهم

يوجد في المعهد العديد من الأقسام تخبرنا عنها الأستاذة "شذى" فتقول: «يضم المعهد قسم الآلات الشرقية والآلات الوترية، وقسم البيانو وقسم الغناء، وقسم النفخيات والإيقاع، كما توجد أوركسترا شرقية، وأوركسترا كلاسيك باروك، وأوركسترا غيتار وأوركسترا عود، بالإضافة إلى وجود كورال متعدد الأصوات يغني بلغات مختلفة، وكورال للأطفال، وهناك صفوف لآلة الفلوت والكلارينت والكونترباص والتشيلو، وقسم للإيقاع الشرقي».

نَشَاطَاتُ وَمُشَارَكَاتُ المَعهَدِ

ولم يكن للمعهد الأثر فقط ضمن حدود "اللاذقية" بل كان له ولطلابه مشاركات مختلفة خارج المحافظة، وعن نشاطات ومشاركات المعهد تتابع الأستاذة "شذى": «يقيم المعهد نشاطاً موسيقياً سنوياً يقدم فيه نتاج العام من المواهب الموسيقية، ويكون بمناسبة ذكرى تأسيسه، وللمعهد مشاركة دائمة في يوم وزارة الثقافة، كما أن هناك مشاركات على المستوى العربي والمحلي والعالمي، حصلنا فيها على جوائز عديدة منها مشاركة مع منظمة "UNDP" ومشاركة مع الحزب القومي السوري بعنوان "إرادة الحياة"، إضافة إلى مشاركة في مطار "حميميم" مع الروس، وقام كل من سفراء "باكستان" و"الهند" بزيارة المعهد، وأبدوا اهتماماً كبيراً بالمواهب التي وجدوها عندنا، وهذا يدل على الجهود المبذولة لصقل وإظهار المواهب الكامنة لدى الأطفال، أما عن المراكز التي حققها المعهد، فقد تمكن الطلاب من إحراز مرتبة أولى عن فئتين عمريتين بمسابقة "صلحي الوادي" للبيانو، وبعضهم تمكن من الوصول إلى العالمية، فقد حصل الطفل "وديع نحال" على جائزة عالمية في عزف البيانو، والعديد من الأطفال كانوا من رواد الطلائع الأوائل على مستوى القطر سواء في الغناء أو العزف».

3- أساتذة معهد العجان في أحد دروس اختبار الطلاب

نَبذَةٌ عَن المُوسِيقِيِّ "محمود العجان"

ولد محمود العجان في "اللاذقية" عام 1916 لأسرة تضم عدداً كبيراً من المهتمين بالموسيقا، وبدأ بالعزف منذ عمر صغير على الكمان والعود، وعمل على تنمية موهبته الموسيقية لوحده لعدم وجود معاهد ومدارس الموسيقية، فكان كثير المطالعة والاتصال بالموسيقين المشهورين خارج "اللاذقية" حتى صار متعمقاً في قواعد الموسيقا العربية والغربية وتاريخهما.

ساهم في تأسيس "النادي الموسيقي" في اللاذقية عام 1945 وأسس فرقة موسيقية قادها بنفسه فازت بالجائزة الأولى في مباريات غناء الموشحات التي تقيمها وزارة الثقافة السورية عام 1945، وعمل مدرساً للموسيقا في معهد الإعداد الموسيقي، وألقى العشرات من المحاضرات في مجال الموسيقا.

من ألحانه التي نشرها ألحان فيلم "مرفأ اللاذقية" ومعزوفة على الكمان حملت اسم "من وحي علاء المعري" قدمها في موسكو عام 1957 نال على أثرها وساماً خاصاً ضمن تكريم خاص به.

نشر العديد من الكتب تضمنت مقطوعات موسيقية من تأليفه منها موسيقا استقبال وسماعي من مقامات راحة الأرواح وراست ونهاوند ونكريز وحجاز كار وصبا وغيرها من المقامات بالإضافة على العديد من الألحان والأناشيد التي لم تنشر.

من الكتب التي نشرها:

كتاب "تراثنا الموسيقي" وهو دراسة في الدور والصيغ الآلية العربية قالباً ولحناً عام 1990 والذي يعدّ المرجع الأبرز لدراسة القوالب الموسيقية، وتضمن تدوّين الكثير من الأدوار والسماعيات لكبار الموسيقيين لم تكن مدونة سابقاً.

كتاب "الليل والعين في التراث الموسيقي والشعري" عام 2001 تضمن تدوينات موسيقية لأدوار وسماعيات شهيرة.

توفي محمود العجان عام 2006 وما زال هناك العديد من الدراسات في فلسفة الإيقاع والموسيقا النظرية ومواضيع منوعة لم نشر له، وأُطلق اسمه على إحدى قاعات المركز الثقافي في "اللاذقية" إضافة إلى معهد موسيقي تابع لمديرية الثقافة عام 2013.