"محمد زريق" المولود في "سلمية" 1986 تحدى إعاقته البصرية منذ ولادته، وأكمل تحصيله العلمي ونال الثانوية العامة، تتلمذ على يد الفنان "وجد الحموي" في العزف على آلة الكمان، علّم الموسيقا في معهد "رامي السلوم"، ثم افتتح عام 2015 معهد "شام" خاصته وشكل فرقة موسيقية وقدم العروض في "سلمية" ومركز ثقافي "برّي الشرقي"، وما زال يخرّج أجيالاً في تعليم الموسيقا.
الطُفُولَةُ
"مدونة الموسيقا" التقت عازف الكمان "محمد زريق" ليحدثنا عن بداياته مع آلة الكمان قائلاً:
«بدأت طفولتي بالعزف على البيانو، وكانت أجمل لحظات حياتي هي لعبة التحدي في تسمية المعزوفات الغربية بيني وبين أخي، عندما بلغت من العمر 23 عاماً التحقت بدورة تدريبية عند المدرب عازف الكمان "وجد الحموي" موسيقي أكاديمي، علّمني النوتة والصولفيج في عامين ونصف، تستهويني الموسيقا الغربية، وقدوتي "بيتهوفن" وفيفالدي"، ثم بدأت أعلّم الموسيقا في البيت لمدة عام، ثم انتقلت لتعليم عزف الكمان في معهد "رامي السلوم" لمدة عام، وفي عام 2015 افتتحت معهد "شام" الذي تميز بتعليم آلة الكلارينيت، وهو أول معهد لتعليم هذه الآلة في "سلميه"، ومعلمه "منهل اليازجي"، وما يزال يستقبل الهواة من عمر4 سنوات حتى أكبر الأعمار سناً وعلى جميع الآلات».
تَحَدِّي الإِعَاقَةِ البَصَرِيَّةِ
«لم تمنعني إصابتي (اعتلال الشبكية الصباغي الوراثي الخلقي) منذ ولادتي، من التحصيل العلمي حيث حصلت على الثانوية عام 2004 ، علماً لم تكتشفه والدتي إلا في عامي السادس، حيث بلغت درجة الرؤية في عيني اليمنى درجة واحدة ونصف الدرجة، والعين اليسرى نصف درجة من أصل عشر، ومع ذلك تابعت العزف وقراءة النوته، وفي آخر مرحلة استعنت بمعينة الإبصار لقراءة النوته، وضعي يمكن معالجته خارج القطر في "روسيا" أو "أمريكا"، حتى لا أفقد بصري نهائياً، ولكن الظروف المادية صعبة لن تمكني من إنقاذ آخر نور في عيني، علماً أني معيل لأسرتي، فإبنتي "شام" تعزف بيانو وتهوى التمثيل، وإبني "آدم" ضابط إيقاع، وزوجتي معلمة».
النَّشَاطَاتُ
قدمتُ عدة أنشطة في الحمّام الأثري في "سلميه"، بشكل إفرادي عام 2010، وفي عام 2011في جمعية أصدقاء "سلميه"، وفي عام 2016 شكلت فرقة تتألف من (15) مغنّياً و(12) عازفَ عود منهم "كرم مقداد"، و"نوار عبود"، وعلى آلة الكمان "غزل زيدان" و"شهد عفارة" وعلى الإيقاع "عمار جمول"، وقدمنا العروض في عدة جمعيات أهلية العاديات وفي المركز الثقافي العربي، وخان السلطان، وفي مركز ثقافي "بري الشرقي"، وقدمنا من عام 2016 وحتى 2019 حفلات لفريق جوى في سنتر "سامر"، وفي مركز ثقافي "حماة"، وفي صالة "أدونيا"».
شَهَادَاتٌ
عازفة البيانو "ميس زيدان" 1995، كلية موسيقا 2017، تقول عن الفنان "محمد زريق": «"زريق" فنان لطيف، يحبه أطفال المعهد، لقد ثابروا على التعلم لديه فكسب عدداً كبيراً، وأنا كنت أعلّم في معهد شام عند الأستاذ "محمد" على آلة البيانو أثناء وبعد تخرجي من كلية الموسيقا، ومعهد شام هو البيت الثاني لي ولكل الهواة، وعملت والفنان "زريق" في فرقة واحدة أعزف على آلة البيانو وهو عازف كمان، إنه مثال الصبر والإصرار والتحدى لإعاقته البصرية وبوقت قياسي، وبالمواظبة وشغف التعلم وعشق آلة الكمان واستطاع أن يتعلم مستوى السنتين الأوائل لمنهاج كلية الموسيقا».
فيما أضاف "محمد فايز خضور"، مهندس زراعي، عن صديقه عازف الكمان "محمد زريق" قائلاً:
«بدأت معرفتي بـ"محمد زريق" منذ 25 عاماً، عندما كنا طلاباً في الثانوية، تعرفت عليه وعلى أخيه، كان يعاني من إعاقة بصرية بسبب مشكلة بالشبكية أوما يسمى اللطخة العمياء، ولكن الإعاقة لم تمنعه من التميز من خلال تطوير ثقافته الشخصية بقراءة الروايات ودواوين الشعر والكتب الثقافية، بعد أن نال الثانوية بدأ بتلقي تعليمه الموسيقي على يد الفنان "وجد الحموي" عازف الكمان، ولقد بذل جهداً كبيراً ومضاعفاً بسبب ضعف البصر فقد كان يستعمل المكبرة لقراءة النوتات وبلغ عدد ساعات تدريبه 10 ساعات متواصلة، حتى أتقن العزف على الكمان، واختص بالموسيقا الغربية متل العزف لـ"شوبان" و"فيفالدي"، وبعد تجربته في التعليم؛ افتتح معهد شام واستقطب عدداً من المدربين الأكاديمين لتعليم الموسيقا والعزف على بقية الآلات الموسيقية، وهو معيلٌ لأسرة مكونة من طفلين وزوجة، إن "زريق" إنسان مجتهد ومثال الشباب المتميز تحرر من قيد وسجن الإعاقة ليصنع حريته ويعيش الحياة في عالم الموسيقا الروحية».
وأضاف الفنان عازف الكمان "وجد الحموي" 1989 عن "زريق" قائلاً: «كنت أعطي حصصاً وأنا ما أزل في الثانوية العامة في معهد "كارمن" لصاحبه "زياد الشيحاوي" فقد تعلمت الموسيقا عند خبيرة كمان روسية، وقبل أن أتخرج من كلية الموسيقا، في عام 2006 طلب مني صديقي "زريق" أن يتعلم العزف على آلة الكمان، إنه معجزة لم أشعر لحظة واحدة أنه يعاني من إعاقة بصرية فقد استطاع أن يتميز على 25 طالباً، وكان مجتهداً يدفعه شغفه ودوام التمرين ليكون متلقياً وعازفاً ماهراً، "زريق" إنسان بكل الأبعاد يحبه الجميع بلطفه المميز».