"رافي فقس".. عندما يحاكي اهتزاز الوتر حالات وجدانيّة في الدراما
في كنف عائلةٍ عشقتِ الموسيقا المُلتزمة، ترعرع المؤلّف والموزّع الموسيقيّ "رافي فقس"، وبنى ذائقته السمعيّة وسط أعمال موسيقيّة لطالما كانت تلامس أفئدةَ عائلته قبلَ آذانهم، فمعَ الصباح الباكر كانت السيدة "فيروز" تطرق باب أسماعهم لتضفيَ على يومهم جمالاً روحياً وصفاءً في النفس، ومع فترة الظهيرة كان صوت سلطان الطرب "جورج وسوف" يُرافقهم في أروقة المنزل عبر أسطوانات وأشرطة تُخفي بين طياتها نهجاً موسيقياً معطراً بعبق الكلمة السامية واللحن الفريد المزدان بجُملٍ موسيقيةٍ صعبة، ومع حلول فترة المساء كانتْ جدران منزلهم في حيّ العزيزية بحلب تنتشي طرباً مع صوت كوكب الشرق "أم كلثوم"، وهي تشدو لساعاتٍ وساعاتٍ بأغانٍ خُلّدتْ في روزنامة الشرق، وحفرتْ مكانها بعمق في أعظم سجلات الموسيقا العربيّة.