"بشرى"، "بشّار"، "ميخائيل"... ثلاثةُ إخوة من عائلةِ "مَثلا" من قرية "قطينة" في ريف "حمص"، جمعتهم الموسيقا في مشروع أخذَ رواجاً جيّداً بفترةٍ قصيرة، "فاميلي تيون" مشروعٌ موسيقيّ مسرحهُ صفحةٌ خاصّة لهم على الفيسبوك فيها متابعون بمئات الآلاف يدعمون ويشجعون فكرة الإخوة المتميّزين دراسيّاً والمبدعين موسيقيّاً.
تَمَيُّزٌ دِرَاسِيٌّ وَمُيُولٌ عَدِيدَةٌ
"بشرى" طالبة سنة رابعة، و"بشّار" سنة ثانية في كليّة الطب البشري في جامعةِ "البعث"، "ميخائيل" ثاني ثانوي علمي ومتفوّق في دراسته أيضاً، هذا التميّز الدّراسيّ لم يحتكر ساعات أيام الإخوة منذُ الصّغر فما بينَ لعب الشّطرنج ومسابقاته ومطالعة الكتب وتعلّم الموسيقا وأولمبياد الرياضيات لـ"بشّار" كانوا ولا يزالون يقضون أوقاتهم.
فِكرَةُ المَشرُوعِ
مقطع فيديو على صفحة "سمّاعة حكيم" على الفيسبوك كانّ الشّرارة الأولى لفكرة المشروع لدى العائلة، غناء "بشرى" وعزف "بشّار" بمقطع مصوّر على صفحة تُعنى بذوي مهنةِ الطّبِّ ورواجه والتعليقات الإيجابيّة التي أتت، حفّزتهم لطرح موهبتهم مع أخوهم الثّالث من خلالِ صفحةٍ خاصّة بهم.
تَعَلُّمٌ ذَاتِيٌّ
انتشارٌ المعرفة على شبكة الإنترنيت دفعت هواتها للسّير بطرقٍ محددة يحددها أصحاب الهمم بالاستمرار وتنظيم الوقت، وهذا ما فعله الإخوة، يقول "بشّار": «قبيلَ المرحلة الابتدائيّة وأثناءها، تعلّمتُ على آلة الأورغ، لكن مع تقدم السّنين وتفاقم انقطاع الكهرباء علّمني والدي على العود فهو يعزف عليه، وبعدها غصتُ في مكامنِ هذه الآلة تلقائياً من خلال مقاطع اليوتيوب».
خطوة بخطوة بدأ بشّار تعلّم العود فمن السّماعي إلى الصّولفيج وقراءة نوتات الموسيقا التي يحضرها لهم والده، كما "بشرى" أيضاً والتي عمدت أيضاً إلى تعلم طريقةَ إلقاء الأغنية وألوانها وإضافة عُرب أو تقليل عرب مع المحافظة على الأصل منها.
خمس إلى ست ساعات يوميّاً ولشهور قضاها الإخوة في التعلّم والعزف والغناء الجماعي ليثمرَ المشروع ويُطرَح بشكلٍ جميل.
شُهرَةٌ مَحَلِّيَّةٌ جَيِّدَةٌ
مجالُ "السوشال ميديا" لا يحتمل المراوحة في المكان، فإمّا النّجاح أو الفشل، وهذا ما كانت تفكّرُ به العائلة، ولكن ومع إطلاق صفحتهم الخاصّة على منصّة الفيسبوك بدأت المتابعات من الأصدقاء والمحبين وتجاوزَت ألفين تقريباً، ومع بدء تنزيلِ المقاطع التي تجمعهم والمشاركات والتعليقات وإعجاب النّاس بفكرةِ الإخوة المتألقين في الأداء فاقَ عدد متابعيهم عشرين ألفاً بخمسةِ شهورٍ فقط.
يتفاوتُ وصولُ المقاطع من مقطعٍ لآخر، فهناك أغانٍ فاقت أربعة آلاف وأخرى وصلت لثلاثمئة ألف مشاهدة بسبب المشاركات الكبيرة.
تناقلت العديد من الوسائل الإعلامية المحليّة هذا المشروع وآخرها لقاء تلفزيوني معهم في المركز الإذاعي والتلفزيوني في المحافظة.
لَونُ الأَغَانِي
يعودُ تنوّعُ الأغاني التي تعمد إليه الفرقة إلى كسبِ أكبرِ عددٍ ممكن من المتابعين كلٌّ حسبَ ما يحبُّ، فغنوّا الشعبيّ البسيط وصوّروه بالقربِ من سدّ "قطينة" جالسين بهِ على الأرض، فهم يسعون في كلِّ مقطع يسجّلوه إلى تجسيد حالة الأغنية قدرَ الإمكان بكادرِ التصوير أو مكانه، وغنّوا القدود والطرب الأصيل والنمط الحديث منها.
يعمدُ الإخوة إلى إجراءِ تغييرٍ بسيط في الأغاني كاللّحن والعرب والوقفات، وذلك لمحدوديّة الآلات التي تشارك في العزف من جهة ولصبغِ عملهم بنمط خاصّ يميّزهم عن بقية الفرق من جهة أخرى.
أُغنِيَةٌ خَاصَّةٌ بِهِم
بعدَ كسبِ شهرةٍ جيّدة، فكّر الإخوة بإصدارِ أغنيةٍ خاصّة بهم وتسجيلها وتصويرها، والمميّز بها أنّها عملٌ شبابيّ بامتياز، فمن كتبَ كلماتها شابّة جامعيّة في كليّة الطب، ومن أخرجها أيضاً طالبٌ جامعيّ وألحان "بشار".
حملت هذه الأغنية الطابع الموسيقي الهادئ ولاقت رواجاً شجعهم -كما قالَ "ميخائيل"- على المتابعة والتفكير بإصدارِ أغانٍ جديدة والعمل على تسجيلها وتصويرها.
دَعمُ الأَهلِ
دعمُ الأهل التراكميّ منذ الصّغر ولّدَ العديد من المواهب والاهتمامات، "معروف مَثلا" والدُ الإخوة الثّلاثة يعزفُ على آلةِ العود وعمدَ وأمهم "ف. ل" إلى ملء وقتهم بالأنشطة والمشاركة بفعاليات توّسعُ نطاقَ تفكيرهم وتدمجهم بالمجتمع من جهة وتساعدهم على تنظيم وقتهم من جهة أخرى.
وتبيّن "بشرى": «لم أكن مصرّة كثيراً على فكرة المشروع لأنّه بحاجة لالتزام وتفريغ وقت واستمراريّة، ولم يكن لديّ الخوف من فكرة عدم تقبّل النّاس لما نقدّم، فاجتمعنا سويّاً على تجريب الفكرة ووضع جميع الاحتمالات الممكنة والفشل قبلَ النّجاح».