تعيد مدونة الموسيقا، وفي إطار محاولتها لحفظ الذاكرة الموسيقية السورية، ولملمة المبعثر والمتناثر منها، إحياء ونشر العديد من المواد المنشورة منذ أعوام على مدونة وطن eSyria مدعمة بفيديوهات صورها فريق عمل المدونة آنذاك، ولم تنشر لأسباب فنية.
رصيده يضم الكثير من الألحان والقطع الموسيقية، عندما تزوره في الاستوديو الخاص به في ساحة المجتهد في دمشق، فإنك ستكون على موعد مع جزء مهم من الأغاني السورية التي يطالعك بها الملحن والموسيقي "صديق دمشقي".
في مدينه "دمشق"، وضمن بيت يتنسم برائحة الإبداع الموسيقي نشأ: «والدي كان يحب الموسيقا ويعزف على آلتي العود والقانون، وجدي صوته جميل ويجيد أداء الادوار والموشحات والقصائد القديمة، منذ طفولتي كنت محباً للفن والموسيقا، تعلمت العزف على آلة الأكورديون، شاركت بالحفلات الفنية المدرسية وكانت لي محاولات بأن ألحن الأناشيد التي تحفظ للطلاب في المدرسة دون أن أعلم أن هذا الشيء اسمه تلحين».
في مصر كان شغفي بالموسيقا أكبر بعد لقائي المباشر مع كبار عمالقة الفن والموسيقا، رغم أني كنت بعيدا عن الممارسة الحقيقية للعزف بحكم انشغالي مع والدي في إدارة أعماله
في 1972 ابتعد "دمشقي" عن الموسيقا بعد سفره إلى القاهره للحاق بوالده الذي نقل عمله إلى مصر، ولكنه ما لبث أن عاد لعشقه القديم: «في مصر كان شغفي بالموسيقا أكبر بعد لقائي المباشر مع كبار عمالقة الفن والموسيقا، رغم أني كنت بعيدا عن الممارسة الحقيقية للعزف بحكم انشغالي مع والدي في إدارة أعماله».
وحين عاد إلى بلده سورية لأداء خدمة العلم لم يجد "صديق دمشق" رفاقه كما تركهم بل إن بعضهم تقدم وتفوق في الفن: «حال أصدقائي لم يكن موضع إحباط لي بل على العكس، فقد شجعوني كثيرا على دراسة الموسيقا والعودة إلى المجال الفني وعدت إلى دراسة الموسيقا والتمرين على العزف ودراسة المقامات الموسيقية العربية من خلال كتب الموسيقا وكل ما يتعلق بها من مقامات موسيقية وايقاعات، لأني كنت قد تجاوزت سن الانتساب إلى المعهد الموسيقي».
انتساب "دمشقي" لنقابة الفنانين شكل له حافزاً جديداً شجعه أكثر على مواصلة بذل الجهد في سبيل تطوير إمكانياته الموسيقية من الناحيتين النظرية والتقنية: «عملت مع عدة فرق موسيقية، منها مع الاستاذ "سليم سروه" عازف القانون والاستاذ "امين الخياط" في فرقه "الفجر" الموسيقية ومع فرقة الاذاعه والتلفزيون بقيادة عازف الكمان "صبحي جارور" وفرقة الفنانين المتحدين بقيادة الاستاذ "نزار موره لي" مع فرقة النجوم بقيادة "هادي بقدونس"، ولحنت لمعظم المطربين والمطربات السوريين وقمت بتوزيع والتنفيذ الموسيقي للعديد من الأعمال الغنائية في إذاعة دمشق».
ومن ألحانه التي ما زالت في الذاكرة الفنية رغم تعدد اتجاهات وأساليب التلحين والتي قدمها لمطربين مع بداية مشوراهم الفني مثل اغنية "رجعلي يا حبيبي" للفنانة "كنانة القصير"، و"ضوي يا قمر" للفنانة "هالة صباغ" و"كلام حبيبي يا ناس" للفنان "سمير سمرة": «أول ألحاني سجلتها للمطرب "جهاد سمعان" بأغنية "بدي بدي ما بدي"، ومنها بدأ حكايتي مع التلحين، فقد قدمت لفنان الشعب "رفيق سبيعي" لحن "بحبك يا شام" و "زينّو الساحة" و"ملايين ملايين" وقدمت لقناة المنار أكثر من ثلاثين لحناً وطنياً يحمل مضمون المقاومة من أشهرها "بالأصفر عصبت جبيني"».
ولدى سؤاله عن اتجاهه الخجول إلى تأليف القوالب الموسيقية الآلية بين قائلاً: «عملت على تقديم سماعيات ولم أقم بتأليف "البشرف واللونغا وغيرها من قوالب التأليف" لأن السماعيات هي الأقرب إلى الذوق العام حيث سجلت عملين وهما غير غير مسجلين إلى الآن».
أما رأيه الموسيقي في الألحان الساحة الفنية السائدة أوضح بالقول: «الجملة اللحنية اليوم غير كاملة ويتخللها لوازم لا علاقة لها باللحن الاصلي بل يرتجل عازف الأورغ "التشييل" من أجل الرقص والدبكة، وبالتالي اصبح استخدام الإيقاعات الألكترونية عاملاً منشراً لسباب عدة أهمها مواكبة الموضة، ثانياً الحالة الاقتصادية السيئة التي من شأنها استخدام إيقاعات ألكترونية مسجلة بدل من الحية التي تحتاج إلى تكاليف مادية في تسجيلها، وهناك ظاهرة يمكن أن تكون جيدة وهي إعادة غناء الأغاني الطربية، أي جيدة من ناحية التذكير بها، ولكنها سيئة لأنها اللحن يشوه والأداء غير مطابق لها، وهنا كلمة حق يجب أن تقال: "الفن رسالة إنسانية، ومرآة الشعوب، وعلينا أن نحافظ على هويتنا وثقافتنا العربية بموسيقانا وألحاننا".