لم يكتفِ "مياس طيبه" بالتعليم التقليدي للعزف على العود، بل عَمِل خلال ثمانية عشر عاماً بتوظيف معرفته لنظريات الموسيقا الشرقية والغربية، واطلاعه على المدارس الموسيقية في العديد من الدول من ابتكار أسلوبه الخاص الذي يميزه في العزف على آلة العود.
البداية الموسيقية
كانت طفولة "مياس طيبه" مليئة بالموسيقا، فقد كان تواجد الآلات الموسيقية في منزلهم بحكم اهتمام والده بالموسيقا وعمله في تدريسها، ولعبت هذه العوامل دوراً في تنامي شغفه لتعلم العزف على العود، فيقول لمدونة موسيقا: «عشت طفولتي بين الآلات الموسيقية المتواجدة في منزلنا كون والدي مدرس موسيقا ولديه اهتمام كبير بها فكبرت مع الألحان والآلات والأجواء الموسيقية، لأبدأ في عمر الثماني سنوات وبمساعدة والدي الذي كان له الفضل الأكبر بتعلم العزف على آلة العود والتعرف على الأساسيات المهمة للموسيقا، لتصبح آلة العود مع مرور الأيام المفضلة عندي ورفيقة رحلتي الموسيقية، خاصة أنني وجدتها قريبة جداً من شخصيتي وتشبهني إلى حدٍ ما».
مسيرة غنية
بدأ "مياس" المشاركة بالحفلات الموسيقية ضمن منطقته منذ عمر صغير ليصقل مهاراته بالتعليم الأكاديمي ويشارك بعدها بالعديد من الحفلات على المستوى المحلي والدولي، فيقول: «كانت بدايتي في مدينتي "مصياف" حيث شاركت ومنذ عمر 15 بالعزف على آلة العود في العديد من الحفلات التي كانت تُقام في المنطقة، لأنتقل بعدها إلى مدينة حمص وأتابع دراسة الموسيقا في كلية الموسيقا بجامعة البعث والتي أعتبرها محطة مهمة خلال مسيرتي في التعرف والتعمق أكثر في معرفة ما خفي عني في الموسيقا، فقد تعرفت على العديد من العازفين المهمين والذين كان لهم باعٌ في الموسيقا وساعدني تبادل المعلومات والمعارف معهم وجلسات النقاش التي كان محورها الأساسي الموسيقا دور كبير في زيادة خبرتي وتطوير مهاراتي في العزف على آلة العود، ولم أكتفِ في تلك الفترة بالدراسة فقط بل كنت أقوم بتدريس العزف على آلة العود في العديد من المعاهد الموسيقية في مدينة حمص ومصياف، كما شاركت بالعديد من الحفلات التي أُقيمت على خشبة مسرح المركز الثقافي في حمص كان منها حفلات لكلية التربية الموسيقية وقسم آخر لفرق موسيقية محلية، وشاركت أيضاً بالحفلات التي كانت تُقسمها الكلية خلال فترة دراستي، بالإضافة إلى مشاركتي في حفلتين على مسرح المركز الثقافي في مدينة طرطوس».
ويتابع الحديث عن أهم مشاركاته الموسيقية بعد سفره إلى دولة الإمارات، فيقول: «انتقلت عام 2022 إلى دولة الإمارات وعزفت العود على مسرح خورفكان في إمارة الشارقة والذي يعتبر أهم المسارح في الإمارات، وعزفت أيضاً بالعديد الحفلات الموسيقية في مدينة الجميرة في دبي، إضافة إلى مشاركتي في مهرجانين أُقيما في إمارة عجمان».
أسلوب خاص
سعى "مياس" لأن يكون لديه أسلوبه المميز بالعزف على آلة العود، الأسلوب الذي يميزه عن باقي العازفين والذي يُظهر شخصيته من خلاله، فيقول: «ساعدتني دراستي الأكاديمية والإلمام بالنظريات الموسيقية الغربية والشرقية في ابتكار أسلوبي الخاص بالعزف على آلة العود، والذي يعتمد على المزج بين عدّة مدارس موسيقية هي المصرية والتركية والعراقية ومن خلال هذا المزيج المتناغم تمكنت من صنع هوية موسيقية خاصة بـ"مياس"، تلك الهوية التي يمكن أن تميز المقطوعات التي أعزفها».