كان لنشأته في كنف عائلة فنية الدور الكبير في أن يتعلم ألف باء الموسيقا، وساعده حضوره للحفلات التي كانت تقام في منزل جده لكبار النجوم على التعرف على مختلف أنواع فنون الموسيقا والغناء، فكانت القلم الذي رسم بواسطته طريقه في مجال الموسيقا.

البِدَايَةُ

أن تولد في عائلة فنية يعني أن تعيش بين الألحان والأنغام والموسيقا، وهي الحياة التي حظي بها "أحمد جارور" والتي تحدث عنها لـ"مدونة الموسيقا": «أنتمي إلى عائلة فنية عريقة، وعمل والدي على تنمية الحسّ الموسيقي لدي وتشجيعي على المضي في المجال الموسيقي، وكان لحضوري البروفات الموسيقية التي كانت تقام في بيت جدي لأكبر نجوم الغناء في فترة الثمانينيات الدور الأكبر لزيادة شغفي وحبّي للموسيقا، لذا وعند دخولي إلى المدرسة كنت من أوائل المشاركين في الأنشطة الطلائعية والاحتفالات المدرسية الرسمية، إلى جانب دراستي للموسيقا في المعهد العربي للموسيقا في دمشق، لأنتقل بعد الطلائع إلى المشاركة في الأنشطة التي تقيمها الشبيبة في عدّة مجالات مختلفة كالعزف والغناء والتمثيل وحصلت فيها على العديد من الجوائز التقديرية، وبعد تخرجي من المعهد العربي للموسيقا تابعت الدراسة في المعهد العالي للموسيقى وتخرجت وانتسبت إلى نقابة الفنانين السوريين».

ويتابع الحديث عن اختياره إتقان العزف على آلة القانون، فيقول: «كان لوالدي التأثير الأكبر في اتجاهي لتعلم العزف على آلة القانون، وذلك لما تتمتع به هذه الآلة من القدرة على إظهار كافة النغمات الموسيقية من مختلف الطبقات الموسيقية المعروفة، ولمجالها الإبداعي الواسع، كما أن عازف القانون يتألق بالعزف على هذه الآلة الصعبة، وقد واجهت العديد من الصعوبات عند بدابة تعلمي خاصة عندما كنت أرفق الغناء مع العزف، بالإضافة إلى أن الآلة الوترية تتميز بأنها تساعدك على أن تصنع من الجماد إحساساً موسيقياً رائعاً لا يملكه إلا صاحب حس مرهف على عكس الآلة الإلكترونية التي تبدو جامدة وخالية من الإحساس».

1- عازف القانون أحمد جارور

أَهَمُّ المَحَطَّاتِ

2- أحمد جارور في إحدى إطلالاته بالزيّ التراثي

يتخلل الحياة محطات عبور يمرّ بها الإنسان تترك فيه الأثر ويترك أثره فيها، تؤثر فيه وبشخصيته ومهاراته وتعطيه الدروس التي تساعده على تقديم العمل المميز، وعن هذه المحطات التي أثرت في مسيرة حياة "أحمد" الموسيقية، يقول: «أعتبر كل فترة من حياتي محطة مهمة أضافت لي المعرفة والخبرة والمهارة، بدءاً من حضوري للبروفات الموسيقية في أيام الثمانينيات عندما كنت صغيراً، ومشاركاتي الفنية في مرحلة الصبا والشباب، وصولاً إلى المحطة التي أعتبرها من المحطات المهمة وهي عندما تتلمذت الغناء على يد الفنان الراحل مروان محفوظ من مدرسة الرحابنة، لتكون المحطة المهمة التالية والتي تعتبر أكثر من محطة وهي مشاركتي في العديد من المهرجانات والأمسيات العربية في الوطن العربي والعالم، إضافة إلى عزفي مع كبار الفنانين العرب كـ "الشحرورة صباح، وليد توفيق، عاصي الحلاني، وائل كفوري، وائل جسار، فارس كرم، رامي عياش، ماجد المهندس، مروان محفوظ، هاني العمري، كاظم الساهر، إلياس كرم، علي الديك، محمد عبده، عبادي الجوهر، هولو غرام، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ"، ومن أكثر المحطات التي تركت الأثر الأكبر بنفسي كانت سماع الملحن الكبير فاروق سلامة لصوتي وإعجابه به لذلك قام بمنحي لحن لأغنيتي "أنا عاشق ومغرم فيكي"، ومن المحطات المهمة أيضاً تكريمي من دولة الإمارات العربية المتحدة ومنحي الإقامة الذهبية من فئة المبدعين في العالم».

عَلَى المَسرَحِ

يبقى للوقوف على المسرح الرهبة الخاصة به والتي تختلف من شخص لآخر ومن مكان لآخر، كما أن الجمهور دور كبير في بذل الجهد الأكبر لتقديم الأفضل، وعن الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور المستمع يقول "أحمد": «لا أزال أشعر بالرهبة عند الوقوف على المسرح أمام الجمهور بالرغم من أنني قدمت الكثير من الحفلات منذ الطفولة، وهذه الرهبة غير ناتجة عن انعدام الثقة بالنفس، بل تنتج عن احترام الفنان للجمهور الذي جاء ليسمع الأفضل، لذا واجب على الفنان أن يقدم الأفضل له، وتختلف هذه الرهبة من مكان لآخر ومن بلد لآخر أيضاً، فلكل جمهور ومسرح ذوقه الخاص، فقد يكون ما يقدم على مسرح ما لا يتقبله الجمهور في مسرح آخر، لأن الناس في نهاية الأمر أذواق مختلفة، لذا أحرص دائماً على انتقاء المناسب للمكان، وتقديم الموسيقا الأفضل للمستمعين».

3- أحمد جارور مع الفنان كاظم الساهر
4- مع الفنان عبادي الجوهر