بصوت أنثوي جذاب لفتت الموسيقية "مها الحموي" مسامع الناس مجدداً للأغاني والمواويل الأصيلة، ولكن هذه المرة بحنجرة ذهبية امتلكتها الشابة "مها" منذ طفولتها وأيقنت مع الوقت وبكل محبتها للفن أن موهبتها وحبها للغناء والموسيقا لن تقف عند هذا الحد وقررت ترجمة حلمها بالتدريب والدراسة والمتابعة.
مَيلٌ لِلفُنُونِ الشَّعبِيَّةِ
«اكتشفتُ عائلتي موهبتي منذ الصغر، فجميعنا كعائلة نغنّي بدافع الشغف والحب بدايةً خصوصاً لناحية الطرب والأغاني القديمة الجميلة»... تقول الموسيقية "مها الحموي" في حديثها لموقع "مدونة الموسيقا" وتتابع: «كان لدينا ميل غنائي وموسيقي جميل بالفطرة، وتجلى ذلك في محبتي باستمرار أنا وإخوتي لسماع وغناء ما يذاع أو يعرض على المحطات الإذاعية والتلفزيونية في مرحلة الطفولة، فأصبحت عندنا محبة راسخة للفنون الشعبية، وما لفت انتباه والداي حقيقة هو حبي وتعلقي بشكل خاص باللغة العربية كمحادثة وكتابة، ما ولّد عندي اهتماماً إضافياً بموضوع الشعر والفصاحة فكنت أكتب أبياتاً من الشعر وأردد الأغاني والمواويل بعد مشاهدتي أو سماعي لمطربين كبار قديماً كأم كلثوم كنت أراقبها على الشاشة كيف تغني، ما زاد في تعلقي بالموسيقا بشكل أكبر، وكان والدي بين الحين والآخر يعزف على العود ويناقشني دائماً بالموسيقا وتفاصيلها ويشجعني على حفظ الأغاني وسماعها».
اِهتِمَامٌ بِالقَوَالِبِ المُوسِيقِيَّةِ
أُرسلتُ إلى المدرسة التطبيقية التابعة لمنظمة طلائع البعث عندما كنت في المرحلة الابتدائية تقول "مها الحموي" وتضيف: «وتقدمت لفحص الروّاد، ونلتُ فيه -لمدة سنتين- المركز الأول، لأسافر بعد ذلك في بعثة إلى مؤتمر الأطفال العرب في عمان " الأردن" برعاية الملكة نور الحسين وبمشاركة عدد من المتسابقين من كل دول العالم وبحضور نجوم ومشاهير عرب وأجانب وقدمت بالمهرجان أغنيتين باللغتين العربية والإنكليزية، كما شاركت لاحقاً ضمن سورية في العديد من الحفلات منذ الطفولة حتى الشباب، وبالأضافة لكوني عضواً من أعضاء فرقة شباب سورية للشبيبة كان يدرسنا كل من الأساتذة الموسيقيين "مهدي إبراهيم ونزيه أسعد وعمار العساني" وذلك لمدة سنوات وأذكر على مدار العام كان هناك معسكران وكنا كطلاب نحيي حفلات مهمة في فترة ما قبل الحرب ما بين أعوام 2008- 2010 وهي من الفترات المميزة بالنسبة لي، كنت أشارك بحفلات ضخمة أضافت لي الكثير لاسيما أن التواصل الدائم مع الأساتذة، كنا نشتغل قوالب أكاديمية أو قوالب موسيقية احترافية "موشحات وقدود وقصائد" وهذا التواصل مع الأساتذة والطلاب زادني خبرة وتعلم فاستفدت منهم الكثير ومن بين العروض الموسيقية التي قدمتها في مسارح عديدة حفلات قصر المؤتمرات ومعرض دمشق الدولي ومسرح بصرى الأثري وسينما الكندي في حمص وأماكن عديدة أخرى، كل هذه التجارب أضافت لي خبرة كبيرة وأغنت مخزوني الغنائي بلا شك».
قلّةٌ في البَاحِثين الموسيقيين!
وتتابع "مها" أن حلمها دراسة الموسيقا أكاديمياً في فترة ما قبل دخول الجامعة وتتحدث في هذا الخصوص: «تقدمت على مفاضلة الموسيقا ودرست اختصاص غناء غربي في الكلية وتعرفت على ثقافة ولون جديد، ثم درست لمدة سنتين درست تدريب صوت وصولفيج وغناء كان عندي حفلات على مستوى سورية، وكنت أسجل أغاني في الإذاعة والتلفزيون بمناسبة مهرجان الطفل لمدة ست سنوات (كان هذا بمرحلة الطفولة)، درست في جامعة البعث بكلية الموسيقا بمدينة "حمص" كنتُ الأولى على الجامعة لمدة أربع سنوات، بعد ذلك أوفدتُ إلى روسيا وشاركت بعدة حفلات قدمت فيها فيها أغاني عربية وروسية كما درست اللغة الروسية لمدة سنة ثم ماجستير سنتين أما بالنسبة لتحضيري لدراسة الدكتوراه فهي تخص موضوع دراسة الغناء التقليدي بسورية والذي يعتمد على تدريب الصوت على الغناء الشرقي وطبعاً يوجد خلط بهذا الموضوع بالعموم بالمؤسسات التعليمية خصوصاً في عدة دول من حيث استخدام تقنية الغناء الغربي لتطوير الغناء الشرقي، وبرأيي هذا الموضوع مختلف لأنه من الضروري تحضير طالب الغناء الشرقي بطريقة مختلفة، والتقصير بهذا الموضوع هو بسبب قلة الباحثين بالموسيقا الشرقية وإنْ وجدَ باحثٌ ما فهناك تضارب بوجهات النظر، ولإحداث التطور لابد من وجود عمل جماعي بهذا الموضوع».
جَمَالِيَّةُ الغِنَاءِ القَدِيمِ لَا تَتَكَرَّرُ
أميل للغناء التراثي أو للغناء القديم لمحبتي والثقافة التي تكونت عندي منذ الطفولة تشير في حديثها مها وتضيف بالقول: «أصبحت أسمع بدقة وألمس جمالية لم أرها بكل ما هو جديد اليوم، ودائماً عندما أغني كنت أختار الأغاني القديمة أو الشعبية دائماً لأنه باعتقادي أن اللحن كان مشغولاً بطريقة احترافية وصادقة أكثر أو كانت الحياة في الزمن القديم أبسط، أما عن مشاركتي بغناء شارة النهاية لمسلسل الزند "ذئب العاصي" فقد كانت عن طريق الصدفة عندما كان الموسيقي "آرى جان سرحان" يبحث عن صوت مناسب لبيئة العمل... وسمع مقطع فيديو لي كنتُ قد أديتُ فيه لوناً مشابهاً للمطلوب، فتمّ اختياري وكنت سعيدة جداً بهذه التجربة وبالعمل مع موسيقي شغوف ومثقف، وبالعموم محبة الناس أسعدتني جداً، ولاشك أن السوريين والعرب أينما كانوا متشوقون جداً لسماع موسيقا سورية أصيلة جميلة وقريبة من القلوب والمسامع يوقت».