لم تتميز فرقة ألوندرا باسمها الإسباني الذي يعني "الطائر الملون الحر"، بل تميزت بكونها ضمت ودعمت وشجعت المواهب الأنثوية في مختلف أنواع الفنون، وعملت وما تزال على نشرها وتقديمها للعالم المحلي والعالمي.
بِدَايَاتُ الفِرقَةِ
عملت "مانيا الحلبي" مديرة الفرقة ومشرفة الفنون الراقصة على تقديم مشروع خاص بالإناث يقدم مهاراتهم في مختلف أنواع الفنون، لذا كانت فرقة ألوندرا التي قالت عن تأسيسها: «أحببت أن أقوم بعمل يعطي فرصة للإناث لإبراز مواهبهم في أي مجال فني، لذا جاءت فكرة الفرقة التي ضمت جميع المواهب ولم تقتصر فقط على الرقص والغناء والموسيقا بل ضمت كل شيء يتعلق بالفنون لتكون شاملة وتجمع أكبر عدد من الصبايا، وتشجعتُ أكثر لأنجز الفكرة بعد معرفتي أن الفرق الخاصة بالإناث قليلة بل نادرة، فكانت فرقة ألوندرا التي استوحينا اسمها من اسم أنثى طائر ملون موجود في إسبانيا، ومن هذه الألوان استمدينا الأمل، الفرح، التفاني، الصدق والطاقة الإيجابية، ويتميز هذا الطير بأنه لا يستطيع العيش إلا حراً يطير في الغابات وبين الأشجار، ويموت بعد يوم واحد من تقيد حريته وسجنه، لذا اخترنا هذا الاسم كون الفرقة مخصصة للإناث وتقدم كل أنواع الفنون».
فُنُونٌ مُتَنَوِّعَةٌ
تحتضن فرقة ألوندرا مختلف أنواع الفنون، وعنها تقول "مانيا": «تقدم الفرقة الفنون الراقصة المتنوعة من فنون شعبية، الرقص الشرقي، الرقص الغربي، الرقص الهندي، الرقص الإسباني، وبعض اللوحات المقتبسة من عروض عالمية نعمل على تقديمها بأسلوبنا الخاص، حيث نعمل على تجسيدها بحجم مصغر إن كانت ضخمة، أو إعادة تشكيلها بطريقة ألطف كون الطابع الأنثوي هو الطاغي على الفرقة، وبحسب الإمكانيات المتاحة لدينا، أما بالنسبة للفنون الموسيقية تقدم الفرقة المواهب التي تمتلك الصوت الجميل سواء بالغناء الإفرادي أو الجماعي، إضافة مواهب العزف على مختلف الآلات الموسيقية والصعوبة التي تواجهنا في هذا المجال هو إيجاد الإناث العازفات على الآلات الإيقاعية مثلاً أو على آلة التشيللو».
أَعضَاءُ الفِرقَةِ
تابعت "مانيا" الحديث عن الشروط الواجب توافرها للإناث اللواتي يرغبن بالانضمام للفرقة: «يمكن لأي فتاة تمتلك موهبة وترغب في أن تقدمها على المسرح أن تكون ضمن الفرقة، أما بالنسبة للأعمار فهي من 12 حتى 45 سنة، وفي السنوات القادمة سيتم فتح باب الانتساب للأعمار المتقدمة لأن العمر مجرد رقم والموهبة تبقى موجودة وتحتاج فقط لإتاحة المجال لها لتظهر، ولأن الأنثى قادرة على العطاء وتقديم الحب والفرح والأمل في أي عمر، وسنعمل على تشجيع المواهب ودعمها وتقديمها على المستوى العربي وعلى المستوى العالمي مستقبلاً خاصة وأننا نعمل على تقديم الأعمال على شكل فيديوهات مصورة».
