أحب "أيهم سعد" الموسيقا والعزف منذ الطفولة، ولم يثنِه شيءٌ عن السعي إلى تحقيق رغبته وحلمه بتطوير موهبته الموسيقية، لذا عمل على التدريب ليتعلم الموسيقا ولم يكتفِ بالتعلم بل عمل على تعليم الموسيقا أيضاً ونقل حبّه للموسيقا إلى طلابه.

البِدَايَاتُ

تحدّى "أيهم سعد" الظروف واستطاع تحقيق حلمه في تعلم الموسيقا والعزف على آلة الكمان، ويتحدث لـ"مدونة الموسيقا"عن بدايته مع الموسيقا: «كان الفضل لأهلي في تعلم الموسيقا فهم الذين لاحظوا موهبتي في سن مبكرة وسعوا جاهدين إلى تنميتها، لكن السكن في القرية بعيداً عن المدينة حال دون الحصول على التعليم الموسيقي المطلوب في سن مبكرة، لذا بدأت فعلياً بتعلم الموسيقا في عمر الخامسة عشرة، وأصبحت أتدرب بشكل مكثف أكثر على العزف، بالإضافة إلى البحث بشكل موسع والسؤال أكثر للحصول على المعلومات التي تساعدني على زيادة معرفتي الموسيقية وتصقل موهبتي التي كانت في بداياتها، لأنتقل بعد إتمامي المرحلة الثانوية على مدينة حمص وأتعلم الموسيقا بشكل أكاديمي بإشراف أساتذة أكاديميين».

اِختِيَارُهُ لِآَلَةِ الكَمَانِ

لكل آلة موسيقية لحنها الخاص، وكل موسيقي يبحث عن اللحن الذي يتناغم معه، وكان لحن آلة الكمان هو اللحن المتوافق مع "أيهم" فيقول عن اختياره لآلة الكمان: «وقع اختياري على آلة الكمان بعد أن كنت موضع اختيار بينها وبين آلة العود، لكنني وجدت أن آلة الكمان هي الأقرب إليّ وإلى شخصيتي، إضافة إلى أنها تتميز عن باقي الآلات الوترية بامتلاكها القدرة على التعبير عن المشاعر وإيصال أحاسيس العازف بشكل أكبر للمتلقي، وبإمكاني القول بأنها تشبه الصوت البشري بالغناء، كما أن للكمان أهمية كبيرة في الفرق الموسيقية سواء كانت الموسيقا الغربية "الكلاسيك" أو الموسيقا الشرقية، وتعتبر آلة الكمان أساس الفرقة حيث يجب أن يتواجد في الفرقة على الأقل ثمانية كمانات».

1- عازف الكمان أيهم سعد
2- عازف الكمان المميز أيهم سعد

أَهَمُّ المَرَاحِلِ المُوسِيقِيَّةِ

3- أيهم سعد في إحدى حفلاته

تعتبر الدراسة الأكاديمية والمشاركات الموسيقية بالإضافة إلى تدريس الموسيقا وتدريب الأطفال على آلة الكمان من أهم المحطات التي عاشها "أيهم"، فيقول عنها: «كانت بدايتي في تعلم الموسيقا على نطاق ضيق وذلك لبعد قريتي عن مركز المدينة، لذا أعتبر انتقالي إلى مدينة حمص لأبدأ دراسة الموسيقا بشكل أكاديمي من أهم المحطات في حياتي، ولم أكتف بالدراسة فقط بل بدأت العزف مع الفرق الموسيقية التي كانت تتواجد ضمن المدينة لأحصل بذلك على المزيد من الخبرة في العزف إلى جانب الدراسة النظرية، وتعتبر هذه المشاركات الأساس المتين الذي استطعت أن أبني عليه خبرتي ومعرفتي الموسيقية بشكل عام وفي آلة الكمان بشكل خاص، فقد شاركت مع الفرق بإحياء العديد من الحفلات في المراكز الثقافية بالإضافة للمشاركة بالعديد من المهرجانات، بينما حصلت على الكثير من المعلومات خلال دراستي الأكاديمية عن طريق تتلمذي على يد أهم عازفي الكمان وهم الأستاذ صفوان العويل الذي تعلمت منه أسس الموسيقا الشرقية، بينما تعلمت الموسيقا الكلاسيكية الغربية على يد الأستاذ عمار يونس واستفدت أيضاً من خبراته بالموسيقا الشرقية، وقد كان لهما الفضل الكبير في التعرف أكثر على آلة الكمان والحصول على معلومات جديدة كنت أجهلها عن الآلة».

مَهرَجَانَات

يتابع "أيهم" الحديث عن مشاركاته في المهرجات فيقول: «شاركت بالعديد من المهرجانات منها مهرجان القلعة والوادي، كما شاركت بالكثير من حفلات مديرية الثقافة في حمص كعازف كمان أول، ومن المراحل التي اعتبرها مهمة جداً في مسيرتي أنني كنت عازفاً أساسي ضمن فرقة نقابة الفنانين قبل الانتساب إلى النقابة عام 2022 وكان سبب تأخري بالانتساب هو توقف طلبات الانضمام للنقابة بسبب ظروف البلاد في تلك الفترة، ومن المحطات المهمة أيضاً كانت الوقوف على مسرح دار الأوبرا بدمشق والمشاركة بعدّة أمسيات موسيقية بقيادة الأستاذ عدنان فتح الله، ومن الأمسيات الموسيقية المهمة أيضاً كانت العزف مع عازف الكمان الأستاذ نظير المواس».

وبالنسبة لتدريس الموسيقا يقول: «إن التدريس مهم جداً للعازف، ويعتبر مراجعة لمعلومات العازف وتبقيه في بحث مستمر على كل جديد وتكرار المعلومات للطلاب يساعده على ترسيخ المعرفة والبحث أكثر للحصول على كل جديد لينقله إلى طلابه الشغوفين بالعزف، بالإضافة إلى أن تعليم الجيل الجديد الموسيقا الصحيحة وخلق جيل متذوق جيد للموسيقا أمر مهم خاصة في ظل تردي الذائقة الموسيقية لدى الكثير من الشباب نتيجة ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام».

الوُقُوفُ عَلَى المَسرَحِ

تختلف المسارح باختلاف مكانها واختلاف جمهورها، وتبقى لها رهبتها الخاصة فيقول "أيهم": «تختلف رهبة الوقوف على المسرح من مكان لآخر كما وتتفاوت هذه الرهبة بحسب الجمهور المتواجد ونوعية الحفل الذي أشارك به، فالحفل الذي يتم تقديمه على مسرح دار الأوبرا بدمشق له رهبة تختلف كلياً عن الحفلات التي يتم تقديمها في المراكز الثقافية أو حتى الحفلات العادية، إضافة إلى أن للعزف المنفرد على المسرح رهبة أكبر من العزف مع فرقة أو مجموعة من العازفين».