يَعتبر المايسترو "أحمد العلي" أن الموسيقا الشرقية تُمثل هويةً مميزة للموسيقيّ الشرقي، لذلك سعى إلى التعمق في دراستها، بالإضافة إلى تجربته الواسعة في مجال التأليف والتوزيع الموسيقي.
بِدَايَاتٌ
في حديثه لـ"مدونة الموسيقا" قال المايسترو "أحمد علي": «نشأت في عائلة موسيقية، وبدايتي كانت مع العزف على آلة الغيتار، ثم تابعت مع آلة الدرامز، حينئذٍ كنت أعزف الأغاني والألحان المعروفة عن طريق السمع من دون الرجوع إلى أي نوتة موسيقية، وفي ذلك الوقت كنت أحب موسيقا الروك والبلوز والبوب، بالإضافة إلى الموسيقا الشرقية المحلية، كما كنت في بعض الأحيان أكتب كلمات بعض الأغاني والألحان البسيطة.
وبعد الثانوية بدأت الدراسة في المعهد العالي للموسيقا، وتخصصت في الإيقاع الكلاسيكي على آلة "الماريمبا– فيبرافون"، والتي تعتبر من آلات الإيقاع اللحنية، ذلك إلى جانب دراستي لآلة الغيتار التي هي آلة التخصص الثانية في المعهد».
فِي التَّألِيفِ المُوسِيقِيِّ
من خلال دراسته في المعهد العالي للموسيقا في "دمشق" بدأ "علي" بالتعرف بشكل معمق على مختلف الأنماط الموسيقية، واجتهد من ناحية التعرف على ثقافات موسيقية متنوعة، لكن الأساس بالنسبة له كان تخصصه الأساسي في الموسيقا الكلاسيكية، ويقول: «كذلك كنت دائم السعي للتعمق أكثر في دراسة الموسيقا الشرقية، فهي من وجهة نظري تمثل هويتنا كموسيقيين شرقيين، ثم لاحقاً توجهت نحو توسيع وتطوير تجربتي الموسيقية فبدأت في التأليف الموسيقي، مستفيداً من دراستي الأكاديمية في مجال الموسيقا، فكتبت مؤلفات في الموسيقا الآلية الكلاسيكية والشرقية التي تعتمد أساساً على الآلات من دون غناء مرافق، وألفت العديد من المقطوعات لعدد من التشكيلات الموسيقية وهي: صولو فيبرافون بعنوان "هدوء"، وصولو ماريمبا، وصولو بيانو "بين الغيوم"، وثنائي ماريمبا وبيانو "سماعي حجاز"، وثنائي غيتار وكمان "نوستالجيا"، أيضاً ثنائي تشيللو وبيانو "سماعي نهوند"، ورباعي إيقاع 2 ماريمبا و2 فيبرافون "ميدلي شرقي"، وخماسي فلوت وقانون وكمان وفيولا وتشيللو "سماعي نهوند" للمؤلف "جوكسيل باكتا غير" لأوركسترا شرقية، سماعي محير كردي لفرقة إيقاعية، وXylophone Tone لفرقة إيقاعية ووتريات Elements، هذا إلى جانب توزيع العديد من الأغاني والمقطوعات الموسيقية.
وبعد التخرج من المعهد العالي للموسيقا بدأت بتأسيس بعض المشاريع الموسيقية كان أولها لمعهد "صلحي الوادي" التابع لوزارة الثقافة السورية وهو "أوركسترا الإيقاع" للأطفال حتى عمر 18 عاماً، والتي تقدم الآلات الإيقاعية اللحنية من خلال مقطوعات موسيقية شرقية وغربية وكلاسيكية قمت بتأليفها أو توزيعها خصيصاً للفرقة، كما أقمنا للأوركسترا حفلاً على خشبة مسرح ثقافي "دمر".
ثم أسستُ فرقة حملت اسم "شرق وغرب" تجمع بين الآلات الشرقية والغربية "كمان وعود وقانون وغيتار وترومبيت وترومبون وبيانو وبيزغيتار وبيركاشن ودرامز"، وتقدم الفرقة موسيقا آلية من خلال أعمال موسيقية قمت بتأليفها خصيصاً لهذا التشكيل الموسيقي، والتي تحمل طابع الموسيقا التصويرية الدرامية، وأقامت الفرقة حفلاً في "قصر العظم" حيث لاقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور، وشكل الحفل تحدياً كبيراً نظراً لأن الجمهور غير معتاد على فكرة الموسيقا الآلية من دون غناء مرافق».
مُشَارَكَاتٌ
للفنان "أحمد علي" مشاركات متعددة في التوزيع الموسيقي لعدة أوركسترات وفرق في عدد من المناسبات منها: أوركسترا "شام" الإيقاعية بقيادة المايسترو "علي أحمد"، وأوركسترا النفخيات السورية بقيادة المايسترو "إيهاب قطيش"، وأوركسترا الموسيقا العربية لمعهد "صلحي الوادي" بقيادة المايسترو "مهدي المهدي"، وأوركسترا الغيتار لمعهد "صلحي الوادي" أيضاً بقيادة المايسترو "يزن الجاجة" وفرقة "بيركومانيا" بقيادة المايسترو "سيمون مريش".
وكان له مشاركة متميزة في تكريم الفنانة الراحلة "ميادة بسيليس" من خلال توزيع إحدى أغنياتها في حفل لأوركسترا النفخيات السورية، أيضاً مشاركة مهمة مع المايسترو "طاهر مامللي" في إعداد بعض أغانيه في إحدى حفلات دار الأوبرا في "دمشق".
ويختم بالقول: «فيما يخص مشاركاتي كعازف فقد كانت متنوعة مع عدد من الفرق والأوركسترات منها الأوركسترا السيمفونية السورية، وأوركسترا النفخيات السورية، وأوركسترا "ماري"، وأوركسترا "شام" الإيقاعية، وأوركسترا "ندى" وأوركسترا "أورفيوس" وفرقة "بيركومانيا".
إلى جانب حفلة صولو (عازف منفرد) قدمتها على مسرح المركز الثقافي في "حمص"، كما قدمت خلال الحفل ذاته عدداً من الأعمال الكلاسيكية والمؤلفات على آلة الماريمبا».