عُرُوضُ الفِرقَةِ
قدمت الفرقة عدّة أعمال في مختلف أنواع الفنون من الرقص والغناء والموسيقا وتتحدث عنها "مانيا": «تأسست الفرقة منذ عامين، فكان العام الأول عام التحضيرات والتدريب والعمل لتقديم الأفضل، وكانت فترة صعبة كوننا افتقدنا للدعم المادي فاعتمدنا على الاشتراكات من الفرقة وأفراد فريق العمل حتى استطعنا تأمين الألبسة والاكسسورات التي نحتاجها للأعمال التي نقدمها، وهناك بعض الاكسسوارات قامت بنات الفرقة بمساعدتنا في تجهيزها بعد أن تعلمنا صناعتها، وواجهتنا الكثير من الصعوبات حتى استطعنا إطلاق حفلنا الأول الذي كان على مسرح دار الأسد للثقافة في السويداء، وبالرغم من التأخير والإمكانيات البسيطة حقق العرض نجاحاً لافتاً فقد وصل عدد الحضور إلى حوالي 900 شخص، وقدمت 32 فتاة عرضاً تخللته فقرات من الغناء والعزف والفنون الراقصة، ومن الأعمال الراقصة التي قدمتها الفرقة رقصة مقتبسة من فرقة مياس، ورقص التراث الشعبي الخاص بالسويداء كزفة العروس، وفقرات من الرقص الهندي ورقص البوب، أما الفقرات الغنائية والموسيقية التي أشرف على تدريبهم المايسترو أوج أبو زيد، فكانت أغنية الشحرورة صباح زقفة زقفة ياشباب قدمتها مجموعة من الفتيات، وبعض الأغاني الفردية التي تفاعل معها الجمهور بشكل لافت فقد كانت أغاني قديمة تم تقديمها بتوزيع جديد».
خُطَطٌ مُستَقبَلِيَّةٌ
وعن الخطوات القادمة تقول "مانيا": «بعد نجاح العرض الأول نعمل حالياً للتحضير لعرض أكبر في الصيف القادم، وتم تحديد الصيف موعداً نظراً لتفاوت الأعمار للإناث والتزامهم بالمدارس والجامعات والامتحانات، ونطمح إلى تقديم عروضنا خارج سورية بعد أن نجد من يقدم لنا الدعم الكافي كون هذه الخطوة تحتاج إلى دعم مادي كبير، وتتابع الفرقة تدريباتها وتعمل بالتعاون مع مؤسسة برادوريت للفنون الشاملة التي احتضنت الفرقة منذ تأسيسها وقدمت الدعم اللوجستي لها على تصوير العديد من الفيديوهات وسيتم طرح ألبوم خاص بالفرقة ونشره على مستوى الوطن العربي».
عَن الفِرقَةِ
يتحدث الأستاذ "أوج أبو زيد" المسؤول عن الجانب الفني الموسيقي لفرقة ألوندرا، عن الفرقة وتواجدها في المجتمع ودوره مع الفرقة: «من دون شك المرأة هي نصف المجتمع ووجودها بشكل فني جزء لا يتجزأ من العالم، ولفرقة ألوندرا نكهة خاصة في عالم الفن حيث أقوم شخصياً بتدريبهم ودعمهم وصقلهم أكاديمياً سواء نظرياً وعملياً، وكان الاهتمام الأول والكبير تعلم قراءة النوطة بشكل دقيق، لأن تعلمه يحتاج إلى جهد ووقت كبير وصبر، ويساعد المغنية أن تصبح ذات سوية أكاديمية عالية لأن نوتات الغناء تعتبر من النوتات الحساسة والصعبة للغاية، ويجب على كل مغنية الانتباه إلى نغمة ولحن كل نوتة مع مراعاة تقسيم الجمل في اللغة العربية وتحويلهم إلى ما يتناسب مع التقطيع اللغوي المناسب، الأمر الذي يجعل المغنية دقيقة الانتباه إلى مخارج الحروف وقواعد الغناء سواء كان عربي أو كلاسيكي، والأمر كذلك يعود للموسيقيات وعلى كل عازفة أن تعزف دورها فقط مع توزيع جديد ومعاصر لأغاني الطقطوقة والطرب والتراث، فأنا أعمل على تدريب الكورال والموسيقا كل منهم على حدة، وعندما أجدهم في حالة الجهوزية التامة أقوم بدمج الفرقة بشكل كامل مع مراعاة الإيقاع المناسب لكل قطعة، مع ربط الكورال بالفرقة الموسيقية، وإن وجود هكذا فرق في الوسط الفني يعدّ من الأمور المهمة جداً في عالم التنويع الفني والموسيقي والثقافي».