جذبته الآلات الإيقاعية منذ أن مسك آلة الموسيقا، وعزف على العديد من الآلات إلى أن تعرف على آلة الماريمبا لتصبح رفيقة دربه الموسيقي، فهي الآلة التي ساعدته على عزف ألحانه الخاصة بالطريقة المميزة التي يرغب في إيصالها المستمع.

البِدَايَةُ فِي المُوسِيقَا

بدأ "الياس عبود" عازف آلة الإيقاع رحلته مع الموسيقا بالعزف مع فرقة الكشاف، ليتابع مسيرته بالدراسة الأكاديمية ويختص بالآلات الإيقاعية فيقول عن البداية: «بدأت العزف مع فرقة الكشافة في جديدة عرطوز، وكانت آلة السنير هي أول آلة أقوم بالعزف عليها، لأنتقل بعدها إلى تعلم العزف على آلة الدرامز حتى انضممت إلى المعهد العالي للموسيقا في دمشق وتعرفت على العديد من الآلات التي لم أكن أعرفها كالماريمبا والفايبروفون وغيرها، وبعد أن أنهيت دراستي في المعهد قررت متابعة الدراسة والتحقت بأكاديمية "‎بارينيوم سعيد أكاديمي" في مدينة برلين وتخرجت منها اختصاص إيقاع، ‎مع فصل خارجي بمادة التأليف من جامعة "هانز ايسلر" في برلين».

الآَلَاتُ الإِيقَاعِيَّةُ وَآَلَةُ الماريمبا

اختار "الياس" آلة الماريمبا منذ أن تعرف عليها في المعهد وسمع صوتها ووجدها الآلة الإيقاعية التي يمكن أن تساعده في تقديم اللحن الذي يريده بالطريقة المطلوبة، وعنها يقول: «ترتبط الآلات الإيقاعية بكل شخص بشكل أو بآخر، وتجد أن كل شيء بالحياة يسير وفق إيقاع محدد، ونحن نعبر عن هذا الشيء عن طريق الآلات الإيقاعية التي تعتبر من أول الآلات الموسيقية التي صنعها الإنسان عن طريق استخدام ما تحويه الطبيعة من عصي وحجارة وثمار القرع وجذوع الأشجار المجوفة وجلود الحيوانات وغيرها لصناعتها، أما عن اختياري لآلة الماريمبا فذلك لأنها الآلة التي منذ أن تعرفت عليها عند انضمامي إلى المعهد العالي للموسيقا استطعت بواسطتها عزف ألحان مؤلفاتي الموسيقية بالطريقة التي أرغب بها بخلاف آلة السنير، وبالتالي يمكنني إيصال إحساسي الموسيقي للمستمع وأكون أكثر قرباً منه».

1- الياس عبود
2- الياس عبود في إحدى حفلاته

المَحَطَّاتُ المُهِمَّةُ خِلَالَ مَسِيرَتِهِ

3- مع آلته الماريمبا

مرّ "الياس" بالعديد من المحطات المهمة خلال مسيرته الموسيقية التي لاتزال مستمرة وعنها يتحدث: «خلال الفترة التي تواجدت فيها بالبلاد كنت جزءاً من فرقة "بيركومانيا" التي أسّسها الأستاذ "سيمون مريش" وكانت مختصة بالآلات الإيقاعيّة، هي تجربتي الأولى بالعزف مع فرقة متخصصة ومكونة فقط من الآلات الإيقاعية، وتعلمت منها أهمية العزف الجماعي، تطورت هذه الخبرة أكثر بعد مشاركتي ببعض الحفلات مع الأوركسترا الوطنية السوريّة تحت قيادة الأستاذ "ميساك باغبودريان"، أما بعد إنهاء دراستي في ألمانيا انضممت إلى اوركسترا "West-Eastern Divan" بقيادة "دانييل بارببويم"، و‎شكلت مع ثلاثة أصدقاء موسيقيين سوريّين "فرقة رَمَل" التي نقدّم من خلالها مؤلفاتنا، وبعض المشاريع المشتركة مع موسيقيين من جنسيات مختلفة، إضافة إلى تقديم الموسيقا السورية المعاصرة، ومن المحطات المهمة أيضاً حصولي على منحة لتأليف أول ألبوم خاص بمؤلفاتي والذي سيتم إطلاقه قريباً».

ويتابع "الياس" الحديث عن المشاريع الموسيقية المنفردة والمشتركة مع الموسيقيين: «أسست مع زميلتي عازفة الإيقاع "روشاناك رافاني" فرقة متخصصة بالآلات الإيقاعية ونقوم باستضافة عازفين إيقاع كضيوف للعزف مع الفرقة، أما عن المشاريع التي أشارك فيها كعازف أوركسترا ‏Pierre Boulez Ensemble للموسيقا المعاصرة، وأوركسترا ‏Asambura Ensemble للموسيقا متعددة الثقافات، وقدمت عدّة ورشات عمل مع مشروع let’s get loud together وكانت عبارة عن تعليم الأطفال بناء الآلات الموسيقية الإيقاعية وتدريبهم على العزف عليها واختتام الورشة بحفلة يقدم فيها الأطفال نتاج ما تعلموه، ويعتبر من أهم المشاريع بالنسبة لي لأنه المشروع الأول من نتاج أفكاري وتنفيذي بشكل كامل بالإضافة إلى الرسالة التي أوصلتها للأطفال عن الآلات الإيقاعية».

وعن منحة التأليف الموسيقي والتي تعتبر محطة مهمة في مسيرة "الياس" يقول: «حصلت على منحة عن طريق مؤسسة آفاق لتسجيل ألبومي الخاص الذي يتألف من سبعة مقاطع موسيقية تتضمّن آلات وألوان موسيقية جديدة، ضمن إطار العمل على الموسيقا الشرقية، وتظهر في العمل بعض المؤثرات الموسيقية الغربية في حضور آلات كالماريمبا والفيبرافون كما في التشكيل والهارموني، وإن استحضار عناصر جديدة في تأليف الموسيقا الشرقية من شأنه أن يُسلّط ضوءاً جديداً لفهم العمل».

المَسرَحُ وَالجُمهُورُ

يبقى للمسرح رهبته التي لا تتغير سواء كان في بلاد عربية أو غربية، فيقول عنه "الياس": «يبقى المسرح هو ذاته سواء كان في دولة عربية أو أجنبية، لكن الرهبة تبقى موجودة بغض النظر عن المكان الذي يتواجد به، وأفتخر دوماً بأنني عازف سوري يقف على خشبات مسارح عالمية، أما بالنسبة للجمهور من الأكيد أنه يختلف من مكان لآخر فلكل مجتمع ثقافة معينة وموسيقا مفضلة اعتاد على سماعها، ويبقى الجمهور هو الحكم على ما نقدمه فالموسيقي يسعى لتقديم أفضل ما لديه لجمهور ذواق للموسيقا يستطيع التمييز بين العمل الجيد والعمل المميز بغض النظر عن الاختلاف الثقافي فهو بشكل فطري واعٍ للمستوى الموسيقي الذي يقدمه العازف».