ولد بروح موسيقية قادته بشغف للتعلم والإبداع ليصبح باحثاً موسيقياً، متخصصاً في النظرية السلّمية (الأوكوردات، التوزيع الهارمني) ومدرس صولفيج غنائي، كما إن عمله كمخرج وممثل ساعده لتأليف الموسيقا التصويرية في المسرح العمالي، ولحّن قصائد وأغاني سياسية ووطنية وشعبية وأناشيداً دينية، وأقام عدداً من المهرجانات الفنية، منها مهرجان الأغنية السياسية والشعبية، والإنشاد الديني، وأصبح عضواً في إدارة جمعية المخترعين السوريين، وله براءتا اختراع في الموسيقا عن "قرص الكمال للمقامات الشرقية والحاسبة الآلية الكروماتيكية"، وحصل على عدة جوائز.
طُفُولَتُهُ
"مدونة الموسيقا" التقت الباحث الموسيقي "كمال الديري" ليحدثنا عن طفولته قائلاً: «أنا مولود في حماة 1957، نما ولعي بالموسيقا والغناء باكراً، ولازمت خالي "أحمد شوكة" العازف لآلتي العود والكمان، في الأمسيات الموسيقية مع رفاقه، الذين يتناولون في جلساتهم الأعمال الموسيقية الغنائية العربية وأشكال وقوالب التأليف الموسيقي ويتدارسون من خلالها الانتقالات الميولودية المقامية مما زاد فضولي وشغفي الموسيقيين لمتابعتهم، أستمع بصمت واهتمام شديدين لما يعزفونه ويتدارسونه، وأسترجع لأقراني وأقربائي في اليوم التالي ما سمعته من بعد الترنيم، فيتمثلون معي طرائق العزف والغناء مستخدمين أدوات المنزل، وفي أحد الأيام عثرت على بقايا عود محطم فقمت بجمعه ولصق ما نقص منه مستعيناً بمادة الورق والغراء، ومستعيناً بخالي لدوزانه، وبسبب انشغاله الدائم أرشدني لاتباع دورة موسيقية في معهد الثقافة الشعبية بـحماة عام 1975، وقدم لي عوده المصري هدية وتشجيعاً لي».
تَعلِيمُهُ وَمَهَامٍ أُوكِلَت لَهُ
تعلمت في مدارس حماة وتخرجت من كلية الآداب- قسم التاريخ، جامعة دمشق 1989، وموظف في شركة حديد حماة، ورسام هندسي صناعي، وعضو قيادة رابطة العمال في اتحاد شبيبة الثورة- رئيس لجنة الثقافة والسياحة والفنون، ساهمت في تأسيس المسرح العمالي وعضو إداري فيه لمدة 15 عاماً، ورئيس مجلس إدارة نادي الفارابي للموسيقا والتمثيل بـحماة، ومدير مهرجان الأغنية السياسية والشعبية.
نَشَاطَاتُهُ
يضيف الأستاذ الديري: «عملت في التمثيل والإخراج المسرحي، ونلت عدة جوائز محلية وعلى مستوى القطر، وتخصصت في النظرية السلّمية الأوكردات، التوزيع الهارمني، وأنتجت قرص "الكمال للمقامات الشرقية السورية" طبع عام 1985، وجدول مقامي الماجور والمينور الغربيين ومقام الراست الشرقي عام 1986، وأدرّس مادة الموسيقا والصولفيج الغنائي، وأعمل في تأليف الموسيقا التصويرية للمسرحيات، بالإضافة لمجموعة ألحان في مجال الأغنية الشعبية والسياسية، وقدمت منهاجاً دراسياً لوزارة الثقافة مدخل إلى عالم الموسيقا، والحاسبة الآلية الكروماتيكية لإستخراج واشتقاق وتحليل المقامات الموسيقية».
وأضاف الدكتور "محمد خير الحاج زين" عن معرفته بالفنان "كمال الديري" قائلاً: «هو الصديق الأصيل، والأستاذ القدير والأخ الوفي في الحياة، إنه يمتلك قلباً كبيراً يستوعب الطفل الصغير والشيخ الكبير، وعالم سوري حموي مبدع مخترع، وله في العلوم الفنية الباع العريض، فعلى أرض الواقع هو الأستاذ والمخرج والباحث والموثق للأصالة وحارس التراث الموروث والملحن والموسيقار على جميع الأصعدة الإنسانية والروحية والفنية العالمية، فهو ينثر الجمال في السهرات الباهرة التي نقيمها، إنه أستاذي تعلمت منه فن الغناء الديني وسيظل فارس الميادين بصدق إحساسه وألحانه وصوته الجميل، إنه الإنسان الفنان والموسيقي الملتزم».
ويتابع الدكتور "محمد خير الحاج زين" قائلاً: «قدم الأستاذ كمال أعمالاً مثل ("سورية" بلد الأمان) واللوحة السورية، وأنشودة وصية أب، وقدم في مهرجان الإنشاد الديني، وجوقة المحبة والإخاء، وقصيدة حكاية شوقي، ولحن قصيدة رحالة، وقصيدة أقبلوا لا تتركوني، وغدا هذا اللحن النشيد الرسمي في دور المسنين في سورية، وقدم لحنين لقصيدتين (أمي) وأناجيك أمين وإليك حواء، والعديد من الابتهالات منها قصيدة مناجاة».
وأضاف الأستاذ "عمار عقاد" عن الفنان "كمال الديري" قائلاً: «أعرفه منذ ربع قرن، وتزداد بمر السنين عبقاً ومحبة، وكانت البداية في نادي الفارابي عام 1991، بعد أصبح مديراً للنادي، ومن ثم في مكتبه سحر المدى للدراسات الموسيقية، حيث يقوم بنشر علمه الموسيقي لجميع من يقصد نهره الغزير العذب من أصدقاء وباحثين وموسيقيين، وطلاب مبتدئين، بروح مرحة وبشاشة، في مكتبه الذي سميته الصومعة، إنه المبدع والمخترع الفنان الذي له بصمة لن تمحى في مجال الموسيقا والفن بسورية والوطن العربي ومؤسس لجوقة المحبة والإخاء، وشارك بعدة حلقات تلفزيونية أهمها تجليات ليلة القدر، ومحمد رسول الإنسانية، والمسيح سيد السلام، وإليك حواء، والعزة لغزة».